مقدمة
الاستشهاد في المسيحية هو الشهادة حتى الموت على إيمان المرء بالمسيح. يُعتبر الشهداء قديسين لأنهم ضحوا بحياتهم من أجل الإيمان، ويُنظر إليهم على أنهم نماذج للقداسة والتقوى. وهناك العديد من الآيات في الكتاب المقدس التي تتحدث عن الاستشهاد، والتي يمكن أن تساعدنا على فهم أهميته ودوره في الحياة المسيحية.
1. الاستشهاد هو شهادة على الإيمان المسيحي
يقول الرسول بولس في رسالته إلى العبرانيين 11: 36-38: “وآخرون تحملوا استهزاءً وجلداً، وأيضًا سلاسل وسجنًا. رُجموا، نُشروا، جربوا، قُتلوا بحد السيف، تطوّفوا في جلود الغنم والماعز، محتاجين، مضطهدين، مُتألّمين” (الترجمة العربية القياسية).
هذه الآية تصف المعاناة التي تحملها المسيحيون الأوائل على استعدادهم للموت من أجل إيمانهم. لقد كانوا على استعداد لتحمل أي شيء، حتى الموت، من أجل الدفاع عن إيمانهم بالمسيح.
الاستشهاد هو شهادة على قوة الإيمان المسيحي. أنه يبين للعالم أن المسيحيين على استعداد للتضحية بكل شيء من أجل إيمانهم، وأن هذا الإيمان أقوى من الموت.
2. الاستشهاد هو عمل مقدس
يقول الرسول بولس في رسالته إلى فيلبي 1: 29: “لأنه قد أُعطي لكم من أجل المسيح، ليس فقط أن تؤمنوا به، بل أيضًا أن تتألموا من أجله” (الترجمة العربية القياسية).
هذه الآية تُظهر أن الاستشهاد هو عمل مقدس أعطاه الله للمسيحيين. الاستشهاد ليس مجرد موت، بل هو عمل مقدس له قيمة أبدية.
عندما يموت مسيحي من أجل إيمانه، فإنه لا يموت عبثًا، بل يموت من أجل قضية مقدسة. الاستشهاد هو عمل بطولي يجلب المجد لله ويثير الإيمان.
3. الاستشهاد هو مصدر فرح
يقول الرسول بطرس في رسالته الأولى 4: 13-14: “لكن بقدر ما تشتركون في آلام المسيح، افرحوا، حتى تفرحوا أيضًا بابتهاج عظيم عند ظهوره. إذا عُيِّرتم من أجل اسم المسيح، فطوبى لكم، لأن روح المجد والله يحل عليكم” (الترجمة العربية القياسية).
هذه الآية تُظهر أن الاستشهاد يمكن أن يكون مصدر فرح للمسيحيين. عندما يعاني المسيحي من أجل إيمانه، فهو لا يعاني وحده، بل يعاني مع المسيح.
الاستشهاد هو امتياز لأنه يشرك المسيحي في آلام المسيح ويجعله شريكًا في مجده. الاستشهاد هو فرصة للمسيحيين لإظهار محبتهم للمسيح ولإعلان إيمانهم به للعالم.
4. الاستشهاد هو وسيلة لنشر الإيمان المسيحي
يقول يسوع المسيح في إنجيل متى 10: 23: “وعندما يُضطهدون في مدينة، فهربوا إلى أخرى، لأني الحق أقول لكم: إنكم لن تكملوا مدائن إسرائيل حتى يأتي ابن الإنسان” (الترجمة العربية القياسية).
هذه الآية تُظهر أن الاضطهاد يمكن أن يكون وسيلة لنشر الإيمان المسيحي. عندما يُضطهد المسيحيون، فإنهم ينتقلون إلى أماكن أخرى ويحملون معهم الإيمان المسيحي.
الاضطهاد يمكن أن يساعد على انتشار الإيمان المسيحي لأنه يثير فضول الناس ويجعلهم يتساءلون عن سبب معاناة المسيحيين. الاضطهاد يمكن أن يؤدي إلى اهتمام الناس بالإيمان المسيحي واعتناقهم له.
5. الاستشهاد هو وسيلة لتقوية الإيمان المسيحي
يقول الرسول بطرس في رسالته الأولى 5: 9-10: “فقاوموا [الشيطان] راسخين في الإيمان، عالمين أن نفس الآلام تحدث لإخوتكم في العالم. ولكن إله كل نعمة، الذي دعانا إلى مجده الأبدي في المسيح يسوع، بعد أن تتألموا قليلاً، هو نفسه سيكمل ويؤكد ويثبّت ويؤسس” (الترجمة العربية القياسية).
هذه الآية تُظهر أن الاضطهاد يمكن أن يساعد على تقوية الإيمان المسيحي. عندما يعاني المسيحيون من أجل إيمانهم، فإن إيمانهم ينمو ويقوى.
الاضطهاد يمكن أن يساعد المسيحيين على أن يصبحوا أكثر ثباتًا في إيمانهم وأكثر التزامًا به. الاضطهاد يمكن أن يساعد المسيحيين على أن ينموا في معرفتهم بالله وفي ثقتهم به.
6. الاستشهاد هو وسيلة لتمجيد الله
يقول الرسول بولس في رسالته إلى كورنثوس الثانية 4: 15-17: “لأن كل شيء من أجلكم، حتى تفيض النعمة على الأكثرين فتشكر كثيرين من أجل المجد لله. لذلك نحن لا نفشل، بل وإن فسد إنساننا الخارجي، فإن إنساننا الباطني يتجدد يومًا فيومًا. لأن خفتنا اللحظي الخفيف يُنجز لنا ثقلًا أبديًا من المجد، ونحن لا نحدق في الأشياء التي تُرى، بل في الأشياء التي لا تُرى، لأن الأشياء التي تُرى مؤقتة، أما الأشياء التي لا تُرى فهي أبدية” (الترجمة العربية القياسية).
هذه الآية تُظهر أن الاضطهاد يمكن أن يساعد على تمجيد الله. عندما يعاني المسيحيون من أجل إيمانهم، فإنهم يمجدون الله من خلال صبرهم وإيمانهم.
الاضطهاد يمكن أن يساعد المسيحيين على أن يصبحوا أكثر شبهًا بالمسيح وأن يعكسوا مجده للعالم. الاضطهاد يمكن أن يساعد المسيحيين على أن ينمووا في فضائل الإيمان والرجاء والمحبة.
7. الاستشهاد هو وسيلة للحصول على الحياة الأبدية
يقول يسوع المسيح في إنجيل متى 10: 39: “من وجد حياته سيخسرها، ومن خسر حياته من أجلي سيجدها” (الترجمة العربية القياسية).