المقدمة:
لقد أنعم الله علينا بأسماء حسنى دالة على صفاته الكاملة، وقد ورد ذكرها في القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة، ومن خلالها نتعرف على عظمة الله وقدرته وحكمته، وفي هذا المقال سنتناول بعض الآيات القرآنية التي ورد فيها وصف أسماء الله الحسنى.
1. الرحمن الرحيم:
في سورة الفاتحة: “بسم الله الرحمن الرحيم”، نقرأ هاتين الصفتين في بداية كل سورة من سور القرآن الكريم، وهذا يدل على رحمة الله تعالى ورأفته بعباده، فهو الرحمن الذي وسعت رحمته كل شيء، والرحيم الذي يرحم خلقه في الدنيا والآخرة.
في سورة الرحمن: “الرحمن علم القرآن”، يذكر الله تعالى اسمه الرحمن في هذه السورة 57 مرة، ويربط بينها وبين تعليم القرآن الكريم، وهذا يدل على أن القرآن الكريم هو من رحمة الله تعالى لعباده، فهو يهديهم إلى الصراط المستقيم ويعلمهم ما ينفعهم في الدنيا والآخرة.
كما ورد وصف اسماء الله الحسنى في سورة الحج: “ألم تر أن الله سخر لكم ما في الأرض والبحر وسخر لكم الشمس والقمر مسخرين لكم والليل والنهار مسخرين لكم وبسط لكم من رحمته وأنزل لكم من السماء ماء طهورا ليطهركم به ويذهب عنكم رجز الشيطان ويثبت أقدامكم وينزل عليكم السكينة”، وفي سورة سبأ: “ألم تر أن الله أنزل من السماء ماء فأخرجنا به ثماراً مختلفاً ألوانها ومن الجبال جدد بيض وحمر مختلف ألوانها وغرابيب سود”.
2. العليم الخبير:
في سورة البقرة: “وعنده مفاتح الغيب لا يعلمها إلا هو ويعلم ما في البر والبحر وما تسقط من ورقة إلا يعلمها ولا حبة في ظلمات الأرض ولا رطب ولا يابس إلا في كتاب مبين”، يعلم الله تعالى كل شيء في الكون، سواء كان ظاهراً أو خفياً، فهو العليم بكل شيء، والخبير بأحوال عباده.
في سورة الأنعام: “هو الذي خلق السماوات والأرض والماء بما فيه وهو على كل شيء قدير”، يعلم الله تعالى كل ما خلقه، ويعلم كل ما يجري في الكون، فهو القدير على كل شيء.
كما ورد وصف اسماء الله الحسنى في سورة النحل: “وإن الله بكل شيء عليم”، وفي سورة فاطر: “إن الله بكل شيء عليم”، وفي سورة الحج: “ألم تر أن الله يعلم ما في السماوات وما في الأرض وما يتناجى اثنان إلا هو ثالثهم وما كانوا ثلاثة إلا هو رابعهم وما كانوا أربعة إلا هو خامسهم أينما كانوا فإنه معهم أينما كانوا ثم ينبئهم بما عملوا يوم القيامة إن الله بكل شيء عليم”.
3. الغفور الرحيم:
في سورة البقرة: “والله غفور رحيم”، يذكر الله تعالى هذين الاسمين معاً في العديد من الآيات القرآنية، وهذا يدل على أن الله تعالى غفور لذنوب عباده إذا تابوا إليه، ورحيم بهم في الدنيا والآخرة.
في سورة آل عمران: “قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعاً”، يدعو الله تعالى عباده إلى عدم اليأس من رحمته، مهما عظمت ذنوبهم، فهو غفور رحيم.
كما ورد وصف اسماء الله الحسنى في سورة الإسراء: “وما كان الله ليعذبهم وأنت فيهم وما كان الله معذبهم وهم يستغفرون”، وفي سورة التوبة: “وإذا جاءك الذين يؤمنون بآياتنا فقل سلام عليكم كتب ربكم على نفسه الرحمة”، وفي سورة طه: “وتوبوا إلى الله جميعاً أيها المؤمنون لعلكم تفلحون”.
4. الرازق الكريم:
في سورة هود: “وإني لغفار لمن تاب وآمن وعمل صالحاً ثم اهتدى”، يربط الله تعالى بين التوبة والإيمان والعمل الصالح والهداية والمغفرة، وهذا يدل على أن الله تعالى يغفر لمن تاب إليه وأصلح عمله واتبع الهدى.
في سورة المائدة: “يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون”، يأمر الله تعالى عباده بالصيام، لأن الصيام من العبادات التي تقوي التقوى في النفوس، والتقوى هي مفتاح الفلاح في الدنيا والآخرة.
ورد وصف اسماء الله الحسنى في سورة البقرة: “يا أيها الناس اعبدوا ربكم الذي خلقكم والذين من قبلكم لعلكم تتقون”، وفي سورة آل عمران: “يا أيها الناس اتقوا ربكم إن زلزلة الساعة شيء عظيم”، وفي سورة الأنعام: “واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيباً”.
5. القادر المتين:
في سورة البقرة: “هل ينظرون إلا أن يأتيهم الله في ظلل من الغمام والملائكة وقضي الأمر وإلى الله ترجع الأمور”، يؤكد الله تعالى على قدرته التامة على إنزال العذاب بعباده إذا استمروا في كفرهم، فهو القادر المتين الذي لا يغلبه أحد.
وفي سورة آل عمران: “إن الله هو الرزاق ذو القوة المتين”، يذكر الله تعالى اسمه الرزاق مع اسمه القوي المتين، وهذا يدل على أن الله تعالى هو الذي يرزق عباده بقوته ومتانته.
كما ورد وصف اسماء الله الحسنى في سورة هود: “أو لم يروا أن الله الذي خلقهم هو أشد منهم قوة وقالوا من ذا الذي يستطيع أن يحيي العظام وهي رميم”، وفي سورة الرعد: “وأنتم الأقلون عدداً والقوة لله جميعاً”، وفي سورة الحج: “إن الله قوي شديد العقاب”.
6. الحكيم الخبير:
في سورة الأنعام: “الله خالق كل شيء وهو على كل شيء وكيل”، يؤكد الله تعالى على أنه خالق كل شيء، وأنه وكيل على كل شيء، وهذا يدل على حكمته البالغة في خلقه وتدبيره للكون.
في سورة يونس: “ألا كل شيء ماخلا الله باطل”، يبين الله تعالى أن كل شيء في الكون زائل وفاني، إلا الله تعالى فهو الباقي الدائم.
ورد وصف اسماء الله الحسنى في سورة آل عمران: “ما يفتح الله للناس من رحمة فلا ممسك لها وما يمسك فلا مرسل له من بعده وهو العزيز الحكيم”، وفي سورة الأنعام: “وهو الذي ينزل الغيث من السماء فأخرجنا به نبات كل شيء فأخرجنا منه خضراً نخرج منه حباً متراكباً ومن النخل من طلعها قنوان دانية وجنات من أعناب والزيتون والرمان مشتبهاً وغير متشابه انظروا إلى ثمره إذا أثمر وينعه إن في ذلكم لآيات لقوم يؤمنون”، وفي سورة الحج: “ألم تر أن الله سخر لكم ما في السماوات وما في الأرض وسخر لكم الشمس والقمر مسخرين لكم والليل والنهار مسخرين لكم وبسط لكم من رحمته وأنزل لكم من السماء ماء طهورا ليطهركم به ويذهب عنكم رجز الشيطان ويثبت أقدامكم وينزل عليكم السكينة”.
7. الجبار المتكبر:
في سورة فاطر: “سبح اسم ربك الأعلى”، يسبح الله تعالى اسمه الأعلى، وهذا يدل على عظمته وتعاليه عن كل شيء.
في سورة غافر: “ليس كمثله شيء وهو السميع البصير”، يؤكد الله تعالى على أنه لا يشبهه أحد في صفاته، وأنه السميع البصير الذي يسمع كل شيء ويرى كل شيء.
ورد وصف اسماء الله الحسنى في سورة الحشر: “هو الله الذي لا إله إلا هو الملك القدوس السلام المؤمن المهيمن العزيز الجبار المتكبر سبحان الله عما يشركون”، وفي سورة البقرة: “قل هو الله أحد”، وفي سورة الإخلاص: “قل هو الله أحد، الله الصمد، لم يلد ولم يولد، ولم يكن له كفواً أحد”.
الخاتمة:
وفي الختام، فإن أسماء الله الحسنى هي من أهم أسمائه تعالى، وهي تدل على صفاته الكاملة وعظمته وجلاله، ومن خلال معرفة هذه الأسماء وتدبرها يمكننا أن نتعرف على الله تعالى بشكل أفضل ونقترب منه أكثر.