بر الوالدين
الوالدان هما أسمى شيء في حياة الإنسان، وهما النعمتان العظيمتان التي أنعم الله بهما علينا، وهما من أمرنا الله -تعالى- بعبادتهما وطاعتهما، وقد أوصى الله -سبحانه- عباده ببر الوالدين، ونهى عن عقوقهما، وجعل برهما من أعظم الأعمال الصالحة التي تقرب العبد إلى ربه.
فضائل بر الوالدين
لبر الوالدين فضائل كثيرة عظيمة، منها:
رضا الله -تعالى-: إن بر الوالدين من أعظم الأعمال التي يرضى عنها الله -تعالى-، وقد قال -سبحانه- في كتابه الكريم: {وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا}.
دخول الجنة: إن بر الوالدين من أسباب دخول الجنة، وقد قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: “بر الوالدين من أسباب دخول الجنة، وإن عقوقهما من أسباب دخول النار”.
زيادة الرزق: إن بر الوالدين من أسباب زيادة الرزق، وقد قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: “من بر والديه زاده الله في عمره ورزقه”.
طول العمر: إن بر الوالدين من أسباب طول العمر، وقد قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: “من بر والديه زاده الله في عمره”.
دوام الصحة: إن بر الوالدين من أسباب دوام الصحة، وقد قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: “من بر والديه عوفي من كل سوء”.
السعادة في الدنيا والآخرة: إن بر الوالدين من أسباب السعادة في الدنيا والآخرة، وقد قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: “من بر والديه كان سعيدًا في الدنيا والآخرة”.
آيات قرآنية عن الأم
وردت في القرآن الكريم العديد من الآيات التي تحث على بر الأم، وتبين فضلها ومكانتها العظيمة، ومن هذه الآيات:
{وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ}.
{وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا}.
{وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ كُلًّا هَدَيْنَا وَنُوحًا هَدَيْنَا مِنْ قَبْلُ وَمِنْ ذُرِّيَّتِهِ دَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ وَأَيُّوبَ وَيُوسُفَ وَمُوسَى وَهَارُونَ وَكَذلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ. وَزَكَرِيَّا وَيَحْيَى وَعِيسَى وَإِلْيَاسَ كُلٌّ مِنَ الصَّالِحِينَ}.
بر الأم في القرآن الكريم
اهتم القرآن الكريم كثيرًا بالأم، وذكرها في مواضع كثيرة، وأمر ببرها، ومن ذلك:
قوله تعالى: {ووصينا الإنسان بوالديه حملته أمه وهنا على وهن وفصاله في عامين أن اشكر لي ولوالديك إلي المصير}.
قوله تعالى: {وإذ أخذنا ميثاق بني إسرائيل لا تعبدون إلا الله وبالوالدين إحسانًا}.
قوله تعالى: {ووصينا الإنسان بوالديه إحسانًا حملته أمه كرها ووضعته كرها وحمله وفصاله ثلاثون شهرًا}.
بر الأم في السنة النبوية
ورد عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أحاديث كثيرة تحث على بر الأم، وتبين فضلها ومكانتها العظيمة، ومن هذه الأحاديث:
قوله -صلى الله عليه وسلم-: “الجنة تحت أقدام الأمهات”.
قوله -صلى الله عليه وسلم-: “بر الوالدين من أفضل الأعمال”.
قوله -صلى الله عليه وسلم-: “من نظر إلى والديه بعين الرحمة كتب الله له عبادة ستين سنة”.
أدعية للبر بالأم
ورد عن النبي -صلى الله عليه وسلم- بعض الأدعية التي يمكن أن يرددها المسلم لبر أمه، ومن هذه الأدعية:
“اللهم ارحم أمي كما ربتني صغيرة”.
“اللهم اغفر لأمي وارحمها وأدخلها جنتك”.
“اللهم ارض عن أمي وارزقها الجنة”.
قصة في بر الأم
كان هناك رجل صالح معروف ببره بأمه، وكان دائمًا يفعل ما يرضيها، ويطيعها في كل شيء، وكان أيضًا يحرص على أن يزورها باستمرار، ويقضي معها أطول وقت ممكن.
وفي يوم من الأيام مرضت الأم مرضًا شديدًا، وكان الابن ملازمًا لها طوال فترة مرضها، وكان يفعل كل ما بوسعه لجعلها سعيدة ومريحة، وكان دائمًا يدعو لها بالشفاء والعافية.
وبعد فترة طويلة من المرض شفيت الأم وتماثلت للشفاء، وكان الابن في غاية السعادة، وعاهد نفسه على أن يظل دائمًا بارًا بأمه، ويوفي لها حقها مهما حدث.
خاتمة
بر الوالدين هو من أعظم الأعمال الصالحة التي تقرب العبد إلى ربه، وترضيه عنه، وتكسبه محبته -تعالى-، وقد حث القرآن والسنة على بر الوالدين، وبيانا فضلهما ومكانتهما العظيمة، كما وردت العديد من القصص التي تحكي عن بر الأبناء بوالديهم، والتي تدل على عظيم هذا العمل الصالح.