مقدمة:
في سورة الإسراء، الآية 21، يقول الله تعالى: “انظر كيف فضلنا بعضكم على بعض”. تثير هذه الآية السؤال: لماذا خلق الله الناس متباينين في القدرات والمواهب والظروف؟ وإذا كان الله عادلاً، فلماذا يفضل البعض على الآخرين؟
في هذا المقال، سنستكشف الإجابة على هذه الأسئلة من خلال النظر في:
أسباب التفضيل الإلهي
الحكمة الإلهية من التفضيل
العدل الإلهي في التفضيل
آثار التفضيل الإلهي
كيفية التعامل مع التفضيل الإلهي
أسباب التفضيل الإلهي:
هناك العديد من الأسباب التي قد تؤدي إلى تفضيل الله لبعض الناس على آخرين، ومنها:
الاختبار: خلق الله الناس واختارهم للاختبار، كما ورد في سورة الملك، الآية 2: “الذي خلق الموت والحياة ليبلوكم أيكم أحسن عملاً”. ويقول الله تعالى في سورة الأنفال، الآية 28: “واعلموا أنما أموالكم وأولادكم فتنة وأن الله عنده أجر عظيم”.
الكرم: يفضل الله بعض الناس على آخرين بفضله ونعمته، كما ورد في سورة آل عمران، الآية 174: “لئن شكرتم لأزيدنكم ولئن كفرتم إن عذابي لشديد”.
المصلحة: قد يفضل الله بعض الناس على آخرين لمصلحة لهم أو لمصلحة الآخرين، كما ورد في سورة يوسف، الآية 100: “قد جعل الله لكم من أنفسكم أزواجًا وجعل لكم من أزواجكم بنين وحفدة ورزقكم من الطيبات”.
الحكمة الإلهية من التفضيل:
هناك العديد من الحكم الإلهية وراء تفضيل الله لبعض الناس على آخرين، ومنها:
إظهار قدرة الله: يظهر الله قدرته في خلق الناس متباينين في القدرات والمواهب والظروف، كما ورد في سورة فاطر، الآية 27: “الله الذي خلقكم من نفس واحدة ثم جعل منها زوجها وجعل لكم من الأنعام ثمانية أزواج يخلقكم في بطون أمهاتكم خلقًا من بعد خلق في ظلمات ثلاث”.
تنوع المجتمع: لو كان الناس متساوين في كل شيء، لكان المجتمع مملًا ورتيبًا، كما ورد في سورة الحجرات، الآية 13: “يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبًا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم”.
التعاون والتراحم: إذا كان بعض الناس أفضل من آخرين في بعض الأمور، فإن ذلك يقود إلى التعاون والتراحم بينهم، كما ورد في سورة المائدة، الآية 2: “وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان”.
العدل الإلهي في التفضيل:
على الرغم من أن الله يفضل بعض الناس على آخرين، إلا أنه عادل في ذلك، كما ورد في سورة النحل، الآية 90: “إن الله لا يظلم مثقال ذرة وإن تك حسنة يضاعفها ويؤت من لدنه أجرًا عظيمًا”.
وعدل الله في التفضيل يعني أن الله لا يفضل شخصًا على آخر إلا لسبب مشروع، وأن التفضيل لا يعني أن المفضل عليه أفضل من غيره في كل شيء، كما ورد في سورة الأنعام، الآية 88: “ومن آياته أن خلقكم من تراب ثم إذا أنتم بشر تنتشرون”.
آثار التفضيل الإلهي:
للتفضيل الإلهي آثار عديدة على حياة الفرد والمجتمع، ومنها:
الاختلاف بين الناس: يختلف الناس في القدرات والمواهب والظروف بسبب التفضيل الإلهي، وهذا الاختلاف يؤدي إلى تنوع المجتمع وتكامله، كما ورد في سورة الروم، الآية 22: “ومن آياته خلق السماوات والأرض واختلاف ألسنتكم وألوانكم إن في ذلك لآيات للعالمين”.
الابتلاء: قد يكون التفضيل الإلهي ابتلاءً للإنسان، كما ورد في سورة الفجر، الآية 15: “فأما الإنسان إذا ما ابتلاه ربه فأكرمه ونعمه فيقول ربي أكرمن”.
المسؤولية: كلما زاد تفضيل الله للإنسان، زادت مسؤوليته، كما ورد في سورة النساء، الآية 132: “يا أيها الذين آمنوا كونوا قوامين بالقسط شهداء الله ولو على أنفسكم أو الوالدين والأقربين”.
كيفية التعامل مع التفضيل الإلهي:
هناك العديد من الطرق التي يمكن للإنسان أن يتعامل بها مع التفضيل الإلهي له أو لغيره، ومنها:
الشكر: يجب على الإنسان أن يشكر الله على نعمه وتفضيله له، كما ورد في سورة إبراهيم، الآية 7: “وإذ تأذن ربك