المقدمة:
إن من أعظم المصائب التي يواجهها الإنسان في هذه الحياة هي فقدان أحد أحبائه، وهو أمر لا مفر منه في هذه الحياة الفانية، والحقيقة التي يجب أن ندركها هي أن كل نفس ذائقة الموت، وأن المصاب جلل لا شك، لكن ما يخفف من وطأته هو الإيمان بالقضاء والقدر، والتسليم لله تعالى في كل ما يصيبنا، فالموت حق، والحياة الآخرة هي الدار الباقية، فالله قد خلقنا وسيرجعنا إليه، لذلك عندما يفقد الإنسان عزيزًا عليه، فإنه يقول: “إنا لله وإنا إليه راجعون”، ثم يدعو للمتوفي بالغفران والرحمة، قائلاً: “اللهم اغفر له وارحمه”.
1. معنى وأهمية قول “إنا لله وإنا إليه راجعون”:
– “إنا لله”: تعني أننا مملوكون لله تعالى، وأنه هو الذي خلقنا ورزقنا وهدانا، فمهما أوتينا من نعم في هذه الحياة، فهي من عند الله، وإليه ترجع.
– “وإنا إليه راجعون”: تعني أننا سنموت جميعًا عاجلاً أم آجلاً، وأننا سنعود إلى الله تعالى، وسنحاسب على أعمالنا في هذه الحياة.
2. سبب قول “إنا لله وإنا إليه راجعون” عند المصيبة:
– للتسليم لله تعالى في قضائه وقدره، فالرزايا والابتلاءات التي تصيب الإنسان في هذه الحياة هي اختبار من الله تعالى، ليميز الخبيث من الطيب، ولينظر من يصبر ويحتسب أجره عند الله.
– للتخفيف من وطأة المصيبة، فقول “إنا لله وإنا إليه راجعون” يذكر الإنسان بأن الموت حق، وأن كل نفس ذائقة الموت، وأن المصاب جلل لا شك، لكن ما يخفف من وطأته هو الإيمان بالقضاء والقدر، والتسليم لله تعالى في كل ما يصيبنا.
– للدعاء للمتوفي بالغفران والرحمة، فقول “اللهم اغفر له وارحمه” هو دعاء للمتوفي بأن يغفر الله تعالى له ذنوبه ويرحمه ويدخله الجنة.
3. فضل قول “إنا لله وإنا إليه راجعون” عند المصيبة:
– قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “ما من مسلم تصيبه مصيبة فيقول: إنا لله وإنا إليه راجعون، اللهم أجرني في مصيبتي وأخلف لي خيرًا منها، إلا آجره الله في مصيبته وأخلف له خيرًا منها”.
– وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يقول عند المصيبة: “إنا لله وإنا إليه راجعون، اللهم أجرني في مصيبتي وأخلف لي خيرًا منها”.
– فمن قال “إنا لله وإنا إليه راجعون” عند المصيبة، فإن الله تعالى يؤجره ويخلف له خيرًا من مصيبته.
4. آداب التعزية:
– من السنة أن يعزي المسلم أخاه المسلم عند مصيبته، وذلك بالقول: “إنا لله وإنا إليه راجعون، أصبر واحتسب، اللهم أجرني في مصيبتي وأخلف لي خيرًا منها”.
– وقد ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: “من عزى مصابًا فقال: إنا لله وإنا إليه راجعون، اللهم أجرني في مصيبتي وأخلف لي خيرًا منها، قيل له: لك مثل أجره”.
– فمن عزى مصابًا فقال: “إنا لله وإنا إليه راجعون، اللهم أجرني في مصيبتي وأخلف لي خيرًا منها”، فإنه يؤجر مثل أجر المصاب.
5. حكم البكاء على الميت:
– يجوز البكاء على الميت، فقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه بكى على عمه حمزة رضي الله عنه، وقال: “ما بكيت على أحد قبلك ولا أبكي عليك بعدك”.
– ولكن لا يجوز النياحة على الميت، واللطم، وشق الجيوب، وذلك لأن النياحة من عمل الجاهلية، وقد نهى عنها النبي صلى الله عليه وسلم.
– قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “النياحة من عمل الجاهلية”، وقال أيضًا: “ليس منا من لطم الخدود، وشق الجيوب، ودعا بدعوى الجاهلية”.
6. زيارة القبور:
– من السنة زيارة القبور، وذلك للدعاء للمتوفيين والاستغفار لهم، والتذكر بالموت والاستعداد له.
– وقد ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يزور قبور الشهداء، ويدعو لهم ويستغفر لهم.
– فمن زار القبور ودعا للمتوفيين واستغفر لهم، فإنه يؤجر على ذلك، ويذكره بالموت والاستعداد له.
7. الدعاء للمتوفي:
– من أفضل الأعمال التي يمكن للمسلم أن يفعلها للمتوفي هو الدعاء له، وذلك بالدعاء له بالغفران والرحمة ودخول الجنة.
– وقد ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يدعو للمتوفيين ويستغفر لهم، فكان يقول: “اللهم اغفر له وارحمه، اللهم إنه عبدك وابن عبدك، خرج من الدنيا وهو يؤمن بك وبنبيك، اللهم أدخله الجنة وأعذه من عذاب القبر وعذاب النار”.
– فمن دعا للمتوفي واستغفر له، فإن الله تعالى يستجيب دعاءه، ويغفر للمتوفي ويرحمه ويدخله الجنة.
الخاتمة:
إن الموت حق، والحياة الآخرة هي الدار الباقية، فالله قد خلقنا وسيرجعنا إليه، لذلك عندما يفقد الإنسان عزيزًا عليه، فإنه يقول: “إنا لله وإنا إليه راجعون”، ثم يدعو للمتوفي بالغفران والرحمة، قائلاً: “اللهم اغفر له وارحمه”. ونسأل الله تعالى أن يتقبل دعاءنا وأن يغفر لموتانا ويرحمهم ويدخلهم الجنة.