المقدمة:
إنّ رضا الله تعالى عن العبد هو الغاية المنشودة لكل مؤمن ومسلم، فلا سعادة ولا فلاح في الدنيا والآخرة إلا بالتماس مرضاة الله تعالى، قال تعالى: “وَرِضْوَانٌ مِنَ اللَّهِ أَكْبَرُ” [التوبة: 72]، فما هي السبل التي تؤدي إلى مرضاة الله تعالى؟ وكيف يمكن للعبد أن ينالها؟ في هذا المقال سنتناول الحديث عن فضل مرضاة الله تعالى عن العبد، وكيفية نيلها، وعلامات رضا الله تعالى عن عبده.
1. فضل مرضاة الله تعالى عن العبد:
– رضا الله تعالى عن العبد هو أعظم نعمة يمكن أن ينعم بها العبد في الدنيا والآخرة، قال تعالى: “فَإِنَّ اللَّهَ رَضِيَ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ” [البينة: 8].
– رضا الله تعالى يفتح للعبد أبواب السعادة والهناء في الدنيا والآخرة، قال تعالى: “لِيُدْخِلَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَلِيُكَفِّرَ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَكَانَ ذَلِكَ عِنْدَ اللَّهِ فَوْزًا عَظِيمًا” [الفتح: 5].
– رضا الله تعالى عن العبد هو سبب من أسباب دخول الجنة، قال تعالى: “رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ أُولَئِكَ حِزْبُ اللَّهِ أَلَا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ” [المجادلة: 22].
2. كيف ينال العبد رضا الله تعالى:
– بالتقوى والعمل الصالح، قال تعالى: “إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ” [النحل: 128].
– بالإيمان الصادق واليقين الجازم، قال تعالى: “وَالرَّاضُونَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ” [الشورى: 23].
– بالصبر على البلاء والمحن، قال تعالى: “وَاصْبِرُوا إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ” [الأنفال: 46].
3. علامات رضا الله تعالى عن عبده:
– توفيقه في الدنيا والآخرة، قال تعالى: “وَمَنْ يُهْدِ اللَّهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِ وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ وَلِيًّا مُّرْشِدًا” [الكهف: 17].
– استجابة دعائه، قال تعالى: “وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ” [غافر: 60].
– حفظه من الشرور والآفات، قال تعالى: “وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يُكَفِّرْ عَنْهُ سَيِّئَاتِهِ وَيُعْظِمْ لَهُ أَجْرًا” [الطلاق: 5].
4. فضل أكل الحلال:
– إنّ أكل الحلال من أعظم أسباب رضا الله تعالى عن العبد، قال تعالى: “يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ” [المؤمنون: 51].
– أكل الحلال يقوي الإيمان ويصفي القلب وينير البصيرة، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “المؤمن يأكل في معدة واحدة والكافر يأكل في سبع أمعاء” [رواه الترمذي].
– من أكل الحلال نال بركة الله تعالى في رزقه وصحته وعمره، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من أكل طعامًا من حلال طاب جسده ونبت لحمه على طيب وذكر الله على طيب ودعي إلى الجنة ومن أكل طعامًا من حرام ساء خلقه ونبت لحمه على حرام ودعي إلى النار” [رواه ابن ماجه].
5. أضرار أكل الحرام:
– إنّ أكل الحرام من أكبر الذنوب والمعاصي التي تؤدي إلى غضب الله تعالى وسخطه، قال تعالى: “وَلا تَأْكُلُوا مِمَّا لَمْ يُذْكَرِ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ وَإِنَّهُ لَفِسْقٌ” [الأنعام: 121].
– أكل الحرام يورث أمراض القلب والبدن، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إنّ الجسد إذا غذّي بالحرام نبت عليه لحم حرام فالنار أولى به” [رواه الطبراني].
– أكل الحرام يسبب الفقر والفاقة وسوء الخاتمة، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من اكتسب مالًا من حرام حرمه الله عليه وإن تصدق به لم تقبل منه وإن ورثه لم ينفعه” [رواه أحمد].
6. كيف يمكن للعبد أن يتأكد من أن طعامه حلال؟
– يجب على العبد أن يتأكد من مصدر طعامه وشرابه حتى يتجنب الوقوع في الحرام، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من اشترى طعامًا فوجد فيه شيئًا ينقصه ولم يره بائعه فلم يخبره به حتى باعه فهو كاذب” [رواه أبو داود].
– ينبغي على العبد أن يسأل أهل العلم والثقة عن حكم الأطعمة والمشروبات المشتبهة في حلالها، قال تعالى: “فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ” [النحل: 43].
– يجب على العبد أن يكون حريصًا جدًا عند شراء الأطعمة والمشروبات من المحلات التجارية والمطاعم، وأن يتأكد من أنها حلال ومطابقة للمواصفات الصحية.
7. خاتمة:
إنّ رضا الله تعالى عن العبد هو الغاية المنشودة لكل مؤمن ومسلم، ولا سبيل إلى نيل رضا الله تعالى إلا بالتقوى والعمل الصالح والإيمان الصادق والصبر على البلاء والمحن، ويجب على العبد أن يتأكد من أن طعامه وشرابه حلال حتى يتجنب الوقوع في الحرام، فإنّ أكل الحلال من أعظم أسباب رضا الله تعالى عن العبد، وأكل الحرام من أكبر الذنوب والمعاصي التي تؤدي إلى غضب الله تعالى وسخطه.