اللّه يشفي مرضانا
المقدمة:
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين. الله هو الشافي، ولا يشفي إلا هو، وهو الذي خلق الأدوية والأمراض، وهو الذي يهب الشفاء لمن يشاء من عباده. المرض من الأمور التي ابتُلي بها الإنسان منذ خلقه، ولا يستطيع أحد أن يتجنب المرض مهما بلغ من درجات الوقاية والاحتراز، وقد يكون المرض بسيطًا أو خطيرا، وقد يكون مؤقتًا أو مزمنًا، وقد يكون عضويًا أو نفسيًا، وقد يصاب به الإنسان في أي مرحلة عمرية، سواء كان طفلًا أو شابًا أو كهلاً.
اللّه يرحمنا ويشفي مرضانا:
اللّه يرحمنا ويشفي مرضانا ومرضى المسلمين أجمعين، اللهم اشف مرضانا ومرضى المسلمين أجمعين شفاءً لا يغادر سقمًا، اللهم ارفع عنهم البلاء والوباء، اللهم أعفهم من كل مرض وهم وغم، اللهم ارحم مرضانا ومرضى المسلمين أجمعين برحمتك الواسعة، اللهم لا نرجو ولا نستغيث إلا بك، اللهم فاشف مرضانا ومرضى المسلمين أجمعين.
اللّه العافية:
العافية هي الصحة والسلامة التامة من أي مرض، وهي من أهم النعم التي أنعم بها الله -سبحانه وتعالى- على عباده، والعافية تقابل المرض، وتشمل الصحة البدنية والصحة النفسية على حد سواء، فالصحة البدنية تعني سلامة جميع أجهزة الجسم وعضلاته من أي خلل أو مرض، أما الصحة النفسية فهي تعني سلامة الحالة النفسية، والتمتع بالاستقرار النفسي والهدوء الداخلي، فالمرء لا يستطيع أن ينعم بالحياة وتذوق حلاوتها إلا إذا كان معافى صحيًا ونفسيًا.
أهمية اللجوء الى اللّه وقت المرض:
يجب على المريض أن يعلم أن اللّه هو الذي يشفي المرض ويرفع البلاء، وليس الأطباء أو الأدوية، واللجوء الى اللّه بالدعاء والاستغفار والتوكل هو أفضل ما يمكن أن يفعله المريض لنفسه، فاللّه هو وحده القادر على شفاء المرض مهما بلغ من درجة الخطورة، والأدوية والأطباء هم سبب من أسباب الشفاء، ولكن السبب الرئيسي هو اللّه -سبحانه وتعالى- فهو الذي خلق المرض والدواء، وهو وحده القادر على أن ينفع بالأدوية أو أن يبطل مفعولها، ولذلك يجب على المريض أن يتوكل على اللّه وحده، وأن يكثر من الدعاء والاستغفار، وأن يفعل الأسباب التي تؤدي إلى الشفاء، مثل تناول الأدوية واتباع تعليمات الطبيب.
طرق الوقاية من المرض:
هناك العديد من الطرق للوقاية من المرض والحفاظ على الصحة والسلامة، ومن أهم هذه الطرق:
– التغذية السليمة: تناول الأطعمة الصحية والمتوازنة، والابتعاد عن الأطعمة الضارة والمصنعة، والإكثار من تناول الفواكه والخضراوات والأسماك.
– ممارسة الرياضة: ممارسة الرياضة بانتظام، فهي تساعد على تقوية جهاز المناعة والحفاظ على صحة القلب والأوعية الدموية.
– النوم الكافي: الحصول على قسط كاف من النوم، فالنوم مهم لتعزيز وظائف جهاز المناعة.
– الابتعاد عن التوتر والقلق: محاولة تجنب التوتر والقلق قدر الإمكان، فهما يؤثران سلبًا على الصحة النفسية والبدنية.
– الالتزام بالنظافة الشخصية: غسل اليدين جيدًا بالماء والصابون قبل الأكل وبعده، وبعد استخدام الحمام، وبعد العطس أو السعال، واستخدام المناديل الورقية عند السعال أو العطس، وتجنب مشاركة الآخرين في استخدام الأدوات الشخصية.
– زيارة الطبيب بانتظام: زيارة الطبيب بانتظام لإجراء الفحوصات الطبية اللازمة، واكتشاف أي مرض في مراحله الأولى، وبالتالي تسهيل عملية علاجه.
فضل الدعاء بالشفاء للمريض:
من أفضل الأعمال التي يمكن أن يقوم بها المسلم الدعاء للمريض بالشفاء، والدعاء بالشفاء للمريض هو من أعظم القربات إلى اللّه -سبحانه وتعالى-، فالدعاء للمريض هو إظهار للمحبة والاهتمام به، وهو ضرب من ضروب العيادة التي حثّ عليها رسول اللّه -صلى اللّه عليه وسلم-، والدعاء للمريض أيضًا من أسباب الشفاء، فالدعاء يغير القدر، وقد قال رسول اللّه -صلى اللّه عليه وسلم-: “الدعاء يردّ القضاء حتى وإن كان نافذًا”، والدعاء للمريض أيضًا من أسباب تفريج الكرب، فالكرب هو ضيق شديد في الصدر، والدعاء يفرج الكرب، وقد قال اللّه -سبحانه وتعالى- في سورة غافر: “وإذا مسّ الإنسان ضرّ دعانا ثمّ إذا خوّلناه نعمة منّا قال إنّما أوتيته على علم بل هي فتنة ولكنّ أكثرهم لا يعلمون”.
الخاتمة:
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين. المرض من الأمور التي ابتُلي بها الإنسان منذ خلقه، ولكن اللّه -سبحانه وتعالى- جعل في المرض فوائد كثيرة، فالمرض يذكّر الإنسان باللّه -سبحانه وتعالى- وبضرورة اللجوء إليه، ويدفعه إلى التوبة والاستغفار، ويمحو عنه السيئات، ويرفع درجاته في الجنة، فاللّه -سبحانه وتعالى- جعل المرض سببًا لتكفير السيئات، ورفع الدرجات، ولذلك يجب على المريض أن يصبر على المرض، ويرضى بقضاء اللّه -سبحانه وتعالى-، ويتوكل عليه، ويكثر من الدعاء والاستغفار.