بحث بلاغي عن قصيدة

مقدمة

ما أجمل أن تنطلق روحك مع كلمات شاعر مبدع، وما أروع أن تلامس قلبك عبارات شاعر مرهف، فالشعر موسيقى الكلمات، وبلسم القلوب، ومرآة المجتمع، وعطر الحياة، يصرف الهموم، ويطرد الأحزان، ويبعث في النفس الأمل، ويثير العاطفة، ويحرك الوجدان، وهو غذاء الروح، وقوت العقل، ومتعة الحواس، والشعر العربي غني بأنواع كثيرة منه، ولكل نوع خصائصه ومميزاته، وفي هذا البحث البلاغي سوف نتناول قصيدة “إلى أمي” للشاعر محمود درويش، ونحللها من الناحية البلاغية، ونستخرج منها الصور والتشبيهات والاستعارات والكنايات، ونبين جمالياتها الفنية، ونكشف عن أسرارها البلاغية.

1. الشاعر محمود درويش

ولد الشاعر الفلسطيني محمود درويش عام 1941 في قرية البروة المهجرة، ويعد أحد أهم شعراء المقاومة الفلسطينية، وأحد أبرز شعراء الحداثة في العالم العربي، وقد كتب الكثير من القصائد الرائعة التي تغنى بها الوطن والأم والأرض، واشتهر بقصيدته “إلى أمي” التي كتبها عام 1964، والتي تعد واحدة من أجمل القصائد التي كتبت في حق الأم.

2. قصيدة “إلى أمي”

تعد قصيدة “إلى أمي” من قصائد التفعيلة، وقد كتبها الشاعر محمود درويش على بحر المتقارب، وتتكون القصيدة من 12 بيتًا، وهي قصيدة غنائية ذات طابع عاطفي، يفيض فيها الشاعر بمشاعر الحب والامتنان تجاه أمه، ويذكر فيها ذكرياته معها، ويصف تضحياتها وعطائها، ويصور مدى حبه لها.

3. موضوع القصيدة

تدور قصيدة “إلى أمي” حول موضوع الأمومة، حيث يتغنى الشاعر بفضل أمه عليه، ويذكر تضحياتها وعطائها، ويصف مدى حبه لها، ويستحضر ذكرياته معها، ويصور مدى تأثيرها في حياته، ويؤكد على أن الأم هي أغلى الناس وأقربهم إلى قلبه.

4. الأسلوب البلاغي في القصيدة

استخدم الشاعر محمود درويش في قصيدة “إلى أمي” العديد من الأساليب البلاغية، ومنها:

التشبيه: شبه الشاعر أمه بالشمس المضيئة، وبالمطر الغزير، وبالتراب الطاهر، وبالتفاحة الحلوة، وبالمرأة العظيمة.

الاستعارة: استعار الشاعر أمه بالوطن، وبالحياة، وبالحب، وبالسعادة، وبالأمل.

الكناية: كنى الشاعر عن الأم بالشمعة التي تحترق لتضيء للآخرين، وبالوردة التي تفوح عطرها في كل مكان، وبالنجمة التي تضيء الدرب في الظلام.

5. الصور الشعرية في القصيدة

استخدم الشاعر محمود درويش في قصيدة “إلى أمي” العديد من الصور الشعرية الجميلة، ومنها:

صورة الأم الشجرة: شبه الشاعر أمه بالشجرة التي تظل طوال عمرها تعطي ثمارها دون أن تنتظر شيئًا في المقابل.

صورة الأم النهر: شبه الشاعر أمه بالنهر الذي لا ينضب عطاؤه، والذي يروي ظمأ الناس طوال الوقت.

صورة الأم الشمس: شبه الشاعر أمه بالشمس التي تشرق كل صباح لتضيء العالم وتمنحه الدفء والحياة.

6. الموسيقى الشعرية في القصيدة

اهتم الشاعر محمود درويش بالموسيقى الشعرية في قصيدة “إلى أمي”، واستخدم العديد من الأساليب الموسيقية، ومنها:

التكرار: كرر الشاعر كلمة “أمي” في القصيدة عدة مرات، وهذا التكرار أضفى على القصيدة موسيقى داخلية جميلة.

التوازي: استخدم الشاعر في القصيدة العديد من الجمل المتوازية، وهذا التوازي أضفى على القصيدة إيقاعًا موسيقيًا رائعًا.

الترصيع: استخدم الشاعر في القصيدة العديد من الكلمات المتجانسة في الحروف، وهذا الترصيع أضفى على القصيدة موسيقى خارجية جميلة.

7. الخاتمة

قصيدة “إلى أمي” للشاعر محمود درويش هي قصيدة رائعة تغنى فيها الشاعر بفضل أمه عليه، وذكر تضحياتها وعطائها، ووصف مدى حبه لها، واستحضر ذكرياته معها، وصور مدى تأثيرها في حياته، وأكد على أن الأم هي أغلى الناس وأقربهم إلى قلبه، وقد استخدم الشاعر في القصيدة العديد من الأساليب البلاغية والصور الشعرية والموسيقى الشعرية، مما أضفى على القصيدة جمالًا فنيًا رائعًا.