مُقدمة:
كانت الثورة العرابية ثورة وطنية مصرية اندلعت في عام 1881 ضد الحكم العثماني والنفوذ الأجنبي في مصر، وقادها أحمد عرابي باشا، وهو ضابط في الجيش المصري. وقد استمرت الثورة لمدة عامين، حتى تمكنت القوات البريطانية من قمعها في عام 1882.
أسباب الثورة العرابية:
1. السيطرة العثمانية على مصر: كانت مصر ولاية عثمانية منذ عام 1517، وكان الحكم العثماني في مصر ظالمًا وقمعيًا، مما أثار استياء المصريين.
2. النفوذ الأجنبي في مصر: كانت مصر في القرن التاسع عشر تحت تأثير كبير من الدول الأجنبية، وخاصة بريطانيا وفرنسا، حيث كانت هذه الدول تحاول السيطرة على مصر من خلال التدخل في شؤونها المالية والاقتصادية.
3. المطالب الإصلاحية: كان أحمد عرابي باشا وغيره من الضباط المصريين يطالبون بإصلاحات سياسية واقتصادية واجتماعية في مصر، وكانوا يرون أن هذه الإصلاحات ضرورية من أجل النهوض بالبلاد.
أحداث الثورة العرابية:
1. الاحتلال البريطاني لمصر: في عام 1882، استغلت بريطانيا الثورة العرابية من أجل التدخل في شؤون مصر واحتلالها، حيث أرسلت قواتها إلى مصر وقامت بقمع الثورة.
2. معركة التل الكبير: كانت معركة التل الكبير معركة حاسمة في الثورة العرابية، حيث انتصرت فيها القوات البريطانية على القوات المصرية بقيادة أحمد عرابي باشا، مما أدى إلى انهيار الثورة.
3. نفي أحمد عرابي باشا: بعد هزيمة الثورة العرابية، تم نفي أحمد عرابي باشا إلى سيلان (سريلانكا حاليًا)، حيث مكث هناك حتى عام 1901، عندما سمح له بالعودة إلى مصر.
نتائج الثورة العرابية:
1. الاحتلال البريطاني لمصر: أدت الثورة العرابية إلى احتلال بريطانيا لمصر في عام 1882، واستمر هذا الاحتلال لمدة 74 عامًا، حتى عام 1956.
2. تأسيس الحركة الوطنية المصرية: كانت الثورة العرابية بمثابة شرارة لتأسيس الحركة الوطنية المصرية، والتي كانت تطالب باستقلال مصر عن الحكم الأجنبي.
3. الإصلاحات السياسية والاقتصادية والاجتماعية: أدت الثورة العرابية إلى حدوث بعض الإصلاحات السياسية والاقتصادية والاجتماعية في مصر، مثل إلغاء الرق وتأسيس الجمعيات الأهلية.
قادة الثورة العرابية:
1. أحمد عرابي باشا: كان أحمد عرابي باشا ضابطًا في الجيش المصري وقائد الثورة العرابية، وكان يتمتع بشعبية كبيرة بين المصريين.
2. عبد الله النديم: كان عبد الله النديم كاتبًا وصحفيًا مصريًا، وكان من أبرز المؤيدين للثورة العرابية.
3. محمد عبده: كان محمد عبده عالمًا إسلاميًا مصريًا، وكان من أهم المفكرين الذين دعموا الثورة العرابية.
دور العلماء في الثورة العرابية:
1. تأييد العلماء للثورة: أيد العديد من العلماء المصريين الثورة العرابية، مثل الشيخ محمد عبده والشيخ حسن الطويل.
2. فتاوى العلماء ضد الاحتلال البريطاني: أصدر العلماء المصريون العديد من الفتاوى ضد الاحتلال البريطاني لمصر، وحثوا المصريين على الجهاد ضد المحتلين.
3. دور العلماء في الحركة الوطنية المصرية: استمر العلماء المصريون في لعب دور مهم في الحركة الوطنية المصرية بعد الثورة العرابية، حيث كانوا من أبرز المطالبين باستقلال مصر.
الثورة العرابية في الأدب والفن:
1. الأدب: تناول العديد من الأدباء المصريين الثورة العرابية في أعمالهم الأدبية، مثل نجيب محفوظ في روايته “أولاد حارتنا” ومحمد حسين هيكل في روايته “زينب”.
2. المسرح: تم تقديم العديد من المسرحيات التي تتناول الثورة العرابية، مثل مسرحية “الثورة العرابية” التي كتبها توفيق الحكيم.
3. السينما: تم إنتاج العديد من الأفلام التي تتناول الثورة العرابية، مثل فيلم “المماليك” الذي أخرجه يوسف شاهين.
الخاتمة:
كانت الثورة العرابية ثورة وطنية مصرية مهمة، حيث أنها كانت أول ثورة شعبية في مصر ضد الحكم العثماني والنفوذ الأجنبي. وقد أدت الثورة إلى الاحتلال