المتخلفون عن غزوة تبوك
مقدمة:
غزوة تبوك هي إحدى الغزوات التي قادها الرسول محمد صلى الله عليه وسلم في السنة التاسعة من الهجرة، وقد سميت بهذا الاسم نسبة إلى منطقة تبوك التي تقع شمال غرب المدينة المنورة. وقد كان هدف الغزوة هو التصدي لجيش الروم البيزنطيين الذين كانوا يستعدون لغزو المدينة المنورة. وقد شارك في هذه الغزوة ثلاثة آلاف مقاتل من المسلمين، وكان من بينهم عدد من الصحابة البارزين، مثل أبو بكر الصديق وعمر بن الخطاب وعثمان بن عفان وعلي بن أبي طالب وغيرهم.
أسباب الغزوة:
هناك عدة أسباب أدت إلى قيام الرسول محمد صلى الله عليه وسلم بغزوة تبوك، ومن أهم هذه الأسباب:
استعداد الروم البيزنطيين لغزو المدينة المنورة: كان الروم البيزنطيون قد حشدوا جيشًا كبيرًا استعدادًا لغزو المدينة المنورة، وكان هذا الجيش يضم العديد من الفرسان والمشاة.
حماية حدود الدولة الإسلامية: كانت غزوة تبوك تهدف أيضًا إلى حماية حدود الدولة الإسلامية من أي هجمات خارجية، وقد كان هذا مهمًا للغاية لأن الدولة الإسلامية كانت في طور النمو والتوسع.
نشر الإسلام: كان الرسول محمد صلى الله عليه وسلم يهدف أيضًا من خلال هذه الغزوة إلى نشر الإسلام بين القبائل العربية التي كانت تعيش في منطقة تبوك.
المتخلفون عن الغزوة:
كان هناك عدد من الصحابة الذين تخلفوا عن غزوة تبوك، ومن أشهر هؤلاء المتخلفين:
كعب بن مالك: كان كعب بن مالك من الشعراء البارزين في المدينة المنورة، وقد تخلف عن غزوة تبوك بسبب مرضه.
مرارة بن الربيع: كان مرارة بن الربيع من الصحابة الذين شهدوا بدرًا وأحدًا، وقد تخلف عن غزوة تبوك بسبب فقره.
هلال بن أمية: كان هلال بن أمية من الصحابة الذين شهدوا بيعة العقبة الثانية، وقد تخلف عن غزوة تبوك بسبب خوفه من الروم البيزنطيين.
أسباب تخلف المتخلفين:
هناك عدة أسباب أدت إلى تخلف بعض الصحابة عن غزوة تبوك، ومن أهم هذه الأسباب:
المرض: كان بعض المتخلفين مريضًا، ولم يتمكنوا من المشاركة في الغزوة.
الفقر: كان بعض المتخلفين فقيرًا، ولم يتمكنوا من تحمل تكاليف المشاركة في الغزوة.
الخوف: كان بعض المتخلفين خائفًا من الروم البيزنطيين، ولم يتمكنوا من المشاركة في الغزوة.
عقوبة المتخلفين:
عاقب الرسول محمد صلى الله عليه وسلم المتخلفين عن غزوة تبوك بأن حرمهم من الغنائم التي حصل عليها المسلمون في الغزوة، كما حرمهم من المشاركة في أي غزوة أخرى حتى يتوبوا.
توبة المتخلفين:
تاب المتخلفون عن غزوة تبوك بعد فترة قصيرة، وعادوا إلى المدينة المنورة، وقبل الرسول محمد صلى الله عليه وسلم توبتهم.
الخلاصة:
كانت غزوة تبوك من الغزوات المهمة التي قادها الرسول محمد صلى الله عليه وسلم، وقد حقق المسلمون فيها نصرًا كبيرًا. وقد تخلف عن هذه الغزوة عدد من الصحابة، وعاقبهم الرسول محمد صلى الله عليه وسلم بحرمهم من الغنائم ومن المشاركة في أي غزوة أخرى حتى يتوبوا. وقد تاب المتخلفون بعد فترة قصيرة، وعادوا إلى المدينة المنورة، وقبل الرسول محمد صلى الله عليه وسلم توبتهم.