سورة الحجرات: الحوار والاحترام في الإسلام
مقدمة
سورة الحجرات هي سورة مدنية، نزلت بعد هجرة الرسول صلى الله عليه وسلم إلى المدينة المنورة، وتتكون من 18 آية. تدعو السورة إلى الحوار والاحترام في الإسلام، وتُعالج بعض المسائل الاجتماعية والثقافية التي كانت تحدث في المجتمع المسلم في ذلك الوقت.
أولاً: الآداب العامة في الإسلام
تدعو سورة الحجرات إلى التحلي بالآداب العامة في الإسلام، ومنها:
عدم التحدث بصوت عالٍ عند التحدث مع النبي صلى الله عليه وسلم:
يقول الله تعالى: “يا أيها الذين آمنوا لا ترفعوا أصواتكم فوق صوت النبي ولا تجهروا له بالقول كجهر بعضكم لبعض أن تحبط أعمالكم وأنتم لا تشعرون” (الحجرات: 2).
عدم مقاطعة النبي صلى الله عليه وسلم:
يقول الله تعالى: “وإذا خاطبهم الرسول قالوا سمعنا وأطعنا ثم تولوا وهم معرضون” (الحجرات: 4).
عدم الاستهزاء بالمسلمين وعدم التنابز بالألقاب:
يقول الله تعالى: “يا أيها الذين آمنوا لا يسخر قوم من قوم عسى أن يكونوا خيراً منهم ولا نساء من نساء عسى أن يكن خيراً منهن ولا تلمزوا أنفسكم ولا تنابزوا بالألقاب بئس الاسم الفسوق بعد الإيمان ومن لم يتب فأولئك هم الظالمون” (الحجرات: 11).
ثانياً: الأخوة والوحدة في الإسلام
تدعو سورة الحجرات إلى الأخوة والوحدة في الإسلام، ومنها:
بناء الأخوة على التقوى والإيمان:
يقول الله تعالى: “إنما المؤمنون إخوة فأصلحوا بين أخويكم واتقوا الله لعلكم ترحمون” (الحجرات: 10).
عدم التفرقة بين المؤمنين:
يقول الله تعالى: “يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم إن الله عليم خبير” (الحجرات: 13).
عدم التنافس في الدنيا:
يقول الله تعالى: “يا أيها الذين آمنوا لا تتبعوا خطوات الشيطان ومن يتبع خطوات الشيطان فإنه يأمر بالفحشاء والمنكر ولولا فضل الله عليكم ورحمته ما زكى منكم من أحد أبداً ولكن الله يزكي من يشاء والله سميع عليم” (الحجرات: 18).
ثالثاً: الحوار في الإسلام
تدعو سورة الحجرات إلى الحوار في الإسلام، ومنها:
وجوب الاستماع إلى الرأي الآخر:
يقول الله تعالى: “وإذا جاءهم أمر من الأمن أو الخوف أذاعوا به ولو ردوه إلى الرسول وإلى أولي الأمر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم ولولا فضل الله عليكم ورحمته لاتبعتم الشيطان إلا قليلاً” (الحجرات: 6).
الحوار بالتي هي أحسن:
يقول الله تعالى: “ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن إن ربك هو أعلم بمن ضل عن سبيله وهو أعلم بالمهتدين” (الحجرات: 17).
عدم الجدال في المسائل الدينية:
يقول الله تعالى: “ولا تجادلوا أهل الكتاب إلا بالتي هي أحسن إلا الذين ظلموا منهم وقولوا آمنا بالذي أنزل إلينا وأنزل إليكم وإلهنا وإلهكم واحد ونحن له مسلمون” (الحجرات: 46).
رابعاً: ظن الخير في الآخرين
تدعو سورة الحجرات إلى ظن الخير في الآخرين، ومنها:
وجوب تجنب الظن السوء:
يقول الله تعالى: “يا أيها الذين آمنوا اجتنبوا كثيراً من الظن إن بعض الظن إثم ولا تجسسوا ولا يغتب بعضكم بعضاً أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتاً فكرهتموه واتقوا الله إن الله تواب رحيم” (الحجرات: 12).
وجوب تجنب الغيبة والنميمة:
يقول الله تعالى: “ولا يغتب بعضكم بعضاً أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتاً فكرهتموه واتقوا الله إن الله تواب رحيم” (الحجرات: 12).
وجوب تجنب التجسس:
يقول الله تعالى: “ولا تجسسوا ولا يغتب بعضكم بعضاً أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتاً فكرهتموه واتقوا الله إن الله تواب رحيم” (الحجرات: 12).
خامساً: الصفح والعفو
تدعو سورة الحجرات إلى الصفح والعفو، ومنها:
الصفح عن المسيئين:
يقول الله تعالى: “والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين” (آل عمران: 134).
الترفع عن الانتقام:
يقول الله تعالى: “وإن عاقبتم فعاقبوا بمثل ما عوقبتم به ولئن صبرتم لهو خير للصابرين” (النحل: 126).
الاستجابة لدعوة الصلح:
يقول الله تعالى: “وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما فإن بغت إحداهما على الأخرى فقاتلوا التي تبغي حتى تفيء إلى أمر الله فإن فاءت فأصلحوا بينهما بالعدل وأقسطوا إن الله يحب المقسطين” (الحجرات: 9).
سادساً: تبيين أحكام الإسلام للناس
تدعو سورة الحجرات إلى تبيين أحكام الإسلام للناس، ومنها:
وجوب تبليغ الرسالة:
يقول الله تعالى: “يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس إن الله لا يهدي القوم الكافرين” (المائدة: 67).
وجوب الدعوة إلى الإسلام:
يقول الله تعالى: “ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن إن ربك هو أعلم بمن ضل عن سبيله وهو أعلم بالمهتدين” (النحل: 125).
وجوب إقامة الحجة على الكافرين:
يقول الله تعالى: “جادلهم بالتي هي أحسن إن الذين كفروا يعلمون أنهم كاذبون” (النحل: 120).
سابعاً: احترام الديانات الأخرى
تدعو سورة الحجرات إلى احترام الديانات الأخرى، ومنها: