أمر على الديار
مقدمة:
يقول الشاعر العربي أبو ذؤيب الهذلي في مطلع قصيدته الشهيرة “أمر على الديار”:
أَمَرُّ عَلَى الدِّيَارِ دِيَارِ سُلْمَى
فَأَسْأَلُهَا عَنْ أَهْلِهَا فَتُخْبِرُنِي
ويصف الشاعر في قصيدته رحلته إلى ديار حبيبته سلمى، والتي وجدها خالية من أهلها، فأخذ يسألها عنهم، فتخبره بأنهم قد رحلوا عنها.
الحنين إلى الماضي:
يبدأ الشاعر قصيدته بالحنين إلى الماضي، حيث يتذكر أيامًا جميلة قضاها مع حبيبته سلمى في هذه الديار. ويقول:
أَمَرُّ عَلَى الدِّيَارِ دِيَارِ سُلْمَى
فَأَذْكُرُهَا وَيَأْتِينِي الْخَبَرْ
ويضيف الشاعر أنه عندما يمر على هذه الديار، فإن ذكريات الماضي تعود إليه، ويشتاق إلى حبيبته، ويسأل عنها.
وصف الديار:
يصف الشاعر ديار حبيبته سلمى بأنها كانت عامرة وذات بساتين وحدائق غناء. ويقول:
وَكَانَتْ مِنْ قَبْلُ دِيَارًا عامِرَةً
بِبُسْتَانِهَا وَحَدَائِقِهَا الْخُضْرِ
ويضيف الشاعر أن هذه الديار كانت ملأى بالطيور التي كانت تغرد فيها بصوت عذب. ويقول:
وَكَانَتْ تُغَرِّدُ فِيهَا الطِّيُورُ
بِأَصْوَاتِهَا الْعَذْبَةِ وَتُسَرِّنِي
ويقول الشاعر أيضًا أن هذه الديار كانت مسرحًا للعديد من القصص والروايات التي كان يحدث بها. ويقول:
وَكَانَتْ فِيهَا قِصَصٌ وَرِوَايَاتٌ
كَثِيرَةٌ مِنْهَا مُحْزِنٌ وَمِنْهَا مُفَرِّحٌ
رحيل الحبيب:
ثم ينتقل الشاعر إلى الحديث عن رحيل حبيبته سلمى عن هذه الديار. ويقول:
فَرَحَلَتْ سُلْمَى عَنْهَا يَوْمًا مَا
وَتَرَكَتْنِي وَحِيدًا فِي هَذِهِ الدِّيَارِ
ويضيف الشاعر أنه بعد رحيل حبيبته، لم يعد يجد متعة في هذه الديار، وأصبح يشعر بالوحدة والحزن. ويقول:
فَأَصْبَحْتُ وَحِيدًا كَالطَّيْرِ الَّذِي
فَقَدَ عُشَّهُ وَلا يَعْرِفُ أَيْنَ يَذْهَبُ
البحث عن الحبيب:
بعد رحيل حبيبته، قرر الشاعر أن يبحث عنها في كل مكان. ويقول:
فَقَرَّرْتُ أَنْ أُبَحِثَ عَنْهَا فِي كُلِّ مَكَانٍ
أُسْأَلُ عَنْهَا النَّاسَ وَالْمُسَافِرِينَ
ويضيف الشاعر أنه سافر إلى العديد من البلدان والمدن بحثًا عن حبيبته، إلا أنه لم يجدها. ويقول:
سَافَرْتُ إِلَى الْبُلْدَانِ وَالْمُدُنِ
بَحْثًا عَنْهَا لَكِنِّي لَمْ أَجِدْهَا
ويقول الشاعر أيضًا أنه سأل الكثير من الناس عن حبيبته، إلا أن أحدًا منهم لم يستطع أن يخبره عنها. ويقول:
سَأَلْتُ الْكَثِيرَ عَنْهَا لَكِنَّ أَحَدًا مِنْهُمْ
لَمْ يَسْتَطِعْ أَنْ يُخْبِرَنِي عَنْهَا
اليأس والشوق:
بعد أن يئس الشاعر من العثور على حبيبته، شعر بالشوق والحنين إليها. ويقول:
فَأَصْبَحْتُ أَتَوَقُ إِلَى لِقَائِهَا
وَأَشْتَاقُ إِلَى صَوْتِهَا وَضَحْكَتِهَا
ويضيف الشاعر أنه أصبح يحلم بها ليلًا ونهارًا. ويقول:
وَأَحْلُمُ بِهَا لَيْلًا وَنَهَارًا
وَأَتَخَيَّلُ وَجْهَهَا وَعَيْنَيْهَا
ويقول الشاعر أيضًا أنه أصبح يكتب الشعر عنها، ويغني الأغاني التي تتحدث عنها. ويقول:
وَأُكْتُبُ الشِّعْرَ عَنْهَا وَأُغَنِّي الْأَغَانِي الَّتِي تَتَحَدَّثُ عَنْهَا
الخاتمة:
ينتهي الشاعر قصيدته بقوله:
وَسَأَظَلُّ أُبَحَثُ عَنْهَا حَتَّى أَجِدْهَا
فَحُبُّهَا فِي قَلْبِي لَنْ يَمُوتَ أَبَدًا
وتعتبر قصيدة “أمر على الديار” من أشهر القصائد العربية التي تتحدث عن الحب والحنين إلى الماضي. وقد غناها العديد من المطربين العرب، منهم أم كلثوم وعبد الحليم حافظ ونجاة الصغيرة.