اليسار الأردني

اليسار الأردني

اليسار الأردني: تاريخه ومسيرته

مقدمة:

اليسار الأردني هو مجموعة من الأحزاب السياسية والحركات الاجتماعية التي تدعم العدالة الاجتماعية والمساواة الاقتصادية والديمقراطية السياسية. ظهر اليسار الأردني في أوائل القرن العشرين، وكان له تأثير كبير في السياسة الأردنية منذ ذلك الحين.

البدايات:

بدأت جذور اليسار الأردني في أوائل القرن العشرين، عندما بدأ العمال والفلاحون في تنظيم أنفسهم من أجل المطالبة بحقوقهم. في عام 1920، تأسس الحزب الشيوعي الأردني، وكان أول حزب سياسي يساري في الأردن. في السنوات التالية، ظهرت أحزاب يسارية أخرى، مثل حزب البعث العربي الاشتراكي والحزب التقدمي الأردني.

صعود اليسار:

في الخمسينيات والستينيات من القرن العشرين، شهد اليسار الأردني صعودًا كبيرًا. كان ذلك بسبب تزايد الوعي السياسي بين الجماهير، وكذلك بسبب الدعم الذي تلقاه اليسار من الدول العربية الأخرى، مثل مصر وسوريا. في عام 1957، فاز اليسار بثلاثة مقاعد في البرلمان الأردني، وهو ما كان أكبر نجاح له حتى ذلك الوقت.

اليسار في مواجهة النظام:

في عام 1967، اندلعت حرب الأيام الستة بين إسرائيل والدول العربية. أدت الحرب إلى هزيمة الدول العربية، واحتلال إسرائيل للضفة الغربية وقطاع غزة. كان لذلك أثر كبير على اليسار الأردني، الذي انقسم بين مؤيد ومعارض للحكومة. في عام 1970، وقعت أحداث أيلول الأسود، والتي شهدت مواجهات عنيفة بين الجيش الأردني والمنظمات الفلسطينية المسلحة. أدت هذه الأحداث إلى إضعاف اليسار الأردني بشكل كبير.

اليسار بعد أيلول الأسود:

بعد أحداث أيلول الأسود، تعرض اليسار الأردني لقمع شديد من قبل الحكومة. تم حظر الأحزاب اليسارية، وتم اعتقال العديد من الناشطين اليساريين. في الثمانينيات والتسعينيات من القرن العشرين، بدأ اليسار الأردني في إعادة تنظيم صفوفه. في عام 1992، تأسس حزب الوحدة الشعبية الديمقراطية، وهو أكبر حزب يساري في الأردن حاليًا.

اليسار في القرن الحادي والعشرين:

في القرن الحادي والعشرين، واصل اليسار الأردني نضاله من أجل العدالة الاجتماعية والمساواة الاقتصادية والديمقراطية السياسية. شارك اليسار في الحراك الشعبي الذي شهدته الأردن في عام 2011، والذي أدى إلى إقالة رئيس الوزراء معروف البخيت. في عام 2016، فاز اليسار بثلاثة مقاعد في البرلمان الأردني، وهي أكبر نسبة مقاعد حصل عليها اليسار منذ عام 1957.

التحديات التي تواجه اليسار الأردني:

يواجه اليسار الأردني العديد من التحديات، منها:

تشتت اليسار: ينقسم اليسار الأردني إلى العديد من الأحزاب والحركات، مما يضعف تأثيره السياسي.

القمع الحكومي: يتعرض اليسار الأردني لقمع من قبل الحكومة، والتي تحظر الأحزاب اليسارية وتعتقل الناشطين اليساريين.

ضعف الوعي السياسي: يعاني اليسار الأردني من ضعف الوعي السياسي بين الجماهير، مما يحد من تأثيره السياسي.

مستقبل اليسار الأردني:

على الرغم من التحديات التي يواجهها، إلا أن اليسار الأردني لا يزال يتمتع بتأييد كبير بين الجماهير. من المتوقع أن يواصل اليسار الأردني نضاله من أجل العدالة الاجتماعية والمساواة الاقتصادية والديمقراطية السياسية في السنوات المقبلة.

الخاتمة:

اليسار الأردني هو جزء مهم من الحركة السياسية الأردنية. لقد لعب اليسار دورًا كبيرًا في تاريخ الأردن، ولا يزال يتمتع بتأييد كبير بين الجماهير. من المتوقع أن يواصل اليسار الأردني نضاله من أجل العدالة الاجتماعية والمساواة الاقتصادية والديمقراطية السياسية في السنوات المقبلة.

أضف تعليق