النفس امارة بالسوء

النفس امارة بالسوء

النفس أمّارةٌ بالسوء

مقدمة:

النفس البشرية كنز ثمين يحمل في طياته كنوزًا من الخير والشر، فهي أمّارة بالسوء وتدعو إلى المعاصي والشهوات، ولكنها في الوقت ذاته قادرة على الارتقاء إلى أعلى مراتب الفضيلة والإحسان، فما هي النفس وما صفاتها وكيف يمكننا السيطرة عليها وتوجيهها نحو الخير؟

1. تعريف النفس:

النفس في اللغة العربية تعني الروح أو الذات، وهي القوة التي تحرك الإنسان وتدفعه نحو أفعاله وردود فعله، وهي مسؤولة عن أفكاره ومشاعره ورغباته، وتتكون النفس من ثلاثة عناصر رئيسية:

– النفس الأمّارة بالسوء: وهي الجزء من النفس الذي يدعو إلى الشر والمعاصي والشهوات، ويحاول أن يغلب على العقل والضمير.

– النفس اللوّامة: وهي الجزء من النفس الذي يندم على المعاصي والشرور التي يرتكبها الإنسان، ويدعوه إلى التوبة والإصلاح.

– النفس المطمئنة: وهي الجزء من النفس الذي يرتقي إلى أعلى مراتب الفضيلة والإحسان، ويصل إلى مرحلة الرضا والسكينة والاطمئنان.

2. صفات النفس الأمّارة بالسوء:

النفس الأمّارة بالسوء لها العديد من الصفات السلبية، من أهمها:

– حب الذات: وهي الصفة التي تجعل الإنسان يميل إلى تفضيل نفسه على الآخرين، ويسعى لتحقيق مصالحه الشخصية ولو على حساب الآخرين.

– حب الشهوات: وهي الصفة التي تجعل الإنسان يسعى وراء الملذات والشهوات، ويضحي بضميره وعقله من أجل تحقيقها.

– حب الدنيا: وهي الصفة التي تجعل الإنسان يتعلق بالدنيا ومتاعها، وينسى الآخرة وما فيها من نعيم.

– حب المال: وهي الصفة التي تجعل الإنسان يسعى وراء جمع المال والثروة، ويضحي بكل شيء من أجل تحقيقها.

– حب السلطة: وهي الصفة التي تجعل الإنسان يسعى وراء السلطة والنفوذ، ويستخدم كل الوسائل المشروعة وغير المشروعة لتحقيقها.

3. أسباب سيطرة النفس الأمّارة بالسوء:

هناك العديد من الأسباب التي تؤدي إلى سيطرة النفس الأمّارة بالسوء على الإنسان، من أهمها:

– ضعف الإيمان: إن ضعف الإيمان بالله تعالى واليوم الآخر يجعل الإنسان أكثر عرضة لسيطرة النفس الأمّارة بالسوء، حيث إنه لا يخشى عقاب الله ولا يتطلع إلى ثوابه.

– ضعف التربية: إن ضعف التربية الدينية والأخلاقية يجعل الإنسان أكثر عرضة لسيطرة النفس الأمّارة بالسوء، حيث إنه لا يعرف حدود الحلال والحرام ولا يلتزم بالقيم والمبادئ الأخلاقية.

– سوء الصحبة: إن سوء الصحبة يؤدي إلى سيطرة النفس الأمّارة بالسوء على الإنسان، حيث إن الصحبة السيئة تدعوه إلى المعاصي والشرور وتبعده عن طريق الخير والصلاح.

– كثرة المعاصي: إن كثرة المعاصي والشرور تؤدي إلى سيطرة النفس الأمّارة بالسوء على الإنسان، حيث إنها تضعف الإرادة وتقوي الشهوات وتجعل الإنسان أكثر عرضة للوقوع في المعاصي.

4. عواقب سيطرة النفس الأمّارة بالسوء:

إن سيطرة النفس الأمّارة بالسوء على الإنسان تؤدي إلى العديد من العواقب السلبية، من أهمها:

– ضياع الإيمان: إن سيطرة النفس الأمّارة بالسوء على الإنسان تؤدي إلى ضياع الإيمان بالله تعالى واليوم الآخر، حيث إنه يضعف الإيمان ويقوي الشكوك والشبهات.

– فساد الأخلاق: إن سيطرة النفس الأمّارة بالسوء على الإنسان تؤدي إلى فساد الأخلاق، حيث إنه يدعوه إلى ارتكاب المعاصي والشرور ويبعده عن طريق الخير والصلاح.

– شقاء الدنيا والآخرة: إن سيطرة النفس الأمّارة بالسوء على الإنسان تؤدي إلى شقاء الدنيا والآخرة، حيث إنه يعيش حياة ضنكا مليئة بالقلق والتوتر، وينتهي به الأمر إلى عذاب جهنم.

5. كيفية السيطرة على النفس الأمّارة بالسوء:

هناك العديد من الطرق التي يمكن للإنسان من خلالها السيطرة على النفس الأمّارة بالسوء وتوجيهها نحو الخير، من أهمها:

– تقوية الإيمان: إن تقوية الإيمان بالله تعالى واليوم الآخر يساعد الإنسان على السيطرة على النفس الأمّارة بالسوء، حيث إنه يخشى عقاب الله ويتطلع إلى ثوابه.

– الالتزام بالتربية الدينية والأخلاقية: إن الالتزام بالتربية الدينية والأخلاقية يساعد الإنسان على السيطرة على النفس الأمّارة بالسوء، حيث إنه يعرف حدود الحلال والحرام ويلتزم بالقيم والمبادئ الأخلاقية.

– اختيار الصحبة الصالحة: إن اختيار الصحبة الصالحة يساعد الإنسان على السيطرة على النفس الأمّارة بالسوء، حيث إن الصحبة الصالحة تدعوه إلى الخير والصلاح وتبعده عن طريق الشر والمعاصي.

– مجاهدة النفس: إن مجاهدة النفس ومقاومة شهواتها ورغباتها السيئة يساعد الإنسان على السيطرة عليها وتوجيهها نحو الخير، حيث إنه يضعف الشهوات ويقوي الإرادة.

– الدعاء إلى الله تعالى: إن الدعاء إلى الله تعالى والإستعانة به يساعد الإنسان على السيطرة على النفس الأمّارة بالسوء، حيث إنه يطلب من الله تعالى أن يثبته على طاعته ويصرفه عن معصيته.

6. النفس اللوّامة:

النفس اللوّامة هي الجزء من النفس الذي يندم على المعاصي والشرور التي يرتكبها الإنسان، ويدعوه إلى التوبة والإصلاح، ولها العديد من الصفات الإيجابية، من أهمها:

– الشعور بالذنب والندم: وهي الصفة التي تجعل الإنسان يشعر بالذنب والندم على المعاصي والشرور التي يرتكبها، ويدفعه إلى التوبة والإصلاح.

– مراقبة النفس: وهي الصفة التي تجعل الإنسان يراقب نفسه ويحاسبها على أفعالها وأقوالها، ويحاول أن يبتعد عن المعاصي والشرور.

– السعي إلى التوبة والإصلاح: وهي الصفة التي تجعل الإنسان يسعى إلى التوبة والإصلاح عن المعاصي والشرور التي يرتكبها، ويعود إلى طريق الخير والصلاح.

7. النفس المطمئنة:

النفس المطمئنة هي الجزء من النفس الذي يرتقي إلى أعلى مراتب الفضيلة والإحسان، ويصل إلى مرحلة الرضا والسكينة والاطمئنان، ولها العديد من الصفات الإيجابية، من أهمها:

– الرضا والقناعة: وهي الصفة التي تجعل الإنسان قانعًا بما قسمه الله تعالى له، وراضيا بما لديه من نعم، ولا يتطلع إلى ما في أيدي الآخرين.

– حب الخير للغير: وهي الصفة التي تجعل الإنسان يحب الخير للغير ويسعى لمساعدتهم وإسعادهم، ولا يحسد أحدًا على ما لديه من نعم.

– الإيثار: وهي الصفة التي تجعل الإنسان يقدم مصلحة الغير على مصلحته الشخصية، ويتنازل عن حقه من أجل إسعاد الآخرين.

الخاتمة:

النفس البشرية كنز ثمين يحمل في طياته كنوزًا من الخير والشر، فهي أمّارة بالسوء وتدعو إلى المعاصي والشهوات، ولكنها في الوقت ذاته قادرة على الارتقاء إلى أعلى مراتب الفضيلة والإحسان، وإن السيطرة على النفس وتوجيهها نحو الخير هي من أهم ما يجب أن يسعى الإنسان إليه في حياته، فهي السبيل إلى الفلاح في الدنيا والآخرة.

أضف تعليق