بنات رسمات

بنات رسمات

المقدمة

تشير “بنات رسمات” إلى تقاليد الزواج المتوارثة في بعض المناطق الريفية في مصر، حيث يتم إعداد مراسم الزواج بشكل غير رسمي بين فتاة صغيرة ورجل أكبر منها بكثير. على الرغم من أن هذه الممارسة كانت ممنوعة بموجب القانون المصري منذ عام 2008، إلا أنها لا تزال قائمة في بعض المجتمعات. في هذه المقالة، سوف نستكشف التاريخ والثقافة وراء “بنات رسمات” ونناقش الجدل الدائر حول هذه الممارسة.

الجذور التاريخية

يعود تاريخ “بنات رسمات” إلى فترة ما قبل الإسلام في مصر، عندما كانت الفتيات الصغيرات يُزوجن لكبار السن مقابل المهر. كان يُنظر إلى هذه الممارسة على أنها وسيلة لحماية الفتيات من الفقر أو العار. في ظل الحكم الإسلامي، تم حظر “بنات رسمات”، حيث اعتبرها الفقهاء مخالفة للشريعة الإسلامية. ومع ذلك، استمرت هذه الممارسة في المناطق الريفية، حيث كانت تُعتبر جزءًا من التقاليد المحلية.

العوامل الاجتماعية

هناك عدد من العوامل الاجتماعية والثقافية التي ساهمت في استمرار “بنات رسمات” في بعض المجتمعات الريفية في مصر. ومن بين هذه العوامل:

1. الفقر: غالبًا ما يُنظر إلى “بنات رسمات” كوسيلة لتخفيف العبء الاقتصادي عن الأسرة، حيث يحصل والد الفتاة على مهر من الزوج مقابل زواج ابنته.

2. الضغط الاجتماعي: في بعض المجتمعات، يُنظر إلى “بنات رسمات” على أنها الطريقة الوحيدة لضمان مستقبل الفتاة، حيث يُعتقد أن الزواج المبكر يحميها من العار أو الفضيحة.

3. التقاليد: في بعض المناطق، تُعتبر “بنات رسمات” جزءًا من التقاليد المحلية التي تُورث من جيل إلى جيل، ويُنظر إليها على أنها أمر طبيعي ومقبول.

الآثار السلبية

“بنات رسمات” لها العديد من الآثار السلبية على الفتيات المتزوجات، بما في ذلك:

1. الزواج المبكر: يؤدي “بنات رسمات” إلى زواج الفتيات في سن مبكرة، مما يحرمهن من التعليم والفرص الاجتماعية والاقتصادية التي يحصل عليها أقرانهن.

2. العنف المنزلي: غالبًا ما تتعرض الفتيات المتزوجات في سن مبكرة للعنف المنزلي من أزواجهن الأكبر سنًا، كما أنهن أكثر عرضة للإصابة بالأمراض المنقولة جنسياً والإنجاب المبكر، مما يعرض صحتهن للخطر.

3. الفقر: غالبًا ما تعيش الفتيات المتزوجات في سن مبكرة في فقر، حيث يكافحن لتلبية احتياجات أسرهن.

الجدل الدائر حول “بنات رسمات”

ثار جدل كبير حول “بنات رسمات” في مصر، حيث يرى البعض أنها ممارسة ضارة تنتهك حقوق الفتيات، بينما يرى البعض الآخر أنها جزء من التقاليد المحلية ويجب احترامها. أدى هذا الجدل إلى صدور قانون في عام 2008 يحظر “بنات رسمات”، إلا أن هذه الممارسة لا تزال قائمة في بعض المجتمعات الريفية.

الجهود المبذولة لإنهاء “بنات رسمات”

هناك عدد من الجهود المبذولة لإنهاء “بنات رسمات” في مصر، ومن بين هذه الجهود:

1. التوعية: تقوم المنظمات الحكومية وغير الحكومية بتنفيذ حملات توعية في المجتمعات الريفية لتثقيف الناس حول مخاطر “بنات رسمات” وإقناعهم بالتخلي عن هذه الممارسة.

2. التشريع: أصدرت الحكومة المصرية قانونًا في عام 2008 يحظر “بنات رسمات”، وفرض عقوبات على المخالفين. كما تم تعديل قانون الأحوال الشخصية في عام 2019 لتحديد السن القانوني للزواج بـ 18 عامًا.

3. التعليم: تعمل الحكومة المصرية على زيادة معدلات التعليم بين الفتيات في المناطق الريفية، حيث يُنظر إلى التعليم على أنه أحد أهم العوامل في الحد من “بنات رسمات”.

الخاتمة

“بنات رسمات” هي ممارسة ضارة تنتهك حقوق الفتيات وتعرضهن للخطر. على الرغم من الجهود المبذولة لإنهاء هذه الممارسة، إلا أنها لا تزال قائمة في بعض المجتمعات الريفية في مصر. من الضروري تكثيف الجهود من قبل الحكومة والمجتمع المدني لوضع حد لهذه الممارسة الضارة وضمان حماية حقوق الفتيات.

أضف تعليق