مقدمة
الإيمان هو التصديق الجازم بما أخبرنا به الله تعالى ورسوله محمد صلى الله عليه وسلم، من غير شك ولا تردد، وهو أساس الإسلام وبنيانه، والإيمان لا يقتصر على مجرد التصديق القلبي، بل يتعداه إلى العمل الصالح، فالمؤمن هو من آمن بالله ورسله وكتبه واليوم الآخر، وعمل الصالحات واجتنب المنكرات، والإيمان له أركان ستة، وهي: الإيمان بالله، والإيمان بالملائكة، والإيمان بالكتب، والإيمان بالرسل، والإيمان باليوم الآخر، والإيمان بالقدر خيره وشره.
أركان الإيمان
1. الإيمان بالله
الإيمان بالله هو الأصل والأساس للإيمان، وهو التصديق الجازم بوجود الله تعالى ووحدانيته وأسمائه وصفاته، والإيمان بالله لا يقتصر على مجرد التصديق القلبي، بل يتعداه إلى العمل الصالح، فالمؤمن هو من آمن بالله وصدق رسله وعمل الصالحات واجتنب المنكرات، والإيمان بالله هو الذي يبعث في قلب المؤمن الخشية والتقوى، ويحجزه عن ارتكاب المعاصي والآثام.
2. الإيمان بالملائكة
الملائكة هم خلق الله تعالى الذين خلقهم من نور، وهم عباد مكرمون، لا يأكلون ولا يشربون ولا يتناسلون، وهم مطيعون لله تعالى، لا يعصون له أمرًا، وهم موكلون بتنفيذ أوامره وتدبير شؤون الكون، والمؤمن مأمور بالإيمان بالملائكة والتصديق بوجودهم، كما عليه أن يعرف أسماء بعضهم وأعمالهم، مثل جبريل وميكائيل وإسرافيل وعزرائيل، عليهم السلام.
3. الإيمان بالكتب
الكتب هي الرسائل التي أنزلها الله تعالى على أنبيائه ورسله، لهداية الناس وإرشادهم إلى الصراط المستقيم، والمؤمن مأمور بالإيمان بالكتب السماوية التي أنزلها الله تعالى على أنبيائه ورسله، كما عليه أن يعرف أسماء بعض هذه الكتب، مثل التوراة والإنجيل والزبور والقرآن الكريم، وأن يتعبد بما جاء فيها من أحكام وشرائع، والإيمان بالكتب هو الذي يميز المؤمن عن الكافر، فالكافر هو من كذب بكتاب من كتب الله تعالى أو شك في صحته.
4. الإيمان بالرسل
الرسل هم الذين اصطفاهم الله تعالى واختارهم لهداية الناس وإرشادهم إلى الصراط المستقيم، والمؤمن مأمور بالإيمان بالرسل والتصديق بوجودهم، كما عليه أن يعرف أسماء بعضهم وأعمالهم، مثل نوح وإبراهيم وموسى وعيسى ومحمد، عليهم الصلاة والسلام، وأن يتبعهم فيما أمروا به وينتهي عما نهوا عنه، والإيمان بالرسل هو الذي يميز المؤمن عن الكافر، فالكافر هو من كذب رسولًا من رسل الله تعالى أو شك في صدقه.
5. الإيمان باليوم الآخر
اليوم الآخر هو اليوم الذي ينتهي فيه هذا العالم، ويبعث فيه الله تعالى الناس من قبورهم ويحاسبهم على أعمالهم، والمؤمن مأمور بالإيمان باليوم الآخر والتصديق بوقوعه، كما عليه أن يعرف علامات اقتراب الساعة الكبرى والصغرى، وأن يتأهب لهذا اليوم العظيم بالإكثار من الأعمال الصالحة والتوبة من الذنوب، والإيمان باليوم الآخر هو الذي يجعل المؤمن يخشى الله تعالى ويتقي عقابه، ويطيع أوامره وينتهي عن نواهيه.
6. الإيمان بالقدر خيره وشره
القدر هو علم الله تعالى بما سيكون ومشيئته له، والمؤمن مأمور بالإيمان بالقدر خيره وشره، والإيمان بالقدر لا يعني الجبرية، بل يعني أن كل شيء يحدث في هذا الكون بإذن الله تعالى ومشيئته، وأن الله تعالى عالم بكل شيء، والإيمان بالقدر هو الذي يجعل المؤمن راضيًا بقضاء الله تعالى وقدره، ويصبر على المصائب والابتلاءات، ويشكر الله تعالى على النعم والخيرات.
خاتمة
أركان الإيمان هي الأساس الذي يبنى عليه الإسلام، وهي التي تميز المؤمن عن الكافر، والمؤمن هو من آمن بالله ورسله وكتبه واليوم الآخر، وعمل الصالحات واجتنب المنكرات، والإيمان هو الذي يبعث في قلب المؤمن الخشية والتقوى، ويجعله راضيًا بقضاء الله تعالى وقدره، ويصبر على المصائب والابتلاءات، ويشكر الله تعالى على النعم والخيرات.