ايات عن قسوة القلب

ايات عن قسوة القلب

المقدمة:

قسوة القلب من الأمراض النفسية الخطيرة التي تُصيب الإنسان، والتي تؤدي إلى العديد من المشاكل والآثار السلبية على حياته وعلى من حوله. وقد وردت العديد من الآيات في القرآن الكريم التي تحذر من قسوة القلب، وتبين آثارها المدمرة على الإنسان. وفي هذا المقال، سوف نتناول بعض الآيات الكريمة التي تتحدث عن قسوة القلب، ونستعرض أهم الدروس والعبر التي يمكن أن نستفيد منها.

1. قسوة القلب سبب لضلال الإنسان:

قال تعالى: {فَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ نَسُوا اللَّهَ فَأَنْسَاهُمْ أَنْفُسَهُمْ ۚ أُولَٰئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ} [الحشر: 19].

– الآية الكريمة تُحذر من نسيان الله -عز وجل-، وتبين أن هذا النسيان يُؤدي إلى قسوة القلب، وبالتالي يضل الإنسان عن سواء السبيل.

– القلب القاسي لا يتأثر بالمواعظ والنصائح، ولا يقبل الحق، ولا يخشى الله -عز وجل-، وبالتالي يقع الإنسان في المعاصي والذنوب.

– الضلال الذي ينتج عن قسوة القلب قد يكون ضلالًا في العقيدة، أو ضلالًا في السلوك، أو ضلالًا في كليهما.

2. قسوة القلب دليل على الكفر:

قال تعالى: {وَجَعَلْنَا قُلُوبَهُمْ قَاسِيَةً لَا يَفْقَهُونَ} [المائدة: 13].

– الآية الكريمة تُبيّن أن قسوة القلب هي دليل على الكفر، وأن القلب القاسي لا يستطيع أن يفقه الحقائق الإيمانية، ولا أن يتقبلها.

– الكافر قلبه قاسٍ لأنه لا يؤمن بالله -عز وجل- ولا برسله ولا بكتبه، وبالتالي لا يتأثر بأي موعظة أو نصيحة.

– قسوة القلب بسبب الكفر تؤدي إلى العديد من الآثار السلبية على الإنسان، منها الحرمان من رحمة الله -عز وجل-، والعذاب الشديد في الآخرة.

3. قسوة القلب سبب لظلم النفس:

قال تعالى: {وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ ذُكِّرَ بِآيَاتِ رَبِّهِ ثُمَّ أَعْرَضَ عَنْهَا ۚ إِنَّا مِنَ الْمُجْرِمِينَ مُنْتَقِمُونَ} [السجدة: 22].

– الآية الكريمة تُبيّن أن قسوة القلب تؤدي إلى ظلم الإنسان لنفسه، وذلك من خلال تجاهل آيات الله -عز وجل- والإعراض عنها.

– القلب القاسي لا يتأثر بالآيات القرآنية، ولا يتعظ بها، ولا يتوب إلى الله -عز وجل-، وبالتالي يظلم نفسه بحرمانها من رحمة الله -عز وجل- وفوزه برضوانه.

– قسوة القلب التي تؤدي إلى ظلم النفس هي من أسوأ أنواع القسوة، لأنها تؤدي إلى هلاك الإنسان في الدنيا والآخرة.

4. قسوة القلب سبب لظلم الآخرين:

قال تعالى: {وَإِذَا رَأَيْتَهُمْ أَعْجَبَكَ أَجْسَامُهُمْ وَإِنْ يَقُولُوا تَسْمَعْ لِقَوْلِهِمْ كَأَنَّهُمْ خُشُبٌ مُسَنَّدَةٌ ۚ يَحْسَبُونَ كُلَّ صَيْحَةٍ عَلَيْهِمْ ۚ هُمُ الْعَدُوُّ فَاحْذَرْهُمْ} [المنافقون: 4].

– الآية الكريمة تُصوّر لنا المنافقين بأنهم قساة القلوب، وأنهم يظلمون الآخرين بأقوالهم وأفعالهم.

– المنافقون قلوبهم قاسية لا تتأثر بأي موعظة أو نصيحة، ولا يخشون الله -عز وجل-، وبالتالي لا يتورعون عن ظلم الآخرين.

– قسوة القلب التي تؤدي إلى ظلم الآخرين هي من أخطر أنواع القسوة، لأنها تُفسد المجتمع وتُنشر فيه الكراهية والبغضاء.

5. قسوة القلب تُعمي عن الحق:

قال تعالى: {فَقَدْ جَاءَتْهُ آيَاتُنَا بَيِّنَاتٍ فَتَوَلَّى عَنْهَا ۚ وَاسْتَحَبَّ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا عَلَى الْآخِرَةِ ۚ وَإِنَّهُ لَفِي ضَلالٍ مُبِينٍ} [القصص: 77].

– الآية الكريمة تُبيّن أن قسوة القلب تُعمي عن الحق، وتجعل الإنسان يتبع هواه وشهواته على حساب الحق.

– القلب القاسي لا يتقبل الحق، ولا ينظر إلى الأدلة والبراهين، ولا يُعير أي اهتمام لنداءات الحق التي تدعوه إلى التوبة والهداية.

– قسوة القلب التي تُعمي عن الحق هي من أخطر أنواع القسوة، لأنها تؤدي إلى ضلال الإنسان في الدنيا والآخرة.

6. قسوة القلب تُحبط الأعمال الصالحة:

قال تعالى: {وَلَوْ أَنَّهُمْ أَنْفَقُوا مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا وَمَا فِي أَيْدِيهِمْ مَا دَرَأَ اللَّهُ عَنْهُمُ الْعَذَابَ ۚ إِنَّهُمْ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ} [آل عمران: 116].

– الآية الكريمة تُبيّن أن قسوة القلب تُحبط الأعمال الصالحة، وأنها لا تُجدي نفعًا للإنسان يوم القيامة.

– القلب القاسي لا يتأثر بالإنفاق في سبيل الله -عز وجل-، ولا بالقيام بالطاعات، ولا بالتوبة والرجوع إلى الله -عز وجل-.

– قسوة القلب التي تُحبط الأعمال الصالحة هي من أخطر أنواع القسوة، لأنها تحرم الإنسان من ثواب أعماله الصالحة، وتجعله مستحقًا للعذاب في الآخرة.

7. قسوة القلب سبب لدخول النار:

قال تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ قَدْ ضَلُّوا ضَلَالًا بَعِيدًا} [سبأ: 48].

– الآية الكريمة تُبيّن أن قسوة القلب هي سبب لدخول النار، وأنها من أعظم الذنوب التي يستحق عليها الإنسان العذاب الشديد.

– القلب القاسي لا يتأثر بعذاب النار، ولا يخشى الله -عز وجل-، وبالتالي لا يتوب إلى الله -عز وجل- ولا يرجع إليه.

– قسوة القلب التي تؤدي إلى دخول النار هي من أخطر أنواع القسوة، لأنها تُحرم الإنسان من رحمة الله -عز وجل- وتجعله مستحقًا للعذاب الأليم في الآخرة.

الخاتمة:

قسوة القلب من الأمراض الخطيرة التي تُصيب الإنسان، والتي تؤدي إلى العديد من الآثار السلبية على حياته وعلى من حوله. وقد حذرنا الله -عز وجل- في القرآن الكريم من قسوة القلب، وبين لنا آثارها المدمرة على الإنسان. لذلك، علينا أن نسعى إلى تحصين قلوبنا من قسوة القلب، وأن نحرص على تليينها وتطهيرها بالذكر والدعاء والصدقة وغيرها من العبادات التي تُلين القلوب وتُذهب قسوتها.

أضف تعليق