النكول عن اليمين

No images found for النكول عن اليمين

العنوان: النكول عن اليمين: دراسة تطبيقية في الشريعة الإسلامية

المقدمة:

النكول عن اليمين هو امتناع الحالف عن حلف اليمين بعد أن حلفها، أو هو العدول عن الحلف بعد أن حلفه، وهو من الأمور التي تناولتها الشريعة الإسلامية بالبحث والتفصيل، وقد وردت العديد من النصوص القرآنية والأحاديث النبوية التي تناولت هذا الموضوع، بالإضافة إلى آراء الفقهاء المسلمين في هذا الشأن.

أولاً: مفهوم النكول عن اليمين:

1. تعريف النكول عن اليمين لغة واصطلاحاً:

– لغة: النكول هو الإحجام والإمساك عن الشيء والتراجع عنه.

– اصطلاحاً: هو امتناع الحالف عن حلف اليمين بعد أن حلفها، أو هو العدول عن الحلف بعد أن حلفه.

2. أنواع النكول عن اليمين:

– النكول قبل الحلف: وهو أن يحلف الحالف اليمين ثم يرجع عنها قبل أن يحلفها.

– النكول بعد الحلف: وهو أن يحلف الحالف اليمين ثم يرجع عنها بعد أن حلفها.

3. أسباب النكول عن اليمين:

– الخوف من عقوبة الحنث باليمين.

– الشك في صحة اليمين أو مشروعيتها.

– النسيان أو الخطأ في حلف اليمين.

ثانياً: أحكام النكول عن اليمين:

1. حكم النكول عن اليمين قبل الحلف:

– اختلف الفقهاء في حكم النكول عن اليمين قبل الحلف، فذهب بعضهم إلى أنه لا إثم فيه، وذهب آخرون إلى أنه مكروه، وذهب فريق ثالث إلى أنه حرام.

2. حكم النكول عن اليمين بعد الحلف:

– اتفق الفقهاء على أن النكول عن اليمين بعد الحلف حرام، وعقوبته هي عقوبة الحنث باليمين، وهي الكفارة.

3. الكفارة عن النكول عن اليمين:

– حدد الفقهاء الكفارة عن النكول عن اليمين، وهي عتق رقبة، أو إطعام عشرة مساكين، أو كسوة عشرة مساكين، فإذا لم يستطع فعل ذلك فعليه صيام ثلاثة أيام.

ثالثاً: شروط النكول عن اليمين:

1. أن يكون الحالف عاقلاً بالغاً:

– لا يقبل النكول عن اليمين من الصبي أو المجنون، لأنهم لا يملكون أهلية التصرف.

2. أن يكون الحالف مختاراً:

– لا يقبل النكول عن اليمين من المكره أو المضطر، لأنه لا يملك حرية التصرف.

3. أن يكون الحلف مشروعاً:

– لا يقبل النكول عن اليمين في الحلف بغير الله تعالى، أو في الحلف على فعل محرم.

رابعاً: آثار النكول عن اليمين:

1. بطلان اليمين:

– ينتج عن النكول عن اليمين بطلان اليمين، فلا تلزم الحالف أية التزامات أو عقوبات.

2. وجوب الكفارة:

– يترتب على النكول عن اليمين وجوب الكفارة، وهي عتق رقبة، أو إطعام عشرة مساكين، أو كسوة عشرة مساكين، فإذا لم يستطع فعل ذلك فعليه صيام ثلاثة أيام.

3. الإثم:

– يعتبر النكول عن اليمين إثماً كبيراً، لأنه مخالفة لأمر الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم.

خامساً: الحكمة من مشروعية النكول عن اليمين:

1. حفظ اليمين من الحنث:

– مشروعية النكول عن اليمين تمنع الحالف من الحلف بيمين لا يستطيع الوفاء بها، وبالتالي تحفظه من الحنث باليمين.

2. حفظ الحقوق:

– مشروعية النكول عن اليمين تحفظ الحقوق، لأنها تتيح للحالف فرصة التراجع عن حلف اليمين إذا علم أنها تضر بحقوق الآخرين.

3. إصلاح ذات البين:

– مشروعية النكول عن اليمين تساعد على إصلاح ذات البين، لأنها تتيح للحالف فرصة التراجع عن حلف اليمين إذا علم أنها تسبب ضرراً أو قطيعة بينه وبين الآخرين.

سادساً: آراء الفقهاء في النكول عن اليمين:

1. رأي جمهور الفقهاء:

– يرى جمهور الفقهاء أن النكول عن اليمين جائز، سواء كان قبل الحلف أو بعده، بشرط أن يكون الحالف عاقلاً بالغاً مختاراً، وأن يكون الحلف مشروعاً.

2. رأي الحنفية:

– يرى الحنفية أن النكول عن اليمين جائز قبل الحلف فقط، أما بعد الحلف فلا يجوز، ويترتب على النكول بعد الحلف وجوب الكفارة.

3. رأي المالكية:

– يرى المالكية أن النكول عن اليمين جائز سواء كان قبل الحلف أو بعده، بشرط أن يكون الحالف عاقلاً بالغاً مختاراً، وأن يكون الحلف مشروعاً.

الخاتمة:

النكول عن اليمين هو امتناع الحالف عن حلف اليمين بعد أن حلفها، أو هو العدول عن الحلف بعد أن حلفه، وهو جائز في الشريعة الإسلامية بشرط أن يكون الحالف عاقلاً بالغاً مختاراً، وأن يكون الحلف مشروعاً. ويترتب على النكول عن اليمين بطلان اليمين ووجوب الكفارة والإثم. وقد اختلف الفقهاء في حكم النكول عن اليمين، ورأى جمهورهم أنه جائز سواء كان قبل الحلف أو بعده، ورأى الحنفية أنه جائز قبل الحلف فقط، ورأى المالكية أنه جائز سواء كان قبل الحلف أو بعده.