بحث عن مكتبه الاسكندريه

بحث عن مكتبه الاسكندريه

مكتبة الإسكندرية: منارة العلم والمعرفة عبر العصور

المقدمة:

كانت مكتبة الإسكندرية منارة العلم والمعرفة في العالم القديم، حيث ضمت بين جدرانها كمية هائلة من الكتب والوثائق التي لا تقدر بثمن، والتي لعبت دورًا محوريًا في نقل المعرفة والحضارة من جيل إلى آخر. في هذا البحث، سوف نستكشف تاريخ مكتبة الإسكندرية، ومحتوياتها، وأهميتها الثقافية والعلمية، بالإضافة إلى الأسباب التي أدت إلى تدميرها، والجهود المبذولة لإحيائها.

أولاً: تاريخ مكتبة الإسكندرية:

تأسست مكتبة الإسكندرية في القرن الثالث قبل الميلاد، بأمر من الإسكندر الأكبر، وكان الغرض منها جمع الكتب والوثائق من جميع أنحاء العالم، وترجمتها إلى اللغة اليونانية، لتصبح مركزًا ثقافيًا وعلميًا عالميًا. تولى إدارة المكتبة العديد من العلماء البارزين، مثل ديمتريوس الفاليري، وإراتوستينس القيرواني، وكاليماتشوس القوريني، الذين أسهموا في تطوير نظام تصنيف الكتب، وإنشاء فهرس للمحتويات.

ثانيًا: محتويات مكتبة الإسكندرية:

ضمت مكتبة الإسكندرية مجموعة واسعة من الكتب والوثائق، شملت مجالات مختلفة، مثل الفلسفة، والشعر، والرياضيات، والهندسة، والطب، والجغرافيا، والتاريخ، والدين، والقانون. كان من بين أشهر الكتب التي احتوتها المكتبة: إلياذة وأوديسة هوميروس، ومسرحيات سوفوكليس ويوربيدس، وقصائد هسيود وبيندار، وكتابات أفلاطون وأرسطو، ورسائل ديموستينس، ومدونات هيرودوت وثوسيديدس، وغيرها الكثير.

ثالثًا: أهمية مكتبة الإسكندرية الثقافية والعلمية:

كانت مكتبة الإسكندرية مركزًا ثقافيًا وعلميًا عالميًا، حيث اجتذبت العلماء والفلاسفة والشعراء من جميع أنحاء العالم. ساهمت المكتبة في الحفاظ على التراث الفكري للعالم القديم، ونقله إلى الأجيال اللاحقة. كما كانت المكتبة مركزًا للبحث العلمي والتطوير، حيث أجرى العلماء العديد من التجارب والاكتشافات المهمة في مختلف المجالات.

رابعًا: أسباب تدمير مكتبة الإسكندرية:

هناك العديد من الأسباب التي أدت إلى تدمير مكتبة الإسكندرية، ومن أبرزها:

1- الغزو الروماني للإسكندرية عام 47 قبل الميلاد، مما أدى إلى إحراق جزء كبير من المكتبة.

2- الحريق الذي شب في المكتبة عام 270 بعد الميلاد، بسبب الإهمال أو التخريب المتعمد.

3- الفتح الإسلامي لمصر عام 640 بعد الميلاد، حيث تباينت الروايات حول مصير المكتبة في هذا الوقت، فهناك من يقول إنها دُمرت عمداً، وهناك من يقول إنها أهملت وتداعت بمرور الزمن.

خامسًا: الجهود المبذولة لإحياء مكتبة الإسكندرية:

في عام 1995، بدأت الجهود لإحياء مكتبة الإسكندرية تحت اسم “مكتبة الإسكندرية الجديدة”، والتي تم افتتاحها رسميًا في عام 2002. تهدف المكتبة الجديدة إلى استعادة دور المكتبة القديمة كمركز ثقافي وعلمي عالمي، من خلال تجميع الكتب والوثائق، وإنشاء مركز للبحث العلمي والتطوير، وإقامة المؤتمرات والندوات الثقافية والعلمية.

سادسًا: مكتبة الإسكندرية الجديدة:

تقع مكتبة الإسكندرية الجديدة على ساحل البحر الأبيض المتوسط، في مدينة الإسكندرية، وتبلغ مساحتها 11 هكتارًا. تحتوي المكتبة على مجموعة كبيرة من الكتب والوثائق، والتي تغطي مختلف مجالات المعرفة، بالإضافة إلى متحف ومركز للمؤتمرات وقاعات للمحاضرات ومعاهد للبحوث العلمية.

سابعًا: الخاتمة:

كانت مكتبة الإسكندرية منارة العلم والمعرفة في العالم القديم، حيث ضمت بين جدرانها كمية هائلة من الكتب والوثائق التي لا تقدر بثمن، والتي لعبت دورًا محوريًا في نقل المعرفة والحضارة من جيل إلى آخر. على الرغم من تدمير المكتبة القديمة، إلا أن الجهود المبذولة لإحياء مكتبة الإسكندرية الجديدة تسعى إلى استعادة دور المكتبة القديمة كمركز ثقافي وعلمي عالمي.

أضف تعليق