بحث عن النفس البشرية في القرآن الكريم

بحث عن النفس البشرية في القرآن الكريم

مقدمة:

النفس البشرية هي تلك الروح التي تسكن الجسد، والتي تعطي للإنسان حياته وقوته وإحساسه، وهي التي تميزه عن باقي المخلوقات، وهي التي تحاسب على أعمالها في الآخرة. وقد اهتم القرآن الكريم بالنفس البشرية اهتمامًا كبيرًا، فقد تحدث عنها في العديد من آياته في مواضع مختلفة، وقد وصفها بصفات مختلفة، وذكر صفاتها، وذكر أحوالها، وذكر ما يحصل لها بعد الموت، وذكر ما يجب على الإنسان أن يفعل تجاه نفسه.

المتن:

أولاً: حقيقة النفس البشرية:

1. لم يحدد القرآن الكريم حقيقة النفس البشرية بشكل واضح، ولكنه وصفها بأنها شيء خفي لا يعلمه إلا الله، وأنها شيء لطيف لا يرى بالعين المجردة، وأنها شيء عزيز يجب الحفاظ عليها.

2. وقد وردت في القرآن الكريم آيات كثيرة تشير إلى أن النفس البشرية هي شيء لطيف، قال تعالى: “وَنَفَخَ فِيهِ مِن رُّوحِهِ” [الحجر: 29]، وقال تعالى: “وَإِذَا سُئِلُوا مَنْ خَلَقَهُمْ قَالُوا اللَّهُ أَفَأَنَّى يُؤْفَكُونَ” [الزخرف: 87].

3. ووردت في القرآن الكريم آيات كثيرة تشير إلى أن النفس البشرية هي شيء عزيز يجب الحفاظ عليها، قال تعالى: “وَلَا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا” [النساء: 29]، وقال تعالى: “وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا” [النساء: 93].

ثانيًا: صفات النفس البشرية:

1. وصف القرآن الكريم النفس البشرية بأنها شيء ضعيف يحتاج إلى رعاية وعناية، قال تعالى: “يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ وَاخْشَوْا يَوْمًا لَّا يَجْزِي وَالِدٌ عَنْ وَلَدِهِ وَلَا مَوْلُودٌ هُوَ جَازٍ عَنْ وَالِدِهِ شَيْئًا إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ فَلَا تَغُرَّنَّكُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَلَا يَغُرَّنَّكُم بِاللَّهِ الْغَرُورُ” [لقمان: 33]، وقال تعالى: “وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُم بِبَعْضٍ لَفَسَدَتِ الْأَرْضُ وَلَكِنَّ اللَّهَ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْعَالَمِينَ” [البقرة: 251].

2. ووصف القرآن الكريم النفس البشرية بأنها شيء متقلب لا يستقر على حال، قال تعالى: “إِنَّ الْإِنْسَانَ خُلِقَ هَلُوعًا إِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعًا وَإِذَا مَسَّهُ الْخَيْرُ مَنُوعًا” [المعارج: 19-21]، وقال تعالى: “وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى وَمَا هُم بِسُكَارَى وَلَكِنَّ اللَّهَ يُضِلُّ بِهِ مَن يَشَاء وَيَهْدِي مَن يَشَاء” [الحج: 2].

3. ووصف القرآن الكريم النفس البشرية بأنها شيء نزوع إلى الشر، قال تعالى: “وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا” [الشمس: 7-8]، وقال تعالى: “إِنَّ النَّفْسَ لَأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلَّا مَا رَحِمَ رَبِّي إِنَّ رَبِّي غَفُورٌ رَّحِيمٌ” [يوسف: 53].

ثالثًا: أحوال النفس البشرية:

1. تحدث القرآن الكريم عن حالات نفسية مختلفة تصيب النفس البشرية، مثل حالة الخوف، قال تعالى: “وَأَلْقَى عَلَيْكَ الْمَحَبَّةَ مِنِّي وَلِتُصْنَعَ عَلَى عَيْنِي إِذْ تُمْشِي الصَّبِيَّةَ إِلَى أَهْلِكَ وَلَا تَخَفْ وَلا تَحْزَنْ وَأَبْشِرْ بِغُلَامٍ عَلِيمٍ” [طه: 39]، وقال تعالى: “قَالَ لَا تَخَفْ إِنَّكَ آمِنٌ” [النمل: 10].

2. وتحدث القرآن الكريم عن حالات نفسية مختلفة تصيب النفس البشرية، مثل حالة الحزن، قال تعالى: “وَمَا أَصَابَكُم مِّن مُّصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَن كَثِيرٍ” [الشورى: 30]، وقال تعالى: “وَلَا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَلَا تَكُ فِي ضَيْقٍ مِّمَّا يَمْكُرُونَ” [النحل: 127].

3. وتحدث القرآن الكريم عن حالات نفسية مختلفة تصيب النفس البشرية، مثل حالة القلق، قال تعالى: “وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا” [الطلاق: 2-3]، وقال تعالى: “وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُم مِّنَ السَّمَاء مَاء فَأَنْشَأْنَا بِهِ جَنَّاتٍ ذَاتَ أَحْفَانٍ وَمِنَ النَّخْلِ مِن طَلْعِهِ قِنْوَانٌ دَانِيَةٌ وَجَنَّاتٍ مِّنْ أَعْنَابٍ وَالزَّيْتُونَ وَالرُّمَّانَ مُشْتَبِهًا وَغَيْرَ مُتَشَابِهٍ انظُرُوا إِلَى ثَمَرَاتِهِ إِذَا أَثْمَرَ وَيَنْعِهِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ” [الأنعام: 99].

رابعًا: النفس البشرية بعد الموت:

1. ذكر القرآن الكريم أن النفس البشرية لا تموت بموت الجسد، بل إنها تبقى حية بعد الموت، قال تعالى: “وَمَا كَانَ لِنَفْسٍ أَن تَمُوتَ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ كِتَابًا مُؤَجَّلًا” [آل عمران: 145]، وقال تعالى: “اللَّهُ

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *