المظلومين: الآية وسبب نزولها
مقدمة
يُعد الظلم من أخطر الآفات التي تُصيب المجتمع، وهو سبب رئيسي في انهيار الدول والمجتمعات، وقد حذّر القرآن الكريم والسنة النبوية من الظلم وبيّنا أثاره الوخيمة على الفرد والمجتمع، ومن الآيات القرآنية التي تتحدث عن المظلومين قوله تعالى:
“وَمَن يَظْلِمْ مِنكُمْ نُذِقْهُ عَذَابًا كَبِيرًا” (الفرقان: 22)
سورة الفرقان هي سورة مكية، نزلت في مكة المكرمة قبل هجرة الرسول صلى الله عليه وسلم إلى المدينة المنورة، وهي من السور التي تأتي متأخرة في ترتيب السور في القرآن الكريم، وقد سميت سورة الفرقان لكثرة ورود كلمة الفرقان فيها، والتي تعني التمييز والفصل بين الحق والباطل.
وقد وردت الآية الكريمة في سياق الحديث عن الصفات التي يجب أن يتحلى بها المؤمنون، ومن أهم هذه الصفات العدل والحرص على عدم ظلم الآخرين، وقد حذّرت الآية الكريمة من الظلم وبيّنت أن الظالم سيذوق عذابًا كبيرًا يوم القيامة.
أسباب نزول الآية
هناك عدة أسباب محتملة لنزول الآية الكريمة، منها:
قيام قريش بظلم الرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه، حيث كانوا يعذبونهم ويؤذونهم بكل الوسائل.
انتشار الظلم والفساد في المجتمع المكي، حيث كان الأقوياء يظلمون الضعفاء ولا يجد المظلومون من ينصفهم.
عدم اهتمام قريش بالآيات والمعجزات التي جاء بها الرسول صلى الله عليه وسلم، وكانوا يتهمونه بالكذب والسحر.
مظاهر الظلم وآثاره
الاستيلاء على أموال الناس وأخذها بالقوة.
الاعتداء على الحرمات والحقوق.
التعدي على الأبرياء وقتلهم وإيذائهم.
ظلم النفس بالإهمال والتقصير في حقها.
ظلم الوالدين بعدم برهما وإكرامهما.
ظلم الأقارب والأرحام بقطع صلة الرحم.
ظلم الجيران والأصدقاء بعدم مراعاة حقوقهم وإيذائهم.
ظلم الحيوانات بالإساءة إليها وإيذائها.
ظلم البيئة بالتلويث والتخريب.
نتائج الظلم
انهيار المجتمعات ودمارها.
انتشار الفساد والإجرام.
زوال البركة من البلاد والعباد.
هلاك الظالمين في الدنيا والآخرة.
سخط الله تعالى وغضبه.
دخول الظالمين النار وبئس المصير.
حكم الظلم
الظلم حرام شرعًا ومذموم عقلاً.
الظلم من الكبائر التي نهى عنها الإسلام.
الظلم من أسباب هلاك الظالمين في الدنيا والآخرة.
الظلم سبب في زوال البركة من البلاد والعباد.
الظلم سبب في انتشار الفساد والإجرام.
كيفية التعامل مع الظلم
الصبر على الظلم وعدم الرضوخ له.
اللجوء إلى الله تعالى والدعاء إليه بأن ينصر المظلومين.
تحكيم العقل والحكمة في التعامل مع الظلم.
عدم مقابلة الظلم بالظلم، بل بالعدل والإحسان.
التعاون والتكاتف من أجل القضاء على الظلم والفساد.
الواجب تجاه المظلومين
نصرة المظلومين ومساعدتهم على استرداد حقوقهم.
الوقوف إلى جانب المظلومين وعدم التخلي عنهم.
الدفاع عن المظلومين في المحاكم والمجالس.
التعاون والتكاتف من أجل القضاء على الظلم والفساد.
الدعاء للمظلومين بالنصر والفرج.
خاتمة
الظلم من أخطر الآفات التي تُصيب المجتمع، وهو سبب رئيسي في انهيار الدول والمجتمعات، وقد حذّر القرآن الكريم والسنة النبوية من الظلم وبيّنا أثاره الوخيمة على الفرد والمجتمع، ومن الآيات القرآنية التي تتحدث عن المظلومين قوله تعالى: “وَمَن يَظْلِمْ مِنكُمْ نُذِقْهُ عَذَابًا كَبِيرًا” (الفرقان: 22).