المقدمة:
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
فإن من أعظم النعم التي أنعم الله بها على عباده هي نعمة الغنى والثراء، فالله تعالى هو الغني الحميد، وهو الذي يملك كل شيء، وهو الذي يرزق من يشاء بغير حساب، وقد جعل الغنى منحة من منحه، ومنحة من نعمه، ومنحة من صدقاته على عباده، فعلى المسلم أن يتضرع إلى الله ويدعوه أن يغنيه ويرزقه من فضله، وأن يكثر خيره، وأن يبارك له في ماله وولده، وأن يحفظه من كل شر وبلاء.
العناوين الرئيسية للمحتوى:
1. أسباب الغنى والثراء
2. فضائل الغنى والثراء
3. السبل المؤدية إلى الغنى والثراء
4. الأدعية والأذكار لجلب الغنى والثراء
5. الثقة بالله والتوكل عليه في جلب الغنى والثراء
6. قضاء حوائج الناس والصدقة
7. الشكر لله تعالى على نعمة الغنى والثراء
أسباب الغنى والثراء:
1. الإيمان بالله تعالى، والتوكل عليه، واليقين بأن الغنى والثراء من عنده سبحانه وتعالى، وأن له وحده القدرة على إغناء العبد وإفقاره.
2. التقوى والصلاح، والبعد عن المعاصي والذنوب، فإن المعاصي والذنوب تؤدي إلى الفقر والحرمان، كما قال الله تعالى: (وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَىٰ آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ).
3. العمل الجاد والكسب الحلال، فإن العمل الجاد والكسب الحلال من أهم أسباب الغنى والثراء، فمن عمل بجد وتعب في سبيل كسب الرزق الحلال، فإن الله تعالى سيرزقه من فضله، كما قال الله تعالى: (وَأَنْ لَيْسَ لِلْإِنْسَانِ إِلَّا مَا سَعَىٰ).
فضائل الغنى والثراء:
1. الغنى والثراء نعمة من نعم الله تعالى على عباده، وقد مدح الله تعالى الأغنياء في كتابه العزيز، فقال تعالى: (وَأَنَّهُ هُوَ أَغْنَى وَأَقْنَى).
2. الغنى والثراء يمكن صاحبه من فعل الخير الكثير، وإعانة المحتاجين والفقراء، وبناء المساجد والمدارس والمستشفيات، وغيرها من الأعمال الخيرية.
3. الغنى والثراء يمكن صاحبه من الاستمتاع بالحياة الدنيا، وتوفير الراحة والرفاهية لأسرته وأقاربه.
السّبل المؤدية إلى الغنى والثراء:
1. التّوكل على الله تعالى، واليقين بأنّه هو الرزاق ذو الفضل العظيم، وأنّه وحده القادر على إغناء العباد وإفقارهم، فمن توكّل على الله حقًّا رزقه من حيث لا يحتسب، كما قال الله تعالى: (وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ).
2. التّعامل مع النّاس بالحسنى، ومراعاة حقوقهم، والحرص على نفعهم وإسعادهم، فمن أحسن إلى النّاس أحسن الله إليه، ومن سعى في إسعادهم سعى الله في إسعاده، كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (مَنْ سَرَّ مُسْلِمًا فَقَدْ سَرَّنِي، وَمَنْ سَرَّنِي فَقَدْ سَرَّ اللَّهَ عز وجل).
3. التّصدق بالمال، وإخراج الزكاة، وبذل النّفقة في سبيل الله، فمن تصدق ماله رزقه الله من حيث لا يحتسب، كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (مَنْ أَقْرَضَ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا ضَاعَفَهُ لَهُ أَضْعَافًا كَثِيرَةً).
الأدعية والأذكار لجلب الغنى والثراء:
1. الإكثار من الدعاء إلى الله تعالى بطلب الغنى والثراء، والتضرع إليه أن يرزقه من فضله، وأن يكثر خيره، وأن يبارك له في ماله وولده.
2. الإكثار من قراءة القرآن الكريم، وخاصة سورة البقرة وسورة آل عمران، فقد ورد في فضل قراءة هاتين السورتين أنها تجلب الرزق والغنى.
3. الإكثار من الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم، فقد ورد في فضل الصلاة عليه أنه يزيد في الرزق والغنى.
الثقة بالله والتوكل عليه في جلب الغنى والثراء:
1. الثقة بالله تعالى والتوكل عليه من أهم أسباب الغنى والثراء، فمن وثق بالله حقًّا وتوكل عليه رزقه من حيث لا يحتسب، كما قال الله تعالى: (وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ).
2. التوكل على الله تعالى لا يعني الكسل والتقاعس عن العمل، بل يعني العمل الجاد والسعي في طلب الرزق مع التوكل على الله تعالى واليقين بأنّه هو الرزاق ذو الفضل العظيم.
3. الثقة بالله والتوكل عليه يجعل العبد مطمئنًّا وراضيًا بقضاء الله وقدره، لا يجزع ولا يحزن إذا لم يحصل على ما يريد، ولا يتكبر ويتجبر إذا حصل على ما يريد.
قضاء حوائج النّاس والصدقة:
1. التّعاون مع النّاس وإعانتهم على قضاء حوائجهم، وإسداء الخير إليهم، فمن أعان النّاس أعانه الله، ومن واساهم واساه الله، كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (مَنْ فَرَّجَ كُرْبَةً مُؤْمِنٍ فَرَّجَ اللَّهُ كُرْبَتَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ).
2. التّصدق بالمال، وإخراج الزكاة، وبذل النّفقة في سبيل الله، فمن تصدق ماله رزقه الله من حيث لا يحتسب، كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (مَنْ أَقْرَضَ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا ضَاعَفَهُ لَهُ أَضْعَافًا كَثِيرَةً).
3. مساعدة الفقراء والمحتاجين، وإطعام الجائعين، وكسوة العارين، ومداواة المرضى، وغيرها من الأعمال الخيرية التي تقرّب العبد إلى الله تعالى.
الشكر لله تعالى على نعمة الغنى والثراء:
1. شكر الله تعالى على نعمة الغنى والثراء من أهم الأمور التي يجب على المسلم أن يفعلها، فالشكر لله تعالى على نعمه يزيدها ويبارك فيها، كما قال الله تعالى: (وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لأزِيدَنَّكُمْ).
2. الشكر لله تعالى على نعمة الغنى والثراء يكون بالإكثار من الحمد والثناء على الله تعالى، وبإظهار نعمه على العباد، وباستخدامها فيما يرضي الله تعالى، كما قال الله تعالى: (وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ).
3. الشكر لله تعالى على نعمة الغنى والثراء يكون أيضًا بالإحسان إلى الفقراء والمحتاجين، وبمساعدة المحتاجين، وإعانة الضعفاء.
الخاتمة:
نسأل الله تعالى أن يغنينا ويكثر خيرنا، وأن يبارك لنا في أموالنا وأولادنا، وأن يحفظنا من كل شر وبلاء، وأن يجعلنا من الشاكرين لنعمه، والحامدين لآلائه وفضله، وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.