مقدمة
محمد صلى الله عليه وسلم، خاتم النبيين والمرسلين، أرسله الله تعالى إلى البشرى كافة رحمة للعالمين. وقد ولد رسول الله صلى الله عليه وسلم في مكة المكرمة عام الفيل، ليلة الاثنين الثاني عشر من شهر ربيع الأول، الموافق 20 أبريل عام 571 ميلاديًا. ونشأ الرسول صلى الله عليه وسلم في بيئة قاسية ومليئة بالصعوبات والتحديات، لكنه تمكن من التغلب عليها جميعًا بفضل قوة إيمانه وعزيمته وإصراره.
نسبه الشريف
ولد الرسول صلى الله عليه وسلم في قبيلة قريش، إحدى أشهر القبائل العربية في مكة المكرمة. وكان والده عبد الله بن عبد المطلب، من أشراف قريش وأكابرهم. وتوفي عبد الله قبل ولادة ابنه محمد صلى الله عليه وسلم، فتولت أمه السيدة آمنة بنت وهب تربيته ورعايته.
طفولته صلى الله عليه وسلم
نشأ الرسول صلى الله عليه وسلم في كنف أمه آمنة بنت وهب وجده عبد المطلب، الذي تولى رعايته بعد وفاة أمه حين بلغ من العمر ستة أعوام. وكان الرسول صلى الله عليه وسلم يتميز منذ صغره بعقله الراجح وحسن خلقه وصدق حديثه. وقد عمل في شبابه راعيًا للغنم، ثم اشتغل بالتجارة، وسافر إلى الشام وغيرها من البلدان.
بعثته صلى الله عليه وسلم
في سن الأربعين، نزل الوحي على الرسول صلى الله عليه وسلم لأول مرة في غار حراء، بواسطة جبريل الأمين. وأمره الله تعالى بتبليغ رسالته إلى الناس، فبدأ الرسول صلى الله عليه وسلم بالدعوة إلى الإسلام سرًا، ثم أعلن دعوته جهارًا بعد ثلاث سنوات. وقد لاقى الرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه الكثير من الأذى والاضطهاد من قريش، فهاجروا إلى المدينة المنورة، حيث أسسوا دولة إسلامية.
زواجه صلى الله عليه وسلم
تزوج الرسول صلى الله عليه وسلم من السيدة خديجة بنت خويلد، رضي الله عنها، وكانت أول من أسلم من النساء. وقد أنجب منها ستة أطفال، هم: القاسم، وزينب، ورقية، وأم كلثوم، وفاطمة، وعبد الله. كما تزوج الرسول صلى الله عليه وسلم من عدد آخر من النساء، رضي الله عنهن، وذلك بعد وفاة السيدة خديجة رضي الله عنها.
دولته صلى الله عليه وسلم
بعد هجرة الرسول صلى الله عليه وسلم إلى المدينة المنورة، أسس دولة إسلامية، وحكمها لمدة عشر سنوات. وخلال هذه الفترة، نشر الرسول صلى الله عليه وسلم الإسلام في جميع أنحاء الجزيرة العربية، وفتح مكة المكرمة عام 8 هـ، ودخلها فاتحًا. كما أرسل الرسول صلى الله عليه وسلم الجيوش الإسلامية إلى خارج الجزيرة العربية، ففتحت بلاد الشام والعراق ومصر وفارس وغيرها.
وفاته صلى الله عليه وسلم
توفي الرسول صلى الله عليه وسلم في المدينة المنورة عام 11 هـ، الموافق 8 يونيو عام 632 ميلاديًا، عن عمر يناهز 63 عامًا. ودفن في مسجده الشريف بالمدينة المنورة. وبعد وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم، تولى أبو بكر الصديق الخلافة، ثم عمر بن الخطاب، ثم عثمان بن عفان، ثم علي بن أبي طالب، رضي الله عنهم أجمعين.
الخاتمة
كان الرسول صلى الله عليه وسلم خير قدوة للبشرية، وقد ترك وراءه إرثًا عظيمًا من التعاليم الإسلامية السمحاء. وقد آمن به المسلمون في جميع أنحاء العالم، وتبعوا سنته في أقواله وأفعاله. ولا يزال الرسول صلى الله عليه وسلم يحظى بمكانة عظيمة في قلوب المسلمين، وهو قدوتهم ونموذجهم الأعلى.