No images found for المتنبي حكم
المتنبي.. حكم
مقدمة
المتنبي، هو أبو الطيب أحمد بن الحسين المتنبي الكندي، شاعر عربي اشتهر بشعره الفصيح القوي وبلاغته العالية، ولد في الكوفة سنة 303 هـ، وتوفي في دير العاقول سنة 354 هـ، له ديوان شعر كبير يحتوي على أكثر من 300 قصيدة، تناول فيها مختلف أغراض الشعر، من مدح وهجاء ورثاء وفخر وحكمة وغيرها.
1. الحكم في شعر المتنبي
اشتهر المتنبي بحكمه وأمثاله التي تضمنت عمق الفكر ودقة الملاحظة، والتي لا تزال تُتداول إلى يومنا هذا، ومن أشهر حكمه:
“إذا لم يكن عقل المرء يغنيه عن النـــــاس لم ينفعه عقل ألف نــــــــــــاس”
“لا يَصْدَعُ الرمح إلا المُولجُ النَّصلَ فيهِ أوَّلاً”
“لولا المشقة ساد الناس كلهم الجود يفقر والإقدام قتّال”
2. الحكم عن الحياة والموت
تطرق المتنبي في شعره إلى موضوعات الحياة والموت، ونظر إليها من منظور فلسفي عميق، ومن حكمه في هذا الصدد:
“واعلم بأن الموت كأسٌ شربناها وخفّرّناها فمـا تنفع الحـيلة”
“إذا المرء لم يدنس من اللؤم عرضه فكل رداء يلبسه فهو حسن”
“ما أنصف الدهر الفتى إذ خصه بالموت وأغراه بلذات العيش”
3. الحكم عن العلم والمعرفة
أولى المتنبي العلم والمعرفة أهمية كبيرة، واعتبرهما أساس التقدم والازدهار، ومن حكمه في هذا الصدد:
“وَإذا بَدا مِنك الجـميلُ فـأَجملهُ وَاعلَم بِأنَّ الجَهلَ وَالخِفَّةَ العَيبُ”
“وإذا تنوّرت بالعلوم قلوبنا زالت عنا ظلمات أوهامنا”
“أرى جهلاً بعيداً كلَّ شيءٍ لَعينُك أعلمُ الأشياءِ عِلمَا”
4. الحكم عن الصداقة والوفاء
أشاد المتنبي بالصداقة والوفاء، واعتبرهما من أسمى القيم الإنسانية، ومن حكمه في هذا الصدد:
“الصاحب القنوع خير نديم”
“ولا خير في خلٍّ يخون خليلهُ ويلقاه من بعد المودة بالجفاء”
“الصــديقُ أخٌ أعطيتهُ ذات نـفسي فكان كنفسي حين جانبت ذاتي”
5. الحكم عن العزة والكرامة
دعا المتنبي إلى العزة والكرامة، ورفض الذل والمهانة، ومن حكمه في هذا الصدد:
“وإذا خفت العواقب ضيعت الحذرا”
“عَزَائِمُ أَمرِكَ لا تَرْكُ القَوَى لِأَنَّكَ مُلْزَمُ مَا أَلْزَمْتَهَا”
“وما الدهرُ إلا من رواةِ حديثهِ وما أنا إلا مَنْ يَرويهِ للناس”
6. الحكم عن الحكم والحكمة
أعطى المتنبي للحكم والحكمة مكانة عالية، واعتبرها أساس الملك والرياسة، ومن حكمه في هذا الصدد:
“فـوَيقـهِـم مَني وَفيـهِـم فَضـلي حَســب مَوضــعــي لـدى هــولاء”
“وجــهُ المُلــوكِ سِـجاجيـدٌ لـهـم بـأيَّهـا مـشـيـتُ فـلي بساطُ”
“القــيــادة في يــد الأميــر بها لا في يــد الــوزراء والـكُـتـّـاب”
7. الحكم عن الشعر والشعراء
أبدى المتنبي إعجابه بالشعر والشعراء، واعتبرهم أصحاب رسالة سامية، ومن حكمه في هذا الصدد:
“لا تنطِقَنَّ أمام شاعرٍ لئلا ترمِيَنَّ في بحرٍ قوافٍ جوهره”
“وإذا أتاكَ مَديحٌ لا تَزِد فيهِ ما يُفسدُ المدحَ والإطراءُ يَضْرِبُ”
“أرى شِعري أَعَوَجَّ ذَي عِوَجٍ وإنَّ عليَّ مِن نَقْدِهِ بَوْلاً”
خاتمة
يعتبر المتنبي أحد أبرز شعراء العربية على مر العصور، وقد ترك إرثًا شعريًا غنيًا بالحكم والأمثال التي لا تزال تُتداول إلى يومنا هذا، والتي تعكس عمق فكره ودقة ملاحظته، بالإضافة إلى براعته اللغوية وقوة بلاغته.