**العنوان: أن أكرمت الكريم ملكته**
**المقدمة:**
إنّ الكرم من صفات المؤمنين المخلصين، وهو من أفضل الأخلاق التي يتحلى بها الإنسان، فهو يدل على سعة النفس وطيب القلب، والكرم لا يقتصر على العطاء المادي فقط، بل يشمل العطاء المعنوي أيضًا، كالابتسام للناس وإكرامهم.
فعندما تكرم الكريم، فإنك تكسبه إلى صفك، وتجعله صديقًا لك، والصديق وقت الضيق، كما أنك تجعله يدين لك بالفضل، وقد يرد لك الجميل في المستقبل. فالكريم بطبعه لا ينسى من أكرمه، وهو دائم الامتنان لمن أسدى إليه معروفًا.
وأكرمت الكريم ملكته، يعني أنك إذا أكرمت الكريم، فقد ملكت قلبه وعقله، وأصبح لك عليه فضل كبير، ولن ينسى لك هذا الفضل أبدًا.
**عناوين فرعية:**
1. **أنواع الكرم:**
– **الكرم المادي:** وهو إعطاء المال أو العطايا للآخرين، وهو من أفضل أنواع الكرم، لأنه يساعد المحتاجين ويسد حاجتهم، وينشر المحبة والتراحم في المجتمع.
– **الكرم المعنوي:** وهو إكرام الآخرين بالمعاملة الحسنة والاحترام، والتقدير، وتقديم المساعدة لهم، وهو أيضًا من أفضل أنواع الكرم، لأنه يظهر مدى أخلاق الإنسان ومدى تقديره للآخرين.
2. **خصائص الكريم:**
– **سعة النفس:** الكريم هو صاحب النفس السمحة، الذي لا يبخل على الآخرين بماله أو وقته أو جهده، وهو دائم العطاء دون انتظار مقابل.
– **طيب القلب:** الكريم هو صاحب القلب الطيب، الذي يحب الخير للآخرين، ويتمنى لهم السعادة والنجاح، وهو دائم الإحسان إلى المحتاجين والفقراء.
– **الشجاعة:** الكريم هو صاحب الشجاعة، فهو لا يخاف من التضحية بماله أو وقته أو جهده من أجل مساعدة الآخرين، وهو دائم الدفاع عن الحق والعدل.
3. **فوائد الكرم:**
– **كسب محبة الناس:** الكريم محبوب من الناس، لأنه دائم العطاء والإحسان، وهو دائمًا مستعد لمساعدة الآخرين، ولهذا فإن الناس يحبونه ويقدرونه ويحترمون.
– **نيل رضا الله:** الكرم من الأعمال الصالحة التي يحبها الله ويرضى عنها، وهو من أسباب دخول الجنة، كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إن الله يحب الكرام”.
– **سعادة النفس:** الكريم يشعر بالسعادة والرضا عن نفسه عندما يساعد الآخرين، لأنه يعلم أنه يفعل شيئًا جيدًا، وهذا الشعور بالسعادة يدفع الكريم إلى الاستمرار في العطاء والإحسان.
4. **كيف تكون كريمًا؟**
– **ابدأ بنفسك:** كن كريمًا مع نفسك أولاً، فإذا كنت كريمًا مع نفسك، فستكون كريمًا مع الآخرين، فأحسن إلى نفسك في الطعام والشراب والملبس، ووفر لها الراحة والسعادة.
– **كن متواضعًا:** التواضع من أهم الصفات التي يجب أن يتحلى بها الكريم، فالكريم لا يتكبر على الآخرين، ولا يحقرهم، بل يعاملهم جميعًا باحترام وتقدير.
– **كن شجاعًا:** الكريم لا يخاف من التضحية بماله أو وقته أو جهده من أجل مساعدة الآخرين، فإذا كنت تريد أن تكون كريمًا، فعليك أن تكون شجاعًا ومستعدًا للتضحية من أجل الآخرين.
5. **نماذج من الكرم في التاريخ:**
– **حاتم الطائي:** كان حاتم الطائي من أشهر الكرماء في التاريخ، وكان معروفًا بكرمه وسخائه، وكان دائم العطاء والإحسان إلى الآخرين، حتى أنه كان يذبح إبله ويطعم لحمها للفقراء والمساكين.
– **ضرار بن عمرو:** كان ضرار بن عمرو من كرماء العرب في الجاهلية، وكان معروفًا بكرمه وسخائه، وكان دائم العطاء والإحسان إلى الآخرين، حتى أنه كان يذبح فرسه ويطعم لحمها للفقراء والمساكين.
– **عبد الله بن جعفر:** كان عبد الله بن جعفر من كرماء المسلمين في صدر الإسلام، وكان معروفًا بكرمه وسخائه، وكان دائم العطاء والإحسان إلى الآخرين، حتى أنه كان يذبح غنمه ويطعم لحمها للفقراء والمساكين.
6. **آيات قرآنية عن الكرم:**
– **قال تعالى:** {وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ فَسَيَقُولُ هَاؤُمُ اقْرَءُوا كِتَابِيَ إِنِّي ظَنَنْتُ أَنِّي مُلَاقٍ حِسَابِيَ * فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَّاضِيَةٍ * فِي جَنَّةٍ عَالِيَةٍ * قُطُوفُهَا دَانِيَةٌ * كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئًا بِمَا أَسْلَفْتُمْ فِي الْأَيَّامِ الْخَالِيَةِ} [الحاقة: 19-24].
– **قال تعالى:** {وَالَّذِينَ يُوفُونَ بِعَهْدِ اللَّهِ وَلَا يَنْقُضُونَ الْمِيثَاقَ * وَالَّذِينَ يَصِلُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ وَيَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ وَيَخَافُونَ سُوءَ الْحِسَابِ} [الرعد: 20-21].
– **قال تعالى:** {وَأَنْفِقُوا مِنْ مَا رَزَقَكُمْ اللَّهُ وَلَا تَجْعَلُوا اللَّهَ شَرِيكًا لَكُمْ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ} [الأنفال: 28].
7. **أحاديث نبوية عن الكرم:**
– **عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:** “إن الله يحب الكرام”.
– **عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:** “ما نقصت صدقة من مال، وما زاد الله عبدًا بعفو إلا عزًا، وما تواضع أحد لله إلا رفعه الله”.
– **عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:** “خير الناس أنفعهم للناس”.
**الخاتمة:**
الكرم من أفضل الأخلاق التي يتحلى بها الإنسان، وهو من صفات المؤمنين المخلصين، وهو دليل على سعة النفس وطيب القلب، والكرم لا يقتصر على العطاء المادي فقط، بل يشمل العطاء المعنوي أيضًا، كالابتسام للناس وإكرامهم.
فعندما تكرم الكريم، فإنك تكسبه إلى صفك، وتجعله صديقًا لك، والصديق وقت الضيق، كما أنك تجعله يدين لك بالفضل، وقد يرد لك الجميل في المستقبل. فالكريم بطبعه لا ينسى من أكرمه، وهو دائم الامتنان لمن أسدى إليه معروفًا.
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إن الله يحب الكرام”، وهذا يدل على أهمية الكرم ومكانته عند الله تعالى، فالكرم من الأعمال الصالحة التي يحبها الله ويرضى عنها، وهو من أسباب دخول الجنة.