**مقدمة**
إن يمسسكم قرح فقد مس قومًا قبلكم، ولينصرن الله الذين آمنوا وليمحصن الكافرين، أو حسبتم أن تدخلوا الجنة ولما يأتكم مثل الذين خلوا من قبلكم، مسَّتهم البأساء والضراء وزلزلوا حتى يقول الرسول والذين آمنوا معه متى نصر الله، ألا إن نصر الله قريب (سورة البقرة: 214).
**مفهوم الآية**
الآية الكريمة تتحدث عن سنة الله في ابتلاء عباده بالمِحن والشدائد، وأن هذا الابتلاء ليس خاصًا بقومٍ دون آخر، بل هو سنة جارية على الجميع، وأن المؤمنين هم الذين ينصرهم الله في نهاية المطاف.
**أمثلة على ابتلاء المؤمنين**
لقد ابتُلي المؤمنون عبر التاريخ بمختلف أنواع الشدائد والمِحن، ففي مكة المكرمة عانى المسلمون الأوائل من الاضطهاد والتعذيب، وفي المدينة المنورة واجهوا حروبًا ومعارك كثيرة، وفي غزوة أحد استُشهد سبعون من الصحابة الكرام، وفي غزوة بدر استُشهد أربعة عشر من الصحابة الكرام.
**الصبر على البلاء**
إن الصبر على البلاء من أهم صفات المؤمنين، وهو الذي يميزهم عن غيرهم، فالمؤمن لا يجزع ولا ييأس عندما يبتليه الله بالشدائد، بل يصبر ويحتسب ويرضى بقضاء الله وقدره، ويعلم أن هذا الابتلاء هو خير له في الدنيا والآخرة.
**الحكمة من الابتلاء**
إن الحكمة من ابتلاء الله عباده بالمِحن والشدائد كثيرة، ومنها:
* اختبار إيمانهم ومدى صبرهم وتوكلهم على الله.
* تمحيصهم من الذنوب والخطايا.
* رفع درجاتهم في الجنة.
* إظهار فضلهم على غيرهم من الناس.
**نصر الله للمؤمنين**
وعد الله المؤمنين بالنصر والتمكين في الأرض، فقال تعالى: “ولينصرن الله الذين آمنوا” (سورة البقرة: 214)، وهذا النصر قد يكون نصرًا معنويًا يتمثل في إعانة الله لهم على الصبر والاحتساب، وقد يكون نصرًا ماديًا يتمثل في تمكينهم من أعدائهم وإعطائهم العزة والتمكين.
**انتصار المؤمنين في غزوة بدر**
من الأمثلة على نصر الله للمؤمنين غزوة بدر، حيث انتصر المسلمون على المشركين على الرغم من قلة عددهم وعدتهم، وذلك بفضل إيمانهم وتوكلهم على الله، وقد قال تعالى عن هذه الغزوة: “لقد نصركم الله ببدر وأنتم أذلة” (سورة آل عمران: 123).
**الخلاصة**
إن ابتلاء الله لعباده بالمِحن والشدائد هو سنة جارية على الجميع، وأن المؤمنين هم الذين ينصرهم الله في نهاية المطاف، وأن الصبر على البلاء من أهم صفات المؤمنين، وأن الحكمة من الابتلاء كثيرة، وأن الله وعد المؤمنين بالنصر والتمكين في الأرض.