No images found for بحث عن الايمان باليوم الاخر مع المراجع
مقدمة
الإيمان باليوم الآخر هو من أهم أركان الدين الإسلامي، وهو الإيمان بالحياة بعد الموت، ويشمل ذلك البعث والنشور والحساب والعقاب والثواب. وقد ذكر الله تعالى في القرآن الكريم والسنة النبوية الكثير من الأدلة على وجود اليوم الآخر، وحثنا على الإيمان به والعمل الصالح استعدادًا له.
أدلة وجود اليوم الآخر
هناك العديد من الأدلة على وجود اليوم الآخر، منها:
1. أدلة عقلية:
إن العقل السليم يحكم بأن هذا الكون لم يخلق عبثًا، بل لابد أن يكون له غاية وهدف. والغاية من خلق الإنسان هي عبادته وطاعته، وهذا يستلزم وجود حياة بعد الموت حتى يتلقى الإنسان جزاءه على ما قدم في الدنيا.
وجود نظام دقيق في الكون، يدل على وجود خالق حكيم قدير، وهذا الخالق الحكيم لا يمكن أن يظلم أحدًا، ولابد أن يحاسب كل إنسان على أعماله في الدنيا.
2. أدلة نقليّة:
ذكر الله تعالى في القرآن الكريم وجود اليوم الآخر في آيات كثيرة، منها قوله تعالى: {وَإِنَّ الآخِرَةَ هِيَ دَارُ الْقَرَارِ} [غافر: 39].
وردت في السنة النبوية أحاديث كثيرة تصف اليوم الآخر وأهواله، منها حديث الرسول صلى الله عليه وسلم: “إن الله قال: يا بني آدم إني خلقتكم ضعفاء جهالاً، وجعلت فيكم الشهوة، وجعلت لكم أزواجًا لتسكنوا إليهم، وجعلت فيكم النعمة، وجعلت أجلكم مسمى، وإني قابض أرواحكم بيدي، وإنكم من بعدي واردون عليَّ عراة كما ولدتكم، فأعدوا لأنفسكم قبل ذلك”.
إيمان الصحابة باليوم الآخر
كان الصحابة رضوان الله عليهم يؤمنون باليوم الآخر إيمانًا يقينيًا، وكانوا يعملون الصالحات استعدادًا له. ومن أمثلة ذلك:
1. عمر بن الخطاب رضي الله عنه، كان إذا ذكر الموت بكى، وكان يقول: “لو كنت أعلم أني أموت غدًا ما عملت اليوم إلا ما ينفعني في غد”.
2. عثمان بن عفان رضي الله عنه، كان كثير الصدقة، وكان يقول: “إن الصدقة تدفع ميتة السوء”.
3. علي بن أبي طالب رضي الله عنه، كان يكثر من الصيام، وكان يقول: “الصيام جُنة من النار”.
فضل الإيمان باليوم الآخر
لإيمان باليوم الآخر فضل عظيم، منها:
1. يبعث الإيمان باليوم الآخر في النفس الخوف من الله عز وجل، وهذا الخوف يمنع الإنسان من المعاصي والآثام.
2. يحفز الإيمان باليوم الآخر الإنسان على العمل الصالح، لأنه يعلم أنه سيحاسب على أعماله في الدنيا.
3. يمنح الإيمان باليوم الآخر الإنسان الطمأنينة والسكينة، لأنه يعلم أن الحياة الدنيا زائلة، وأن الحياة الحقيقية هي الحياة الآخرة.
موجبات الإيمان باليوم الآخر
يجب على المسلم أن يؤمن باليوم الآخر لما يلي:
1. أمر الله تعالى بذلك في قوله: {وَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِي نَزَّلَ عَلَىٰ رَسُولِهِ وَالْكُتُبِ الَّتِي أَنزَلَنَا مِن قَبْلُ ۚ وَمَن يَكْفُرْ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا بَعِيدًا} [النساء: 136].
2. دل الرسول صلى الله عليه وسلم على ذلك بقوله: “من مات وهو لا يعلم أن الله يبعثه بعد الموت، مات على الجاهلية”.
3. إجماع المسلمين على ذلك، قال الإمام ابن حزم: “الإيمان باليوم الآخر فرض بإجماع المسلمين”.
أهوال يوم القيامة
ذكر الله تعالى في القرآن الكريم والسنة النبوية أهوال يوم القيامة، منها:
1. النفخ في الصور، قال تعالى: {وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَإِذَا هُم مِّنَ الأَجْدَاثِ إِلَىٰ رَبِّهِمْ يَنسَلُونَ} [يس: 51].
2. الحشر والنشور، قال تعالى: {وَحُشِرُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا} [الأنبياء: 93].
3. الحساب والعقاب، قال تعالى: {فَوَرَبِّكَ لَنَحْشُرَنَّهُمْ وَالشَّيَاطِينَ ثُمَّ لَنُحْضِرَنَّهُمْ حَوْلَ جَهَنَّمَ جِثِيًّا} [مريم: 68].
الخاتمة
الإيمان باليوم الآخر هو من أهم أركان الدين الإسلامي، وهو الإيمان بالحياة بعد الموت، ويشمل ذلك البعث والنشور والحساب والعقاب والثواب. وقد ذكر الله تعالى في القرآن الكريم والسنة النبوية الكثير من الأدلة على وجود اليوم الآخر، وحثنا على الإيمان به والعمل الصالح استعدادًا له. ولإيمان باليوم الآخر فضل عظيم، منها أنه يبعث في النفس الخوف من الله عز وجل، ويحفز على العمل الصالح، ويمنح الطمأنينة والسكينة.