انفصال بريطانيا عن الاتحاد الاوروبي

انفصال بريطانيا عن الاتحاد الاوروبي

انفصال بريطانيا عن الاتحاد الأوروبي

مقدمة

انفصال بريطانيا عن الاتحاد الأوروبي، والذي يُعرف أيضًا باسم خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي أو بريكست، هو عملية انسحاب المملكة المتحدة من الاتحاد الأوروبي. بدأت العملية في 23 يونيو 2016، عندما صوتت المملكة المتحدة في استفتاء على مغادرة الاتحاد الأوروبي. وبعد سلسلة من المفاوضات بين المملكة المتحدة والاتحاد الأوروبي، غادرت المملكة المتحدة الاتحاد الأوروبي رسميًا في 31 يناير 2020.

أسباب خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي

هناك عدد من الأسباب التي أدت إلى خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، من بينها:

الهجرة: كان أحد الأسباب الرئيسية لتصويت المملكة المتحدة لصالح الخروج من الاتحاد الأوروبي هو المخاوف بشأن الهجرة. ففي عام 2015، وصل عدد المهاجرين إلى المملكة المتحدة إلى أكثر من 330 ألف شخص، وهو رقم قياسي. وكان العديد من الناخبين البريطانيين قلقين بشأن تأثير هذا العدد الكبير من المهاجرين على الخدمات العامة والمجتمع.

السيادة: كان سبب آخر لتصويت المملكة المتحدة لصالح الخروج من الاتحاد الأوروبي هو الرغبة في استعادة السيادة الوطنية. ففي ظل عضوية المملكة المتحدة في الاتحاد الأوروبي، كان عليها أن تمتثل لقوانين الاتحاد الأوروبي، حتى لو لم تكن توافق عليها. وكان العديد من الناخبين البريطانيين يعتقدون أن هذا يمثل فقدانًا للسيادة الوطنية.

الاقتصاد: كان هناك أيضًا مخاوف اقتصادية بشأن عضوية المملكة المتحدة في الاتحاد الأوروبي. ففي عام 2016، كان متوسط نصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي في المملكة المتحدة أقل من متوسط نصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي في الاتحاد الأوروبي. وكان العديد من الناخبين البريطانيين يعتقدون أن هذا يرجع إلى عضوية المملكة المتحدة في الاتحاد الأوروبي.

مفاوضات خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي

بعد استفتاء عام 2016، بدأت المملكة المتحدة والاتحاد الأوروبي مفاوضات حول شروط خروج المملكة المتحدة من الاتحاد الأوروبي. كانت هذه المفاوضات معقدة وصعبة، حيث كان على الجانبين الاتفاق على مجموعة واسعة من القضايا، بما في ذلك التجارة والهجرة والأمن.

اتفاقية الانسحاب

في نوفمبر 2018، توصلت المملكة المتحدة والاتحاد الأوروبي إلى اتفاقية الانسحاب. ووضعت هذه الاتفاقية شروط خروج المملكة المتحدة من الاتحاد الأوروبي، بما في ذلك فترة انتقالية مدتها 21 شهرًا. وخلال هذه الفترة الانتقالية، ظلت المملكة المتحدة خاضعة لقوانين الاتحاد الأوروبي، ولكنها لم تعد عضوًا في الاتحاد الأوروبي.

خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي

في 31 يناير 2020، غادرت المملكة المتحدة الاتحاد الأوروبي رسميًا. وقد أدى خروج المملكة المتحدة من الاتحاد الأوروبي إلى حدوث تغييرات كبيرة في العلاقات بين المملكة المتحدة والاتحاد الأوروبي، بما في ذلك في مجال التجارة والهجرة والأمن.

آثار خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي

لا يزال من السابق لأوانه معرفة الآثار الكاملة لخروج المملكة المتحدة من الاتحاد الأوروبي. ومع ذلك، هناك عدد من الآثار المحتملة، من بينها:

الاقتصاد: من المتوقع أن يؤدي خروج المملكة المتحدة من الاتحاد الأوروبي إلى إلحاق الضرر بالاقتصاد البريطاني. فالمملكة المتحدة ستفقد إمكانية الوصول إلى السوق الموحدة للاتحاد الأوروبي، والتي تضم أكثر من 400 مليون شخص. وسيؤدي ذلك إلى زيادة تكاليف التصدير والاستيراد، مما قد يؤدي إلى ارتفاع الأسعار وانخفاض النمو الاقتصادي.

الهجرة: من المتوقع أن يؤدي خروج المملكة المتحدة من الاتحاد الأوروبي إلى انخفاض الهجرة إلى المملكة المتحدة. وذلك لأن المملكة المتحدة ستتمكن من فرض قيود على الهجرة من دول الاتحاد الأوروبي. وسيكون لذلك تأثير سلبي على الاقتصاد البريطاني، حيث إن المهاجرين يشكلون جزءًا كبيرًا من القوى العاملة في المملكة المتحدة.

الأمن: من المتوقع أن يؤدي خروج المملكة المتحدة من الاتحاد الأوروبي إلى إضعاف التعاون الأمني بين المملكة المتحدة والاتحاد الأوروبي. وذلك لأن المملكة المتحدة ستفقد إمكانية الوصول إلى قواعد بيانات الشرطة والجمارك للاتحاد الأوروبي. وسيجعل ذلك من الصعب على المملكة المتحدة تتبع المجرمين والإرهابيين.

خاتمة

انفصال بريطانيا عن الاتحاد الأوروبي هو حدث تاريخي سيؤثر على العلاقات بين المملكة المتحدة والاتحاد الأوروبي لسنوات قادمة. لا يزال من السابق لأوانه معرفة الآثار الكاملة لخروج المملكة المتحدة من الاتحاد الأوروبي، ولكن من الواضح أن هذا القرار سيكون له تأثير كبير على الاقتصاد والهجرة والأمن في المملكة المتحدة.

أضف تعليق