بحث عن المدرسة التجريدية
مقدمة:
المدرسة التجريدية هي حركة فنية ظهرت في أوائل القرن العشرين، وهي تتميز بالابتعاد عن تصوير العالم الحقيقي والتركيز على العناصر المجردة مثل الأشكال والخطوط والألوان. ويُعتقد أن المدرسة التجريدية قد تأثرت بالحركات الفنية الحديثة الأخرى مثل التكعيبية والمستقبلية، وقد كان لها تأثير كبير على العديد من الحركات الفنية اللاحقة مثل فن البوب والفن المفاهيمي.
1. تاريخ المدرسة التجريدية:
بدأت المدرسة التجريدية في الظهور في أوائل القرن العشرين، وكان من أوائل الفنانين الذين تبنوا هذا الأسلوب الفنان الروسي فاسيلي كاندينسكي الذي يُعتبر رائد المدرسة التجريدية. وقد تأثر كاندينسكي بالفلسفة الروحية وعلم النفس، وكان يعتقد أن الفن يجب أن يكون تعبيرًا عن المشاعر الداخلية للفنان وليس مجرد تصويرًا للعالم الحقيقي.
وفي عشرينيات وثلاثينيات القرن العشرين، ظهرت مجموعة من الفنانين التجريديين في باريس، مثل بيت موندريان وجواكين توريس جارسيا وخوان غريس، والذين يُطلق عليهم أحيانًا اسم “مجموعة سييركل آند سكوير”، وقد تأثروا بالحركات الفنية الحديثة الأخرى مثل التكعيبية والمستقبلية، وكانوا مهتمين باستكشاف العلاقة بين الشكل واللون.
2. خصائص المدرسة التجريدية:
تتميز المدرسة التجريدية بعدد من الخصائص التي تميزها عن الحركات الفنية الأخرى، ومن أهم هذه الخصائص:
التركيز على العناصر المجردة مثل الأشكال والخطوط والألوان.
الابتعاد عن تصوير العالم الحقيقي.
استخدام الألوان الزاهية والأشكال الهندسية.
التأكيد على العلاقة بين الشكل واللون.
استخدام مواد غير تقليدية مثل الصحف والقمامة والقطع المعدنية.
3. أعلام المدرسة التجريدية:
هناك العديد من الفنانين الذين اشتهروا بفنهم التجريدي، ومن أبرز هؤلاء الفنانين:
فاسيلي كاندينسكي: يُعتبر كاندينسكي رائد المدرسة التجريدية، وقد كان أول من ابتكر لوحات تجريدية خالصة.
بيت موندريان: كان موندريان من أبرز الفنانين التجريديين الهولنديين، وقد اشتهر بلوحاته التي تتكون من أشكال هندسية أساسية مثل المربعات والمستطيلات.
جواكين توريس جارسيا: كان توريس جارسيا فنانًا أوروغوايانيًا، وقد تأثر كثيرًا بالثقافة الأمريكية الأصلية، وقد ابتكر لوحات تجريدية تتميز باستخدام الأشكال الهندسية والرموز.
خوان غريس: كان غريس فنانًا إسبانيًا، وقد اشتهر بلوحاته التجريدية التي تتكون من أشكال هندسية متداخلة.
4. تأثير المدرسة التجريدية:
كان للمدرسة التجريدية تأثير كبير على العديد من الحركات الفنية اللاحقة، ومن أهم هذه الحركات:
فن البوب: ظهر فن البوب في خمسينيات القرن العشرين، وقد تأثر كثيرًا بالمدرسة التجريدية، وقد استخدم فناني البوب صورًا وأيقونات من الثقافة الشعبية في لوحاتهم.
الفن المفاهيمي: ظهر الفن المفاهيمي في ستينيات القرن العشرين، وقد تأثر كثيرًا بالمدرسة التجريدية، وقد ركز فناني الفن المفاهيمي على الأفكار والمفاهيم بدلاً من الشكل واللون.
الفن التجريبي: ظهر الفن التجريبي في سبعينيات القرن العشرين، وقد تأثر كثيرًا بالمدرسة التجريدية، وقد استخدم فناني الفن التجريبي مواد غير تقليدية مثل الصحف والقمامة والقطع المعدنية في لوحاتهم.
5. المدرسة التجريدية في الوطن العربي:
ظهرت المدرسة التجريدية في الوطن العربي في أواخر الخمسينيات وأوائل الستينيات من القرن العشرين، وكان من أوائل الفنانين العرب الذين تبنوا هذا الأسلوب الفنان المصري حامد ندا الذي يُعتبر رائد المدرسة التجريدية في الوطن العربي. وقد تأثر ندا بالفنانين التجريديين الأوروبيين، وكان مهتمًا باستكشاف العلاقة بين الشكل واللون.
وفي الستينيات والسبعينيات من القرن العشرين، ظهرت مجموعة من الفنانين التجريديين العرب الآخرين، مثل الفنان العراقي جواد سليم والفنان اللبناني بول غيراغوسيان والفنان السعودي عبد الحليم رضوي. وقد كان هؤلاء الفنانون مهتمين باستكشاف الهوية العربية من خلال الفن التجريدي.
6. المدرسة التجريدية اليوم:
لا تزال المدرسة التجريدية موجودة حتى اليوم، ولا تزال تحظى بشعبية كبيرة لدى الفنانين والجمهور على حد سواء. وهناك العديد من الفنانين المعاصرين الذين يعملون بأسلوب المدرسة التجريدية، ومن أبرز هؤلاء الفنانين:
شون سكولي: فنان أمريكي، يُشتهر بلوحاته التجريدية الكبيرة التي تتكون من أشكال هندسية متداخلة.
بارنيت نيومان: فنان أمريكي، يُشتهر بلوحاته التجريدية العمودية التي تتكون من خطوط ملونة.
مارك روثكو: فنان أمريكي، يُشتهر بلوحاته التجريدية الملونة التي تتكون من مستطيلات متداخلة.
7. خاتمة:
يعتبر الفن التجريدي شكلاً من أشكال الفن الحديث والمعاصر الذي يتميز بالتعبير عن الأفكار والمشاعر من خلال استخدام الأشكال والخطوط والألوان المجردة. وقد ظهر الفن التجريدي في أوائل القرن العشرين، وكان من أوائل الفنانين الذين تبنوا هذا الأسلوب الفنان الروسي فاسيلي كاندينسكي الذي يُعتبر رائد المدرسة التجريدية. وقد أصبح الفن التجريدي اليوم أحد أكثر أشكال الفن شيوعًا وشعبية لدى الفنانين والجمهور على حد سواء.