مقدمة: مستويات القياس في البحث العلمي
يُعد القياس أحد أهم الأدوات المستخدمة في البحث العلمي، فهو يوفر بيانات دقيقة وموضوعية يمكن استخدامها في التحليل والاختبار. وتنقسم مستويات القياس إلى أربعة أنواع رئيسية:
1. المستوى الاسمي: في هذا المستوى، يتم تصنيف المتغيرات إلى فئات مختلفة، ولكن لا يوجد أي ترتيب أو علاقة بين هذه الفئات. على سبيل المثال، يمكن تصنيف الأفراد حسب جنسيتهم إلى ذكر وأنثى، أو حسب ديانتهم إلى مسلم ومسيحي ويهودي، أو حسب مستواهم التعليمي إلى جامعي وغير جامعي.
2. المستوى الترتيبي: في هذا المستوى، يتم ترتيب المتغيرات حسب درجة امتلاكها لخاصية معينة، ولكن لا يمكن تحديد الفرق بين الدرجات المختلفة. على سبيل المثال، يمكن ترتيب المتسابقين في سباق حسب سرعتهم، ولكن لا يمكن تحديد الفرق بين سرعة المتسابق الأول والثاني، أو الثاني والثالث.
3. المستوى الفتري: في هذا المستوى، يتم ترتيب المتغيرات حسب درجة امتلاكها لخاصية معينة، كما يمكن تحديد الفرق بين الدرجات المختلفة. على سبيل المثال، يمكن ترتيب درجات الطلاب في الامتحان حسب درجاتهم، ويمكن تحديد الفرق بين درجة الطالب الأول والثاني، أو الثاني والثالث.
4. المستوى النسبي: في هذا المستوى، يتم ترتيب المتغيرات حسب درجة امتلاكها لخاصية معينة، كما يمكن تحديد الفرق بين الدرجات المختلفة، بالإضافة إلى وجود نقطة الصفر المطلقة. على سبيل المثال، يمكن ترتيب درجات الحرارة حسب قيمتها، ويمكن تحديد الفرق بين درجة حرارة 20 درجة مئوية ودرجة حرارة 30 درجة مئوية، بالإضافة إلى وجود نقطة الصفر المطلقة التي تمثل عدم وجود أي حرارة.
أهمية مستويات القياس في البحث العلمي:
1. اختيار الأساليب الإحصائية المناسبة: يعتمد اختيار الأساليب الإحصائية المناسبة لتحليل البيانات على مستوى القياس المستخدم. على سبيل المثال، لا يمكن استخدام اختبارات المتوسط الحسابي مع بيانات ذات مستوى قياس اسمي أو ترتيبي.
2. تفسير النتائج بشكل صحيح: يعتمد تفسير نتائج الدراسة بشكل صحيح على فهم مستوى القياس المستخدم. على سبيل المثال، لا يمكن القول إن هناك فرقًا معنويًا بين متوسط درجات المجموعتين إذا كانت البيانات ذات مستوى قياس ترتيبي.
3. تعميم النتائج بشكل دقيق: يعتمد تعميم نتائج الدراسة بشكل دقيق على مستوى القياس المستخدم. على سبيل المثال، لا يمكن تعميم نتائج دراسة أجريت على عينة صغيرة من الطلاب على جميع الطلاب في المدرسة إذا كانت البيانات ذات مستوى قياس اسمي أو ترتيبي.
أنواع مستويات القياس:
1. المستوى الاسمي:
• يعتمد المستوى الاسمي على تصنيف المتغيرات إلى فئات مختلفة، دون ترتيب أو علاقة بين هذه الفئات.
• لا يمكن إجراء عمليات حسابية على البيانات ذات المستوى الاسمي، مثل الجمع والطرح والضرب والقسمة.
• تستخدم البيانات ذات المستوى الاسمي في الإحصاء الوصفي، مثل توزيع المتغيرات في العينة.
2. المستوى الترتيبي:
• يعتمد المستوى الترتيبي على ترتيب المتغيرات حسب درجة امتلاكها لخاصية معينة، دون تحديد الفرق بين الدرجات المختلفة.
• يمكن إجراء عمليات حسابية بسيطة على البيانات ذات المستوى الترتيبي، مثل حساب المتوسط والوسيط والمنوال.
• تستخدم البيانات ذات المستوى الترتيبي في الإحصاء الوصفي والاستدلالي، مثل مقارنة متوسطات درجات مجموعتين أو اختبار ارتباط متغيرين.
3. المستوى الفتري:
• يعتمد المستوى الفتري على ترتيب المتغيرات حسب درجة امتلاكها لخاصية معينة، مع تحديد الفرق بين الدرجات المختلفة.
• يمكن إجراء جميع العمليات الحسابية على البيانات ذات المستوى الفتري، بما في ذلك الجمع والطرح والضرب والقسمة.
• تستخدم البيانات ذات المستوى الفتري في الإحصاء الوصفي والاستدلالي، مثل تحليل التباين والارتباط والانحدار.
4. المستوى النسبي:
• يعتمد المستوى النسبي على ترتيب المتغيرات حسب درجة امتلاكها لخاصية معينة، مع تحديد الفرق بين الدرجات المختلفة، بالإضافة إلى وجود نقطة الصفر المطلقة.
• يمكن إجراء جميع العمليات الحسابية على البيانات ذات المستوى النسبي، بما في ذلك الجمع والطرح والضرب والقسمة.
• تستخدم البيانات ذات المستوى النسبي في الإحصاء الوصفي والاستدلالي، مثل تحليل التباين والارتباط والانحدار.
العوامل المؤثرة في اختيار مستوى القياس:
1. طبيعة المتغير محل القياس: يعتمد اختيار مستوى القياس على طبيعة المتغير محل القياس. فبعض المتغيرات، مثل الجنس والديانة، ذات طبيعة اسمية، بينما بعض المتغيرات الأخرى، مثل العمر والدرجات الأكاديمية، ذات طبيعة ترتيبية أو فترية.
2. الغرض من الدراسة: يعتمد اختيار مستوى القياس أيضًا على الغرض من الدراسة. فإذا كان الغرض من الدراسة هو تصنيف المتغيرات، فإن مستوى القياس المناسب هو المستوى الاسمي. أما إذا كان الغرض من الدراسة هو تحديد الفرق بين المتغيرات، فإن مستوى القياس المناسب هو المستوى الترتيبي أو الفتري.
3. الأدوات المستخدمة في القياس: يعتمد اختيار مستوى القياس أيضًا على الأدوات المستخدمة في القياس. فبعض الأدوات، مثل الاستبيانات، يمكن استخدامها لقياس المتغيرات ذات المستوى الاسمي أو الترتيبي. أما بعض الأدوات الأخرى، مثل الاختبارات، يمكن استخدامها لقياس المتغيرات ذات المستوى الفتري أو النسبي.
الخاتمة:
يُعد القياس أحد أهم الأدوات المستخدمة في البحث العلمي، فهو يوفر بيانات دقيقة وموضوعية يمكن استخدامها في التحليل والاختبار. وتنقسم مستويات القياس إلى أربعة أنواع رئيسية: المستوى الاسمي، والمستوى الترتيبي، والمستوى الفتري، والمستوى النسبي. ويعتمد اختيار مستوى القياس المناسب على طبيعة المتغير محل القياس، والغرض من الدراسة، والأدوات المستخدمة في القياس.