بحث عن القراءات الشاذة

المقدمة:

القراءات الشاذة هي تلك القراءات التي خرجت عن قراءة الجماعة، وأغربت عن قراءة أهل الأداء، وسُمّيت شاذةً؛ لأنها شاذة عن القراءات المشهورة.

أسباب الشذوذ في القراءات:

1- قلة الرواة: قد يكون سبب الشذوذ في القراءات هو قلة الرواة الذين يروون هذه القراءة، وقد يكون السبب في ذلك أن القراءة رويت عن تابعي، ولم يروها عن تابعي آخر، فيكون رواتها قليلين.

2- مخالفة القواعد النحوية والصرفية: قد يكون سبب الشذوذ في القراءات هو مخالفة القراءة للقواعد النحوية والصرفية، وقد يكون السبب في ذلك أن القراءة رويت عن عربي غير فصيح، أو أنها رويت عن أعجمي.

3- مخالفة رسم المصحف: قد يكون سبب الشذوذ في القراءات هو مخالفة القراءة لرسم المصحف، وقد يكون السبب في ذلك أن القراءة رويت عن مصحف مختلف عن مصحف عثمان.

أنواع القراءات الشاذة:

1- الشاذ المطلق: وهو القراءة التي لا توافق أي قراءة أخرى، ولا يرويها إلا راوٍ واحد، وقد يكون هذا الراوي ثقةً، وقد يكون غير ثقة.

2- الشاذ النسبي: وهو القراءة التي توافق قراءة أخرى، ولكنها مخالفة للقراءة المشهورة، وقد يكون هذا الشذوذ في الحركة أو السكون أو الإدغام أو الإظهار.

3- الشاذ الشاذ: وهو القراءة التي توافق قراءة أخرى، ولكنها مخالفة للقراءة المشهورة، وقد يكون هذا الشذوذ في الكلمة أو الحرف.

أحكام القراءات الشاذة:

1- جواز قراءة القراءات الشاذة: يجوز قراءة القراءات الشاذة في الصلاة وغير الصلاة، وقد ذهب إلى ذلك جمهور العلماء، واستدلوا بقول النبي صلى الله عليه وسلم: “ما اختلفت فيه أمتي فهو سُنّة”.

2- عدم جواز قراءة القراءات الشاذة في الصلاة: ذهب بعض العلماء إلى عدم جواز قراءة القراءات الشاذة في الصلاة، واستدلوا بقول النبي صلى الله عليه وسلم: “صلوا كما رأيتموني أصلي”.

3- جواز قراءة القراءات الشاذة في الصلاة بشرط: ذهب بعض العلماء إلى جواز قراءة القراءات الشاذة في الصلاة بشرط أن تكون موافقة للقواعد النحوية والصرفية، وأن لا تكون مخالفة لرسم المصحف.

فوائد القراءات الشاذة:

1- إثبات صحة القرآن الكريم: القراءات الشاذة دليل على صحة القرآن الكريم، لأنها تُثبت أن القرآن الكريم لم يتعرض للتحريف والتبديل، لأن القراءات الشاذة هي قراءات قديمة، وقد رويت عن الصحابة والتابعين، وقد وُجدت في المصاحف القديمة.

2- معرفة معاني القرآن الكريم: القراءات الشاذة تساعد على معرفة معاني القرآن الكريم، لأن بعض القراءات الشاذة قد تكون موافقة لقراءة أخرى، ولكنها تحمل معنى مختلفًا عن معنى القراءة المشهورة.

3- معرفة أسباب النزول: القراءات الشاذة تساعد على معرفة أسباب النزول، لأن بعض القراءات الشاذة قد تكون مخالفة للقراءة المشهورة، ولكنها موافقة لسبب النزول.

شروط قبول القراءات الشاذة:

1- أن تكون القراءة موافقة للقواعد النحوية والصرفية: يجب أن تكون القراءة الشاذة موافقة للقواعد النحوية والصرفية، لأن اللغة العربية هي لغة القرآن الكريم، والقراءة الشاذة التي تكون مخالفة للقواعد النحوية والصرفية هي قراءة باطلة.

2- أن لا تكون القراءة مخالفة لرسم المصحف: يجب أن لا تكون القراءة الشاذة مخالفة لرسم المصحف، لأن رسم المصحف هو رسم رسمه الصحابة رضي الله عنهم، والقراءة الشاذة التي تكون مخالفة لرسم المصحف هي قراءة باطلة.

3- أن تكون القراءة متواترة: يجب أن تكون القراءة الشاذة متواترة، لأن التواتر دليل على صحة القراءة، والقراءة الشاذة التي تكون غير متواترة هي قراءة شاذة مطلقة، ولا يجوز قراءتها في الصلاة.

الخاتمة:

القراءات الشاذة هي جزء من التراث الإسلامي، وهي تُمثل ثراءً لغويًا وتاريخيًا، وهي أيضًا دليل على صحة القرآن الكريم، وعلى أنه لم يتعرض للتحريف والتبديل.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *