مقدمة:
الوَسْوَاسُ القَهْرِيُّ اضطراب نفسي نوع معين من الاضطرابات القلقية، يسبب أفكارًا وسلوكيات متكررة وغير مرغوب فيها، تكون لا يمكن التحكم فيها وتسبب ضائقة أو ضعفًا في الأداء، وغالبًا ما يدرك الشخص المصاب بالوسواس القهري أن أفكاره وسلوكياته لا معنى لها أو مبالغًا فيها، ولكنه غير قادر على تجاهلها أو إيقافها.
أسباب الوسواس القهري:
السبب الدقيق للوسواس القهري غير معروف، ولكن يُعتقد أنه ناتج عن مجموعة من العوامل، بما في ذلك:
1. العوامل الوراثية: يُعتقد أن للوراثة دور في الإصابة بالوسواس القهري، حيث إن الأشخاص الذين لديهم أقارب من الدرجة الأولى مصابون بالوسواس القهري يكونون أكثر عرضة للإصابة به.
2. العوامل العصبية: قد يلعب الخلل في وظيفة بعض الدوائر العصبية في الدماغ، بما في ذلك تلك التي تنظم السيروتونين والدوبامين، دورًا في الإصابة بالوسواس القهري.
3. العوامل البيئية: قد تؤدي بعض الأحداث المجهدة أو الصادمة، مثل الاعتداء أو الإهمال أو المرض الشديد، إلى الإصابة بالوسواس القهري.
أعراض الوسواس القهري:
تتنوع أعراض الوسواس القهري ويمكن أن تختلف من شخص لآخر، وتشمل:
1. الأفكار الوسواسية: وهي أفكار أو صور أو دوافع متكررة وغير مرغوب فيها، وقد تكون هذه الأفكار حول العدوى أو التلوث أو الضرر أو العنف أو الجنس أو الدين.
2. السلوكيات القهرية: وهي سلوكيات متكررة يقوم بها الشخص المصاب بالوسواس القهري لتخفيف القلق الناجم عن الأفكار الوسواسية، وقد تشمل هذه السلوكيات غسل اليدين بشكل متكرر أو الفحص المتكرر للأشياء أو العد بشكل متكرر أو ترتيب الأشياء بطريقة معينة.
3. أعراض جسدية: قد يعاني الأشخاص المصابون بالوسواس القهري من أعراض جسدية مثل التعب والألم والإسهال والإمساك والصداع.
أنواع الوسواس القهري:
هناك العديد من أنواع الوسواس القهري، ومن أكثرها شيوعًا:
1. غسل اليدين بشكل متكرر: وهي أكثر أنواع الوسواس القهري شيوعًا، ويسبب الرغبة الشديدة في غسل اليدين بشكل متكرر، حتى عندما لا تكون متسخة.
2. الخوف من التلوث: وهي الخوف من الإصابة بالمرض أو العدوى من خلال ملامسة الأشياء أو الأشخاص الملوثين.
3. الخوف من الضرر: وهو الخوف من أنك ستؤذي نفسك أو الآخرين.
4. الخوف من الموت: وهو الخوف من الموت أو المرض أو الإصابة بشكل عام.
5. الخوف من فقدان السيطرة: وهو الخوف من فقدان السيطرة على أفكارك أو سلوكياتك أو مشاعرك.
6. الخوف من الأفكار الجنسية: وهو الخوف من وجود أفكار جنسية غير مرغوب فيها أو فعل شيء جنسي خاطئ.
7. الخوف من الأفكار الدينية: وهو الخوف من أنك ستفعل شيئًا خاطئًا من الناحية الدينية أو أنك ستُعاقب من قبل الله.
تشخيص الوسواس القهري:
يتم تشخيص الوسواس القهري من خلال تقييم الأعراض وتاريخ المريض، وسيقوم الطبيب النفسي بإجراء مقابلة شاملة مع المريض وسيطلب منه وصف أفكاره وسلوكياته ومشاعره، وقد يطلب أيضًا إجراء اختبارات نفسية أو بدنية لاستبعاد الأسباب الأخرى للأعراض.
علاج الوسواس القهري:
يعتمد علاج الوسواس القهري على شدة الأعراض ونوعها، وقد يشمل العلاج:
1. العلاج النفسي: وهو النوع الرئيسي من العلاج للوسواس القهري، ويشمل العلاج النفسي المعرفي السلوكي والعلاج السلوكي الجدلي والعلاج النفسي التحليلي.
2. الأدوية: قد يتم وصف الأدوية المضادة للاكتئاب أو الأدوية المضادة للذهان للمساعدة في تخفيف أعراض الوسواس القهري، ويوصف فلوكستين، وهو أحد الأدوية المضادة للاكتئاب التي تستهدف السيروتونين، لعلاج الوسواس القهري بشكل شائع.
3. تقنيات الاسترخاء: قد تساعد تقنيات الاسترخاء، مثل اليوغا أو التأمل أو تمارين التنفس العميق، في تقليل التوتر والقلق المرتبط بالوسواس القهري.
الوقاية من الوسواس القهري:
لا توجد طريقة مؤكدة للوقاية من الوسواس القهري، ولكن قد تساعد بعض الخطوات في تقليل خطر الإصابة به، مثل:
1. تجنب المواقف التي تسبب القلق أو التوتر.
2. ممارسة تقنيات الاسترخاء بانتظام.
3. الحصول على قسط كافٍ من النوم.
4. اتباع نظام غذائي صحي.
5. ممارسة الرياضة بانتظام.
6. تجنب الكافيين والكحول والمخدرات.
7. طلب المساعدة من طبيب نفسي أو معالج نفسي إذا كنت تعاني من أعراض الوسواس القهري.
الخاتمة:
الوسواس القهري هو اضطراب نفسي يمكن أن يكون له تأثير كبير على حياة الشخص المصاب به، ولكن يمكن علاجه بنجاح من خلال العلاج النفسي والأدوية وتقنيات الاسترخاء، وإذا كنت تعاني من أعراض الوسواس القهري، فلا تتردد في طلب المساعدة من طبيب نفسي أو معالج نفسي.