المقدمة
ليلة الإسراء والمعراج هي إحدى أهم الأحداث في التاريخ الإسلامي، وهي الرحلة التي قام بها النبي محمد – صلى الله عليه وسلم – من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى ثم إلى السماوات العلا، وقد ذكر الله تعالى هذه الرحلة في القرآن الكريم في سورة النجم، وقد وردت العديد من الآيات القرآنية التي تتحدث عن هذه الليلة المباركة، وفي هذا المقال سنتناول بعضًا من هذه الآيات مع التفسير.
آيات من سورة النجم
1. قوله تعالى: {سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ} (النجم: 1).
التفسير: يسبح الله ويقدسه من أسرى بعبد من عباده ليلاً من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى، وهو المسجد الذي بارك الله حوله، وقد كان هذا الإسراء من أجل أن يري الله عبده بعض آياته، ليثبت إيمانه ويقينه.
2. قوله تعالى: {وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَى عِندَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهَى عِندَهَا جَنَّةُ الْمَأْوَى} (النجم: 13-15).
التفسير: قد رأى النبي – صلى الله عليه وسلم – جبريل عليه السلام على صورته التي خلقه الله عليها عند سدرة المنتهى، وهي شجرة كبيرة جدًا، وعندها جنة المأوى، وهي الجنة التي يدخلها المتقون.
3. قوله تعالى: {ثُمَّ أَدْنَاهُ فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَى فَأَوْحَى إِلَى عَبْدِهِ مَا أَوْحَى} (النجم: 8-10).
التفسير: ثم قرب الله تعالى نبيه – صلى الله عليه وسلم – منه حتى صار قريبًا منه قريب البعد، وأوحى إليه ما أوحى.
آيات من سور أخرى
1. قوله تعالى: {وَإِذْ أَخَذْنَا مِنَ النَّبِيِّينَ مِيثَاقَهُمْ وَمِنْكَ وَمِنْ نُوحٍ وَإِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ وَأَخَذْنَا مِنْهُمْ مِيثَاقًا غَلِيظًا} (الأحزاب: 7).
التفسير: وإذ أخذنا من النبيين عهدهم وميثاقهم، ومنك يا محمد، ومن نوح، ومن إبراهيم، وموسى، وعيسى بن مريم، وأخذنا منهم عهدًا وميثاقًا شديدًا.
2. قوله تعالى: {وَإِنَّهُ لَرُؤْيَا صَالِحَةً وَلَقَدْ صَدَقَكُمُ اللَّهُ بِوَعْدِهِ إِنَّهُ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ} (الأنفال: 42).
التفسير: وإنها لرؤية صالحة، ولقد صدقكم الله بوعده، إنه هو العزيز الحكيم.
3. قوله تعالى: {سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ} (الإسراء: 1).
التفسير: سبحان الله الذي أسرى بعبد من عباده ليلاً من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى، وهو المسجد الذي بارك الله حوله، وقد كان هذا الإسراء من أجل أن يري الله عبده بعض آياته، ليثبت إيمانه ويقينه.
خاتمة
إن ليلة الإسراء والمعراج هي من الأحداث العظيمة في تاريخ الإسلام، وقد ورد ذكرها في القرآن الكريم في سورة النجم وسور أخرى، وقد ذكر الله تعالى في هذه الآيات رحلة النبي – صلى الله عليه وسلم – من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى ثم إلى السماوات العلا، وما رآه من آيات الله تعالى، وما أوحى إليه من عند الله تعالى، وفي هذه الليلة المباركة تم فرض الصلاة على المسلمين، وقد جعل الله هذه الليلة ذكرى للمسلمين يتعبدون فيها ويذكرون الله تعالى.