مقدمة
الدولة البويهية هي سلالة فارسية حكمت أجزاء كبيرة من إيران والعراق في القرنين العاشر والحادي عشر الميلادي. أسسها ثلاثة إخوة من الديلم (منطقة في شمال إيران) يُطلق عليهم اسم “البويهيين”. وهم: علي بن بويه، وحسن بن بويه، وأحمد بن بويه.
قيام الدولة البويهية
بدأت الدولة البويهية في الظهور في أوائل القرن العاشر الميلادي، عندما استولى علي بن بويه على مدينة شيراز في إيران. وفي عام 945 ميلادي، استولى حسن بن بويه على مدينة بغداد عاصمة الخلافة العباسية، وأصبح الحاكم الفعلي للخلافة. وفي عام 955 ميلادي، استولى أحمد بن بويه على مدينة واسط في العراق، وأصبح الحاكم الفعلي لشرق الخلافة العباسية.
العصر الذهبي للدولة البويهية
عاش العصر الذهبي للدولة البويهية في عهد عضد الدولة ديلمي (949-983 م). حيث توسعت الدولة لتشمل معظم إيران والعراق والجزيرة العربية وأجزاء من بلاد الشام. كما حظيت الدولة بالازدهار الاقتصادي والثقافي.
التقسيمات الإدارية للدولة البويهية
كانت الدولة البويهية مقسمة إلى عدة ولايات، أهمها:
1. ولاية العراق: عاصمتها بغداد، وتشمل وسط وشرق العراق.
2. ولاية فارس: عاصمتها شيراز، وتشمل جنوب إيران.
3. ولاية الجبل: عاصمتها همدان، وتشمل غرب إيران.
4. ولاية خوزستان: عاصمتها الأهواز، وتشمل جنوب غرب إيران.
5. ولاية كرمان: عاصمتها كرمان، وتشمل جنوب شرق إيران.
6. ولاية سجستان: عاصمتها زابل، وتشمل شرق إيران.
7. ولاية خراسان: عاصمتها نيسابور، وتشمل شمال شرق إيران.
الفنون والآداب في الدولة البويهية
شهدت الدولة البويهية نهضة فنية وأدبية كبيرة. حيث شجع البويهيون الشعراء والعلماء والفنانين. ومن أبرز الشعراء الذين عاشوا في الدولة البويهية: أبو الطيب المتنبي، وأبو العلاء المعري، والبحتري، والصاحب بن عباد. ومن أبرز العلماء الذين عاشوا في الدولة البويهية: ابن سينا، والبيروني، والفارابي، وابن الهيثم. ومن أبرز الفنانين الذين عاشوا في الدولة البويهية: أبو نواس، وابن الرومي، ودعبل الخزاعي.
العلاقات الخارجية للدولة البويهية
كانت الدولة البويهية على علاقة طيبة مع الخلافة العباسية، حيث اعترف الخلفاء العباسيون بسيادة البويهيين على أجزاء كبيرة من العالم الإسلامي. كما كانت الدولة البويهية على علاقة طيبة مع الدولة البيزنطية، حيث وقعت معها عدة معاهدات للسلام.
زوال الدولة البويهية
بدأت الدولة البويهية في الانهيار في أواخر القرن العاشر الميلادي، بسبب الصراعات الداخلية بين أفراد الأسرة الحاكمة. وفي عام 1055 ميلادي، استولى السلاجقة على بغداد عاصمة الخلافة العباسية، وانهارت الدولة البويهية نهائيًا.
الخاتمة
كانت الدولة البويهية إحدى أهم الدول الإسلامية في القرنين العاشر والحادي عشر الميلادي. حيث حكمت أجزاء كبيرة من العالم الإسلامي، وشهدت نهضة فنية وأدبية كبيرة. وقد لعبت الدولة البويهية دورًا مهمًا في الحفاظ على وحدة العالم الإسلامي في تلك الفترة.