العنوان: اللباس الضيق في ضوء القرآن الكريم
المقدمة
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد فإن الله سبحانه وتعالى خلق الإنسان وجعل له لباس يستر به عورته ويتحلى به بين الناس، وقد شرع الإسلام أحكامًا وآدابًا للباس من أجل الحفاظ على الحياء والمروءة وتجنب الإثم والفساد، ومن أهم هذه الأحكام ما يتعلق باللباس الضيق.
مفهوم اللباس الضيق
اللباس الضيق هو الذي يلتصق بالجسم ويظهر معالمه، وقد حذر الإسلام من ارتداء هذا النوع من اللباس لأنه يعتبر من أسباب الفتنة والإثارة، وقد وردت العديد من الآيات القرآنية والأحاديث النبوية التي تحذر من ارتداء اللباس الضيق، ومن هذه الآيات:
الآية الأولى: سورة النور آية 31
يقول تعالى: “وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَائِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ أَوِ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُولِي الْإِرْبَةِ مِنَ الرِّجَالِ أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَى عَوْرَاتِ النِّسَاءِ وَلَا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِنْ زِينَتِهِنَّ وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ.”
هذه الآية الكريمة تأمر المؤمنات بغض البصر وحفظ الفرج وعدم إبداء الزينة إلا ما ظهر منها، وتأمرهن بضرب الخمر على الجيوب وعدم إبداء الزينة إلا للمحارم، وهذا يدل على أن كشف الزينة أمام غير المحارم محرم شرعًا، ومن الزينة التي يجب سترها ما يظهر من الجسم عند ارتداء اللباس الضيق.
الآية الثانية: سورة الأحزاب آية 59
يقول تعالى: “يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلَابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا.”
هذه الآية الكريمة تأمر النبي صلى الله عليه وسلم أن يأمر أزواجه وبناته ونساء المؤمنين أن يدنين عليهن من جلابيبهن، وهذا يدل على أن كشف الوجه واليدين أمام الرجال الأجانب محرم شرعًا، ومن باب أولى أن يكون كشف ما يظهر من الجسم عند ارتداء اللباس الضيق محرمًا شرعًا.
الآية الثالثة: سورة النور آية 60
يقول تعالى: “وَالَّذِينَ لا يَجِدُونَ نِكَاحًا فَلْيَسْتَعْفِفُوا حَتَّى يُغْنِيَهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَالَّذِينَ يَبْتَغُونَ الْكِتَابَ مِمَّا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ فَكَاتِبُوهُمْ إِنْ عَلِمْتُمْ فِيهِمْ خَيْرًا وَآتُوهُمْ مِنْ مَالِ اللَّهِ الَّذِي آتَاكُمْ وَلَا تُكْرِهُوا فَتَيَاتِكُمْ عَلَى الْبِغَاءِ إِنْ أَرَدْنَ تَحَصُّنًا لِتَبْتَغُوا عَرَضَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَمَنْ يُكْرِهْهُنَّ فَإِنَّ اللَّهَ مِنْ بَعْدِ إِكْرَاهِهِنَّ غَفُورٌ رَحِيمٌ.”
هذه الآية الكريمة تأمر المؤمنين بالاستعفاف وعدم الزنا، وهذا يدل على أن كشف العورة أمام الرجال الأجانب محرم شرعًا، ومن باب أولى أن يكون كشف ما يظهر من الجسم عند ارتداء اللباس الضيق محرمًا شرعًا.
الآثار السلبية لارتداء اللباس الضيق
1. إثارة الفتنة والإغراء: يؤدي ارتداء الملابس الضيقة إلى إثارة الفتنة بين الناس، حيث أن هذه الملابس تكشف عن مفاتن المرأة وتحفز الرغبات الجنسية لدى الرجال، وهذا قد يؤدي إلى الوقوع في الزنا والعلاقات المحرمة.
2. الإساءة إلى الحياء والمروءة: إن ارتداء الملابس الضيقة يعتبر إساءة إلى الحياء والمروءة، حيث أنه يظهر مفاتن المرأة بشكل فاضح، وهذا قد يؤدي إلى فقدان الاحترام والتقدير لدى الآخرين.
3. نشر الفساد في المجتمع: يؤدي ارتداء الملابس الضيقة إلى نشر الفساد في المجتمع، حيث أنه يجعل من المرأة سلعة رخيصة يمكن استغلالها والتلاعب بها، وهذا قد يؤدي إلى تفكك الأسرة وانهيار الأخلاق.
أسباب تحريم اللباس الضيق
1. الحفاظ على الحياء والمروءة: شرع الله تعالى اللباس من أجل الحفاظ على الحياء والمروءة، واللباس الضيق ينافي هذا الغرض لأنه يظهر مفاتن المرأة بشكل فاضح.
2. الوقاية من الفتنة: شرع الله تعالى اللباس من أجل الوقاية من الفتنة، واللباس الضيق يعتبر من أسباب الفتنة لأنه يحفز الرغبات الجنسية لدى الرجال.
3. صون المرأة وحمايتها: شرع الله تعالى اللباس من أجل صون المرأة وحمايتها، واللباس الضيق يجعلها عرضة للتحرش والاعتداء الجنسي.
البدائل الشرعية للباس الضيق
1. ارتداء اللباس الفضفاض: يعتبر اللباس الفضفاض من أفضل البدائل الشرعية للباس الضيق، لأنه يستر الجسم ولا يظهر مفاتنه.
2. ارتداء اللباس الطويل: يعتبر اللباس الطويل من البدائل الشرعية للباس الضيق، لأنه يغطي الجسم ويمنعه من الظهور بشكل فاضح.
3. ارتداء اللباس الساتر: يعتبر اللباس الساتر من البدائل الشرعية للباس الضيق، لأنه يغطي جميع أجزاء الجسم ويمنع ظهورها بشكل فاضح.
الخاتمة
وفي الختام، فإن اللباس الضيق محرم شرعًا لما له من آثار سلبية على الفرد والمجتمع، وشرع الله تعالى اللباس من أجل الحفاظ على الحياء والمروءة والوقاية من الفتنة وصون المرأة وحمايتها، ولذلك يجب على