المحرمات في القرآن

المحرمات في القرآن

المحرمات في القرآن

المقدمة:

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. أما بعد، فإن القرآن الكريم هو كلام الله تعالى المنزل على نبيه محمد ﷺ بالوحي، وهو أعظم الكتب السماوية وأكملها، وقد تضمن القرآن الكريم العديد من المحرمات التي نهى الله تعالى عنها عباده، وذلك حفاظًا على مصالحهم في الدنيا والآخرة. وفي هذا المقال، سوف نتناول بعضًا من المحرمات المذكورة في القرآن الكريم، وسبب تحريمها، والعقوبة المترتبة على مخالفتها.

1. الشرك بالله تعالى:

– الشرك بالله تعالى هو من أكبر الكبائر، وهو أن يجعل العبد مع الله تعالى إلهًا آخر، أو أن يشرك معه في العبادة والطاعة.

– نهى الله تعالى عن الشرك في العديد من الآيات القرآنية، ومنها قوله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاءُ وَمَن يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا بَعِيدًا} [النساء: 116].

– والعقوبة المترتبة على الشرك بالله تعالى هي الخلود في النار، كما قال تعالى: {وَمَن يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنصَارٍ} [المائدة: 72].

2. قتل النفس:

– قتل النفس من المحرمات الكبرى التي نهى الله تعالى عنها في القرآن الكريم، ومنها قوله تعالى: {وَلَا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ} [الإسراء: 33].

– وقتل النفس بغير حق له عقوبات عديدة في الدنيا والآخرة، منها القصاص في الدنيا، والخلود في النار في الآخرة.

– ومن الجدير بالذكر أن هناك بعض الحالات التي يجوز فيها قتل النفس، مثل القتل دفاعًا عن النفس أو العرض، والقتل قصاصًا لمن قتل نفسًا بغير حق.

3. الزنا:

– الزنا من المحرمات الكبرى التي نهى الله تعالى عنها في القرآن الكريم، ووصفه بالفحشاء والمنكر، ومنها قوله تعالى: {وَلَا تَقْرَبُوا الزِّنَا إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلًا} [الإسراء: 32].

– الزنا له عقوبات عديدة في الدنيا والآخرة، منها الجلد مائة جلدة للمحصن والجلد ثمانين جلدة لغير المحصن، والرجم حتى الموت للزاني المحصن.

– والجدير بالذكر أن الزنا من الكبائر التي يجب على المسلم أن يتوب منها إلى الله تعالى، وأن يستغفره ويتصدق ويتصدق ويصوم، حتى يمحي الله تعالى عنه خطيئته.

4. الربا:

– الربا من المحرمات الكبرى التي نهى الله تعالى عنها في القرآن الكريم، ووصفه بالظلم والفساد، ومنها قوله تعالى: {وَأَحَلَّ اللَّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا} [البقرة: 275].

– الريا له عقوبات عديدة في الدنيا والآخرة، منها مصادرة الأموال التي حصل عليها من الربا، والحرمان من دخول الجنة.

– والجدير بالذكر أن الربا من الكبائر التي يجب على المسلم أن يتوب منها إلى الله تعالى، وأن يتصدق بالمال الذي حصل عليه من الربا، حتى يمحي الله تعالى عنه خطيئته.

5. السحر:

– السحر من المحرمات الكبرى التي نهى الله تعالى عنها في القرآن الكريم، ووصفه بالشر والضلال، ومنها قوله تعالى: {وَيَتَعَلَّمُونَ مَا يَضُرُّهُمْ وَلَا يَنفَعُهُمْ وَلَقَدْ عَلِمُوا لَمَنِ اشْتَرَاهُ مَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ خَلَاقٍ لَبِئْسَ مَا شَرَوْا بِهِ أَنْفُسَهُمْ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ} [البقرة: 102].

– السحر له عقوبات عديدة في الدنيا والآخرة، منها الضرب بالسياط والحبس، والحرمان من دخول الجنة.

– والجدير بالذكر أن السحر من الكبائر التي يجب على المسلم أن يتوب منها إلى الله تعالى، وأن يسأله المغفرة والعفو، حتى يمحي الله تعالى عنه خطيئته.

6. شرب الخمر:

– شرب الخمر من المحرمات الكبرى التي نهى الله تعالى عنها في القرآن الكريم، ووصفه بالرجس والخبث، ومنها قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنصَابُ وَالْأَزْلَامُ رِجْسٌ مِّنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} [المائدة: 90].

– شرب الخمر له عقوبات عديدة في الدنيا والآخرة، منها الجلد ثمانين جلدة، والحرمان من دخول الجنة.

– والجدير بالذكر أن شرب الخمر من الكبائر التي يجب على المسلم أن يتوب منها إلى الله تعالى، وأن يسأله التوفيق والهداية، حتى يمحي الله تعالى عنه خطيئته.

7. الغيبة والنميمة:

– الغيبة والنميمة من المحرمات الكبرى التي نهى الله تعالى عنها في القرآن الكريم، ووصفهما بالفسق والفجور، ومنها قوله تعالى: {وَلَا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَّحِيمٌ} [الحجرات: 12].

– الغيبة والنمية لها عقوبات عديدة في الدنيا والآخرة، منها القذف باللسان، والتحقير والازدراء، والحرمان من دخول الجنة.

– والجدير بالذكر أن الغيبة والنمية من الكبائر التي يجب على المسلم أن يتوب منها إلى الله تعالى، وأن يسأله التوفيق والهداية، حتى يمحي الله تعالى عنه خطيئته.

الخاتمة:

في الختام، فإن المحرمات التي ذكرناها في هذا المقال هي بعض من المحرمات الكبرى التي نهى الله تعالى عنها في القرآن الكريم. وقد ذكرنا سبب تحريم هذه المحرمات، والعقوبات المترتبة على مخالفتها. ومن الجدير بالذكر أن هذه المحرمات ليست محصورة في هذه الأمور، بل إن هناك العديد من المحرمات الأخرى التي حرمها الله تعالى في القرآن الكريم. وعلى المسلم أن يتقي الله تعالى ويبتعد عن كل ما حرمه في كتابه العزيز، حتى ينال رضا الله تعالى ويدخل جنته.

أضف تعليق