اللهم يا ولي نعمتي
المقدمة:
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. اللهم يا ولي نعمتي، إليك نلجأ وندعوك، نسألك العون والتوفيق في كل أمورنا، ونشكرك على كل نعمك التي لا تحصى ولا تعد.
1- نعم الله علينا لا تُعد ولا تُحصى:
– لله علينا نعم كثيرة لا تُعد ولا تحصى، منها نعمة الإسلام، ونعمة العقل، ونعمة الصحة، ونعمة الأمن، ونعمة الرزق، ونعمة الأهل والأصدقاء، ونعمة الوطن، وغير ذلك كثير.
– كل نعمة من هذه النعم تستحق منا الحمد والشكر لله تعالى، فالإسلام هو دين الحق الذي يهدينا إلى الصراط المستقيم، والعقل هو أداة التفكير والتدبر التي تميزنا بها عن سائر المخلوقات، والصحة هي أغلى ما يملك الإنسان، والأمن هو أساس الاستقرار والتقدم، والرزق هو ما يحفظ لنا حياتنا ويوفر لنا سبل العيش الكريم، والأهل والأصدقاء هم مصدر السعادة والفرح في حياتنا، والوطن هو المكان الذي ننتمي إليه وندافع عنه.
– يجب علينا أن نشكر الله تعالى على كل هذه النعم وأن نحافظ عليها ونستخدمها فيما يرضيه سبحانه وتعالى.
2- واجب الشكر لله تعالى على نعمه:
– شكر الله تعالى على نعمه واجب علينا، وهو من أهم العبادات التي يتقرب بها العبد إلى ربه سبحانه وتعالى.
– أمرنا الله تعالى بشكره في كتابه الكريم، فقال سبحانه وتعالى: “وَاذْكُرُواْ نِعْمَةَ اللّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِّنَ النَّارِ فَأَنقَذَكُم مِّنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ” (سورة آل عمران، الآية 103).
– وقال تعالى: “وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِن شَكَرْتُمْ لأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِن كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ” (سورة إبراهيم، الآية 7).
– شكر الله تعالى على نعمه يكون باللسان والقلب والجوارح، فباللسان نشكره ونحمده ونثني عليه، وبالقلب نؤمن بنعمه ونتيقن بها ونحبها، وبالجوارح نستخدمها فيما يرضيه سبحانه وتعالى.
3- أسباب الحرمان من نعم الله تعالى:
– هناك أسباب كثيرة تؤدي إلى حرمان الإنسان من نعم الله تعالى، منها الكفر بالله تعالى، والعصيان لله تعالى، والتقصير في شكر الله تعالى على نعمه، والغرور بالنعم وعدم الاعتراف بها، والبغي والظلم والتعدي على حقوق الآخرين، والإسراف والتبذير في استخدام النعم.
– يجب علينا أن نحذر من هذه الأسباب وأن نبتعد عنها حتى لا يحرمنا الله تعالى من نعمه.
4- فضل شكر الله تعالى على نعمه:
– شكر الله تعالى على نعمه له فضل عظيم في الدنيا والآخرة، ففي الدنيا يزيد الله تعالى نعمه على عباده الشاكرين، ويحفظهم من البلاء والشر، ويكرمهم ويحبهم ويبارك لهم في أرزاقهم وأعمالهم.
– وفي الآخرة يثيب الله تعالى عباده الشاكرين دخول الجنة والنعيم المقيم، ويكفر عن سيئاتهم ويتجاوز عن ذنوبهم.
– يجب علينا أن نسعى إلى شكر الله تعالى على نعمه ونحرص على ذلك حتى ننال فضله في الدنيا والآخرة.
5- كيف نشكر الله تعالى على نعمه؟
– هناك طرق كثيرة لشكر الله تعالى على نعمه، منها:
• الإقرار بالنعم والإيمان بها والاعتراف بها.
• الحمد والشكر لله تعالى باللسان والقلب والجوارح.
• استخدام النعم فيما يرضي الله تعالى وطاعته.
• الدعاء لله تعالى بأن يزيدنا من نعمه ويحفظها علينا.
• الصدقة والإحسان إلى الفقراء والمساكين.
• الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
• الدعوة إلى الله تعالى وتعليم الناس دين الإسلام.
6- قصص عن شكر الله تعالى على نعمه:
– هناك قصص كثيرة تتحدث عن فضل شكر الله تعالى على نعمه، منها:
• قصة سيدنا سليمان عليه السلام، الذي شكر الله تعالى على نعمه فأعطاه ملكًا عظيمًا.
• قصة سيدنا أيوب عليه السلام، الذي ابتلاه الله تعالى بالشدائد ثم شكر الله تعالى على نعمه فأعاده إلى سابق عهده.
• قصة سيدنا لقمان الحكيم، الذي علم ابنه شكر الله تعالى على نعمه فأصبح من الصالحين.
الخاتمة:
اللهم يا ولي نعمتي، نشكرك على كل نعمك التي لا تحصى ولا تعد، ونعوذ بك من الكفر بالنعم والعصيان لك والتقصير في شكر نعمك. نسألك أن تزيدنا من نعمك وأن تحفظها علينا وأن تستخدمها فيما يرضيك عنا. اللهم اجعلنا من الشاكرين لك على نعمك في الدنيا والآخرة، آمين.