بحث عن المجاز المرسل وعلاقاته

مقدمة:

المجاز المرسل هو أحد أنواع المجاز اللغوي وهو استعمال اللفظ في غير معناه الأصلي لعلاقة ما بينهما، ويشمل المجاز المرسل أنواعًا كثيرة، منها: التشبيه والاستعارة والكناية. وعلاقة بينهما تتميز مباشرة في الجملة التي تحتوي عليهم. ومن العلاقات المرسلة:

1. المجاز المرسل بالزيادة:

– يكون بالتعبير عما هو أكثر من المفهوم الأصلي للفظ أو المعنى المقصود به، مثل قولنا: “أكلت صحنًا من الأرز” حيث أن “الصحن” لا تؤكل بل الذي يؤكل هو الأرز.

– أو قولنا: “شربت كوبًا من الماء” حيث أن “الكوب” لا يُشرب بل الذي يُشرب هو الماء.

– أو قولنا: “قرأت كتابًا” حيث أن “الكتاب” لا يُقرأ بل الذي يُقرأ هو الكلمات الموجودة فيه.

2. المجاز المرسل بالنقص:

– يكون بالتعبير عما هو أقل من المفهوم الأصلي للفظ أو المعنى المقصود به، مثل قولنا: “رأيت وجهًا جميلاً” حيث أن “الوجه” لا يقصد به كل الرأس بل الجزء الأمامي منه فقط.

– أو قولنا: “سمعت صوتًا عذبًا” حيث أن “الصوت” لا يقصد به كل الأصوات بل الصوت الحسن فقط.

– أو قولنا: “شتمت رائحة طيبة” حيث أن “الرائحة” لا يقصد بها كل الروائح بل الرائحة الحسنة فقط.

3. المجاز المرسل بالعلاقة السببية:

– يكون باستخدام اللفظ الذي يدل على السبب في موضع اللفظ الذي يدل على المسبب، أو بالعكس، مثل قولنا: “أورثني أبي ثروة طائلة” حيث أن “الإرث” هو السبب في حصول الثروة، لذا استخدمنا لفظ “أورث” في موضع لفظ “أعطى”.

– أو قولنا: “أشعلت الشمس النار في الغابة” حيث أن “الشمس” هي سبب الحريق، لذا استخدمنا لفظ “أشعلت” في موضع لفظ “سببت”.

– أو قولنا: “صوت الرعد أرعب الأطفال” حيث أن “صوت الرعد” هو سبب الرعب، لذا استخدمنا لفظ “أرعب” في موضع لفظ “سبب”.

4. المجاز المرسل بالعلاقة المسببية:

– يكون باستخدام اللفظ الذي يدل على المسبب في موضع اللفظ الذي يدل على السبب، أو بالعكس، مثل قولنا: “شربت دواءً شافني من المرض” حيث أن “الشفاء” هو مسبب زوال المرض، لذا استخدمنا لفظ “شفاني” في موضع لفظ “أزال”.

– أو قولنا: “قُتل جندي في الحرب” حيث أن “الموت” هو مسبب زوال الجندي، لذا استخدمنا لفظ “قُتل” في موضع لفظ “مات”.

– أو قولنا: “تخرج الطالب من الجامعة” حيث أن “التخرج” هو مسبب زوال الطالب من الجامعة، لذا استخدمنا لفظ “تخرج” في موضع لفظ “غادر”.

5. المجاز المرسل بالعلاقة المحلية:

– يكون باستخدام اللفظ الذي يدل على المكان في موضع اللفظ الذي يدل على ما فيه، أو بالعكس، مثل قولنا: “دخلتُ الغرفة ونظرتُ إلى الطاولة” حيث أن “الغرفة” هي المكان الذي توجد فيه “الطاولة”، لذا استخدمنا لفظ “دخلت” في موضع لفظ “ذهبت”.

– أو قولنا: “صعدت الجبل ورأيت المنظر الخلاب” حيث أن “الجبل” هو المكان الذي يوجد عليه “المنظر الخلاب”، لذا استخدمنا لفظ “صعدت” في موضع لفظ “ذهبت”.

– أو قولنا: “نزلتُ إلى البحر وسبحتُ في الماء” حيث أن “البحر” هو المكان الذي يوجد فيه “الماء”، لذا استخدمنا لفظ “نزلت” في موضع لفظ “ذهبت”.

6. المجاز المرسل بالعلاقة الزمانية:

– يكون باستخدام اللفظ الذي يدل على الزمان في موضع اللفظ الذي يدل على ما فيه، أو بالعكس، مثل قولنا: “جاء الصباح واستيقظتُ من النوم” حيث أن “الصباح” هو الزمان الذي يحدث فيه “الاستيقاظ من النوم”، لذا استخدمنا لفظ “جاء” في موضع لفظ “حدث”.

– أو قولنا: “حان وقت الغداء وتناولنا الطعام” حيث أن “وقت الغداء” هو الزمان الذي يحدث فيه “تناول الطعام”، لذا استخدمنا لفظ “حان” في موضع لفظ “حدث”.

– أو قولنا: “مرت الأيام وتغيرت الأحوال” حيث أن “الأيام” هي الزمان الذي يحدث فيه “التغير”، لذا استخدمنا لفظ “مرت” في موضع لفظ “حدث”.

7. المجاز المرسل بالعلاقة الحالية:

– يكون باستخدام اللفظ الذي يدل على الحال في موضع اللفظ الذي يدل على ما هو عليه، أو بالعكس، مثل قولنا: “كان سعيدًا ومتفائلًا بالمستقبل” حيث أن “السعادة” هي الحال التي يكون عليها “المتفائل”، لذا استخدمنا لفظ “كان” في موضع لفظ “هو”.

– أو قولنا: “كان حزينًا ومتشائمًا بالمستقبل” حيث أن “الحزن” هو الحال التي يكون عليها “المتشائم”، لذا استخدمنا لفظ “كان” في موضع لفظ “هو”.

– أو قولنا: “كان غاضبًا ومتوترًا بسبب المشاكل” حيث أن “الغضب” هو الحال التي يكون عليها “المتوتر”، لذا استخدمنا لفظ “كان” في موضع لفظ “هو”.

خاتمة:

المجاز المرسل هو أحد أنواع المجاز اللغوي الذي يتميز باتساعه وكثرته في الاستخدام، وهو ضروري لإثراء اللغة العربية وإضفاء البلاغة عليها. ومن خلال أمثلة المجاز المرسل المذكورة نستنتج أن المجاز المرسل هو استعمال اللفظ في غير معناه الأصلي لعلاقة ما بينهما. وهذه العلاقات يمكن أن تكون علاقة سبب ومسبب، أو علاقة مكان وزمان، أو علاقة حال وغيرها.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *