الم تر كيف فعل ربك بأصحاب الفيل
المقدمة:
لقد خلق الله الكون بنظام بديع وتكافل عجيب، وقد جعل فيه دلائل واضحة على قدرته وعظمته. ومن هذه الدلائل ما ذكره الله في سورة الفيل، وهي سورة مكية قصيرة تتكون من خمس آيات فقط، إلا أنها تحوي عبرة عظيمة وموعظة بليغة. ففي هذه السورة يخبرنا الله تعالى عن قصة أصحاب الفيل، الذين أرادوا هدم الكعبة المشرفة، وكيف دافع الله عنها وأهلكهم شر هلاك.
1. أصحاب الفيل:
كان أصحاب الفيل جيشًا كبيرًا من الحبشة، بقيادة أبرهة الأشرم، وكانوا يريدون هدم الكعبة المشرفة في مكة المكرمة. وكان أبرهة هذا رجلاً جبارًا متكبرًا، وكان قد بنى كنيسة عظيمة في صنعاء باليمن، وأراد أن يجعل الكعبة قبلة للمشركين بدلاً من كنيسته.
2. مسير أصحاب الفيل:
انطلق أصحاب الفيل من اليمن متجهين إلى مكة المكرمة، وكانوا يحملون معهم الكثير من الأفيال، وكانوا يظنون أن الأفيال ستخيف أهل مكة وتمنعهم من الدفاع عن الكعبة. وكان عبد المطلب بن هاشم، سيد قريش في ذلك الوقت، قد حذر قومه من أصحاب الفيل وأمرهم بالخروج من مكة والاحتماء في الجبال المحيطة بها.
3. معجزة الأبابيل:
عندما وصل أصحاب الفيل إلى مشارف مكة المكرمة، أرسل الله عليهم طيورًا أبابيل تحمل في مناقيرها حجارة من سجيل، فألقتها عليهم، فأهلكتهم جميعًا. ولم ينجُ منهم إلا أبرهة الأشرم، الذي فر هارباً إلى اليمن، ولكنه مات بعد ذلك بمرض بشع.
4. العبرة من قصة أصحاب الفيل:
العبرة من قصة أصحاب الفيل عظيمة جداً، وهي تدل على قدرة الله تعالى وعظمته. كما تدل على أن الله تعالى يحمي بيته الحرام ويذل من أراد به سوءًا.
5. دروس من قصة أصحاب الفيل:
هناك العديد من الدروس المهمة التي يمكن استخلاصها من قصة أصحاب الفيل، ومن أهمها:
أن الله تعالى قادر على حماية أوليائه وأنصاره.
أن الله تعالى لا يترك من أراد به سوءًا دون عقاب.
أن الله تعالى يحب الصالحين المتقين، ويكره الظالمين المجرمين.
6. آثار قصة أصحاب الفيل:
كانت قصة أصحاب الفيل لها آثار كبيرة على تاريخ العرب والمسلمين، ومن أهم هذه الآثار:
زادت من مكانة الكعبة المشرفة عند العرب والمسلمين.
رسخت عقيدة التوحيد في نفوس العرب والمسلمين.
شجعت العرب والمسلمين على نشر الدين الإسلامي في جميع أنحاء العالم.
الخاتمة:
قصة أصحاب الفيل هي قصة عظيمة ومؤثرة، وهي تدل على قدرة الله تعالى وعظمته. كما تدل على أن الله تعالى يحمي بيته الحرام ويذل من أراد به سوءًا. ولهذه القصة آثار عظيمة على تاريخ العرب والمسلمين، فهي زادت من مكانة الكعبة المشرفة عندهم، ورسخت عقيدة التوحيد في نفوسهم، وشجعتهم على نشر الدين الإسلامي في جميع أنحاء العالم.