المقدمة:
الإيمان باليوم الآخر هو أحد أركان الإيمان في الإسلام، وهو اليقين بأن الموت ليس نهاية المطاف، وأن هناك حياة أخرى بعد هذه الحياة، وأن هذه الحياة أبدية. وقد وردت في القرآن الكريم والسنة النبوية أحاديث كثيرة عن اليوم الآخر وبشائره، وعن النعيم الذي ينتظر المؤمنين في الجنة، والعذاب الذي ينتظر الكافرين في النار.
أدلة الإيمان باليوم الآخر:
أدلة عقلية:
– وجود النظام في الكون يدل على وجود صانع لهذا النظام وقادر على إحياء الموتى، لأن الفوضى لا تأتي إلا من عدم وجود التخطيط أو عدم وجود قادر على التخطيط، والكون لا يمكن أن يكون من عدم، كما أنه لا يمكن أن يكون من صنع نفسه، لأنه لا يستطيع أن يخلق نفسه قبل أن يوجد، إذن لا بد أن يكون هناك خالق قدير.
– الشعور الفطري بالمسؤولية والحساب، فالإنسان يشعر فطريا بأنه مسؤول عن أفعاله وأنه سيحاسب عليها، وهذا الشعور لا يمكن أن يكون وهميًا.
أدلة نقليه:
– القرآن الكريم: وردت في القرآن الكريم آيات كثيرة عن اليوم الآخر، منها: {وَأَنَّ السَّاعَةَ آتِيَةٌ لا رَيْبَ فِيهَا وَأَنَّ اللَّهَ يَبْعَثُ مَن فِي الْقُبُورِ} [الحج: 7]، {وَأَنَّ الْآخِرَةَ هِيَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ} [الشعراء: 5].
– السنة النبوية: وردت في السنة النبوية أحاديث كثيرة عن اليوم الآخر، منها: “قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من مات فقد قامت قيامته” [رواه ابن ماجه]، “قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن في الجنة مائة درجة، أعدها الله للمجاهدين في سبيله” [رواه البخاري].
علامات يوم القيامة:
العلامات الصغرى: وهي العلامات التي تحدث قبل يوم القيامة بفترة طويلة، وقد وقعت الكثير منها بالفعل، ومنها: انتشار الظلم والفساد، وظهور الدجال، وظهور المسيح الدجال، وخروج يأجوج ومأجوج.
العلامات الكبرى: وهي العلامات التي تحدث مباشرة قبل يوم القيامة، ومنها: طلوع الشمس من مغربها، وخروج الدابة من الأرض، ونزول عيسى عليه السلام من السماء، وظهور النار التي تحشر الناس إلى المحشر.
أحوال الناس في يوم القيامة:
يوم القيامة هو يوم الحشر، حيث يحشر الناس جميعًا في مكان واحد، ويقفون بين يدي الله تعالى للحساب.
الحساب: يحاسب الله تعالى الناس على أعمالهم في الدنيا، فمن عمل صالحًا جزاه الجنة، ومن عمل سيئًا جزاه النار.
الصراط: الصراط هو جسر يمر عليه الناس يوم القيامة، وهو أدق من الشعرة وأحد من السيف، ومن يجتازه بسلام يدخل الجنة، ومن يسقط منه يقع في النار.
الميزان: الميزان هو ميزان يوزن فيه أعمال الناس يوم القيامة، فمن ثقلت حسناته دخل الجنة، ومن ثقلت سيئاته دخل النار.
الشفاعة: الشفاعة هي طلب أحد الأشخاص من الله تعالى أن يغفر لغيره، ومن المرجح أن يشفع الرسل والأنبياء والملائكة والمؤمنين لغيرهم يوم القيامة.
الجنة:
الجنة هي المكان الذي أعده الله تعالى للمؤمنين، وهي دار النعيم الأبدي، وتحتوي على كل ما يتمناه الإنسان من ملذات ومتع.
درجات الجنة: الجنة درجات متفاوتة، وكل درجة فيها أفضل من التي قبلها، وأعلى درجة في الجنة هي درجة الفردوس.
نعيم الجنة: نعيم الجنة لا يمكن وصفه، ولا يمكن أن يتخيله عقل الإنسان، ومن النعيم الذي ينتظر المؤمنين في الجنة: الأكل والشرب والزواج والحور العين والقصور والقصور والثياب الفاخرة والجواهر والدرر والخدم وغير ذلك الكثير.
النار:
النار هي المكان الذي أعده الله تعالى للكافرين والمنافقين، وهي دار العذاب الأبدي.
درجات النار: النار درجات متفاوتة، وكل درجة فيها أشد من التي قبلها، وأسفل درجة في النار هي درجة الجحيم.
عذاب النار: عذاب النار لا يمكن وصفه، ولا يمكن أن يتخيله عقل الإنسان، ومن العذاب الذي ينتظر الكافرين والمنافقين في النار: النار والحميم والغسلين والضريع والزقوم والحجارة من طين مسنون وغير ذلك الكثير.
الخاتمة:
الإيمان باليوم الآخر هو إيمان مكمل للإيمان بالله تعالى، وهو يقود الإنسان إلى العمل الصالح ويمنعه من ارتكاب المعاصي. فمن يؤمن باليوم الآخر يعلم أنه سيعاقب على عمله في الدنيا، ويعلم أنه سيلقى جزاءه العادل في الآخرة، وهذا يجعله حريصًا على أن يكون عمله صالحًا وأن يتجنب المعاصي.