**أول من طاف بالبيت الحرام: رحلة روحية عبر الزمن**
**مقدمة:**
يعتبر الطواف حول الكعبة المشرفة أحد أهم مناسك الحج والعمرة، وقد حظي هذا الطقس الديني العظيم بمكانة خاصة في قلوب المسلمين على مر العصور. فمنذ بداية خلق الكون، تناقلت الأجيال قصة أول من طاف بالبيت الحرام، وهي قصة مليئة بالدروس والعبر التي تحمل معانٍ عميقة عن العلاقة بين الخالق والمخلوق.
**أول من طاف بالبيت الحرام:**
تعتبر الملائكة أول من طاف بالبيت الحرام، فقد روي عن الرسول محمد صلى الله عليه وسلم أنه قال: “أول من طاف بهذا البيت الملائكة”. ويذكر أن الملائكة كانت تحج إلى البيت الحرام قبل خلق آدم عليه السلام، وكانت تدعو للمسلمين بالرحمة والمغفرة.
**آدم عليه السلام أول من طاف بالبيت الحرام من البشر:**
بعد خلق آدم عليه السلام، أمره الله تعالى أن يطوف بالبيت الحرام، وكان ذلك بعد أن أهبطه إلى الأرض. وقد روي عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال: “أول من حج آدم عليه السلام، حج ماشياً من الهند إلى مكة”.
**إسماعيل عليه السلام أول من جدد بناء الكعبة:**
بعد أن شيد إبراهيم عليه السلام الكعبة المشرفة، جاء ابنه إسماعيل عليه السلام وجدد بنائها، وكان ذلك بعد أن أمره الله تعالى بذلك في المنام. وقد روي عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال: “أول من بنى الكعبة آدم عليه السلام، ثم خربها الطوفان، ثم جددها إبراهيم وإسماعيل عليهما السلام”.
**هجر العرب الكعبة المشرفة:**
بعد وفاة إسماعيل عليه السلام، هجر العرب الكعبة المشرفة، ونسوا أمرها، حتى جاء عمرو بن لحي الخزاعي، وهو أحد ملوك العرب، وأعاد إحياء عبادة الأصنام حول الكعبة. وظلت الكعبة على هذا الحال حتى جاء الإسلام.
**بعثة النبي محمد صلى الله عليه وسلم وإعادة بناء الكعبة:**
في عام 630 ميلادية، بعث الله تعالى نبيه محمد صلى الله عليه وسلم، وأمره أن يطهر الكعبة المشرفة من الأصنام، وأن يجدد بنائها. وقد استجاب النبي صلى الله عليه وسلم لأمر ربه، ودخل مكة منتصراً، وأمر بهدم الأصنام التي كانت حول الكعبة.
**إعادة بناء الكعبة على يد قريش:**
بعد وفاة النبي محمد صلى الله عليه وسلم، قامت قريش بإعادة بناء الكعبة المشرفة. وقد تم ذلك في عام 693 ميلادية، بعد أن هدمها عبد الله بن الزبير في محاولة منه لإعادة بناء الكعبة على أساسات جديدة.
**الختام:**
لطالما كان الطواف حول الكعبة المشرفة أحد أهم الشعائر الدينية للمسلمين، ويحمل في طياته معاني عميقة عن العلاقة بين الخالق والمخلوق. وقد تناقلت الأجيال منذ بداية خلق الكون قصة أول من طاف بالبيت الحرام، وهي قصة مليئة بالدروس والعبر التي تحمل معانٍ عميقة عن العلاقة بين الخالق والمخلوق.