بحث عن الطبري pdf

مقدمة

الطبري هو مفسر ومؤرخ مسلم شهير، ولد في مدينة آمل بطبرستان عام 224 هـ، وتوفي في بغداد عام 310 هـ. اشتهر بتفسيره الضخم للقرآن الكريم، المعروف بتفسير الطبري، وبكتابه التاريخي “تاريخ الرسل والملوك”، الذي يعتبر من أهم المصادر التاريخية الإسلامية.

حياة الطبري

ولد الطبري في مدينة آمل بطبرستان، وهي منطقة تقع في شمال إيران حاليًا. نشأ في أسرة علمية، وتلقى تعليمه الأولي في مسقط رأسه. ثم رحل إلى بغداد، عاصمة الخلافة العباسية، في سن مبكرة، حيث درس على كبار العلماء والفقهاء.

اشتهر الطبري بسرعة بديهته وقوة ذاكرته، وسرعان ما أصبح من كبار العلماء المسلمين. تولى العديد من المناصب العلمية والإدارية في بغداد، وكان مقربًا من الخلفاء العباسيين.

تفسير الطبري

يعتبر تفسير الطبري من أهم التفاسير القرآنية على الإطلاق. وهو تفسير موسوعي، يجمع بين التفسير اللغوي والبياني والتاريخي والروائي. يعتمد الطبري في تفسيره على الروايات المأثورة عن النبي محمد صلى الله عليه وسلم وصحابته والتابعين، وعلى أقوال المفسرين السابقين له.

يتميز تفسير الطبري بالدقة العلمية والأمانة العلمية، ويخلو من الآراء الشخصية والتفسيرات الاعتزالية أو الباطنية. وقد اعتمد عليه كثير من المفسرين اللاحقين، مثل ابن كثير والقرطبي والبيضاوي.

تاريخ الرسل والملوك

يعتبر تاريخ الرسل والملوك من أهم الكتب التاريخية الإسلامية. وهو يبدأ بخلق العالم وينتهي بوفاة النبي محمد صلى الله عليه وسلم. يعتمد الطبري في تاريخه على المصادر الموثوقة، ويحرص على ذكر الروايات المختلفة مع ذكر سندها.

يتميز تاريخ الطبري بالشمولية والدقة والحيادية. وقد اعتمد عليه كثير من المؤرخين اللاحقين، مثل ابن الأثير والمقريزي والذهبي.

مناصب الطبري

تولى الطبري العديد من المناصب العلمية والإدارية في بغداد، منها:

قاضي القضاة في بغداد.

أستاذ الحديث في جامع المنصور.

إمام وخطيب جامع الرصافة.

رئيس ديوان المظالم.

كان الطبري مقربًا من الخلفاء العباسيين، وكان له تأثير كبير في حياتهم السياسية.

آثار الطبري

ترك الطبري العديد من المؤلفات القيمة، منها:

تفسير الطبري.

تاريخ الرسل والملوك.

تهذيب الآثار.

مشكل القرآن.

البيان عن أصول الأحكام.

وقد أثرت مؤلفات الطبري على الفكر الإسلامي بشكل كبير، ولا يزال يُنظر إليها باعتبارها مراجع أساسية في مجالات التفسير والتاريخ والفقه الإسلامي.

وفاة الطبري

توفي الطبري في بغداد عام 310 هـ، ودُفن في مقبرة باب الشام. وقد رثاه كثير من العلماء والشعراء، الذين أشادوا بعلمه وفضله.

خاتمة

الطبري هو من كبار العلماء المسلمين في التاريخ. وقد ترك إرثًا علميًا غنيًا، يتمثل في مؤلفاته القيمة، التي لا تزال تُدرس وتُستفاد منها حتى اليوم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *