مقدمة
الليلة الأولى في القبر هي أول ليلة يقضيها الميت في قبره بعد وفاته، وهي ليلة من ليالي الآخرة التي يمتحن فيها الميت على عقيدته وإيمانه. وقد وردت العديد من الأحاديث النبوية التي تصف ما يحدث للميت في هذه الليلة، وما يواجهه من أحداث وامتحانات.
نزول الملائكة على الميت
بعد أن يدفن الميت في قبره، ينزل عليه ملكان، هما: منكر ونكير. وهما ملكان أسودان أزرقان، لهما أشداق من حديد وأنياب كأنياب الأسد، وعيناهما كالشرر المتطاير. يسألان الميت عن ربه ودينه ونبيه، فإن كان مؤمناً، شهد له الإيمان، وإن كان كافراً، شهد عليه الكفر.
مساءلة الميت في قبره
يبدأ منكر ونكير بسؤال الميت عن ربه، فيقول له: من ربك؟ فإن كان مؤمناً، أجاب: ربي الله. وإن كان كافراً، قال: هاه هاه. لا أدري. ثم يسألانه عن دينه، فيقول له: ما دينك؟ فإن كان مؤمناً، أجاب: ديني الإسلام. وإن كان كافراً، قال: هاه هاه. لا أدري. ثم يسألانه عن نبيه، فيقول له: من نبيك؟ فإن كان مؤمناً، أجاب: نبيي محمد. وإن كان كافراً، قال: هاه هاه. لا أدري.
عذاب القبر
إذا كان الميت كافراً، عذبه منكر ونكير في قبره. ويستمر عذابه إلى يوم القيامة. وقد وردت العديد من الأحاديث النبوية التي تصف عذاب القبر. منها:
عن أبي هريرة، رضي الله عنه، قال: قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: “إن الكافر إذا وضع في قبره، أتاه ملكان أسودان أزرقان، لهما أشداق من حديد وأنياب كأنياب الأسد، وعيناهما كالشرر المتطاير. فيضربانه بمطارق من حديد، حتى يصرخ صرخة يسمعها كل شيء بين السماء والأرض، إلا الثقلين”.
عن ابن عمر، رضي الله عنهما، قال: قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: “إن الكافر إذا مات، أتته الزبانية، فتضعه في تابوت من حديد، ثم يوضع التابوت في نار جهنم، فيغلي عليه غلياً حتى ينضج، ثم يخرج فيلقى في نار جهنم”.
نعيم القبر
إذا كان الميت مؤمناً، نُعم عليه في قبره. ويكون قبره روضة من رياض الجنة. وقد وردت العديد من الأحاديث النبوية التي تصف نعيم القبر. منها:
عن أنس بن مالك، رضي الله عنه، قال: قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: “إن المؤمن إذا وضع في قبره، أتاه ملكان أبيضان، لهما وجوه كالقمر ليلة البدر، وعيناهما كاللؤلؤ، وثيابهما كالثلج. فيجلسانه في قبره، ويسألانه عن ربه ودينه ونبيه، فيقول لهما: ربي الله، وديني الإسلام، ونبيي محمد. فيقولان له: نم نومة العروس، لا يوقظك منها إلا أهلك يوم القيامة”.
عن أبي سعيد الخدري، رضي الله عنه، قال: قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: “إن المؤمن إذا مات، أتته ملائكة الرحمة، فتقول له: أبشر بالجنة، ونعيمها، وحور العين. فيقول: وهل أرى ربي؟ فيقولون له: نعم. فيتراءى له ربه، فيقول له: هل رضيت؟ فيقول: يا رب، كيف لا أرضى وقد أتيتني بما لم يت أحد من العالمين”.
حوار المؤمن مع ربه في قبره
بعد أن ينتهي منكر ونكير من مساءلة الميت، يتراءى له ربه، عز وجل، في قبره. فيقول له: يا عبدي، هل رضيت؟ فيقول: يا رب، كيف لا أرضى وقد أتيتني بما لم يت أحد من العالمين. فيقول له ربه: أدخل الجنة، فيقول: يا رب، أرني الجنة. فيريه الجنة، ثم يقول له: هذه جنتك، فادخلها. فيدخل الميت الجنة، ويعيش فيها إلى يوم القيامة.
خاتمة
الليلة الأولى في القبر هي ليلة مهمة في حياة الميت، وهي ليلة يمتحن فيها على عقيدته وإيمانه. فمن كان مؤمناً، نُعم عليه في قبره، ومن كان كافراً، عذبه منكر ونكير في قبره.