مقدمة
التسامح هو فضيلة نبيلة تدعو إلى العفو عن الآخرين والتغاضي عن أخطائهم، ونبذ العنف والغضب والحقد، ونشر المحبة والسلام والوئام بين أفراد المجتمع، وقد حثت جميع الأديان السماوية على التسامح، وعظمت من شأنه وجعلت له مكانة عالية في العقيدة والعمل، وللتسامح فوائد كثيرة تعود على الفرد والمجتمع، فهو يقوي الروابط الاجتماعية ويزيد من المحبة والمودة بين الناس، ويخفف من الضغوط النفسية والتوتر، ويجلب السعادة والراحة النفسية، ويقلل من الصراعات والنزاعات، ويساعد على حل المشاكل بطريقة سلمية. وللتسامح صور عديدة، منها: العفو عن المسيء، ورد الإساءة بالإحسان، والاعتذار لمن ظلمته، والتواصل مع الآخرين والتفاعل معهم.
أولا: التسامح في الإسلام
– حث الإسلام على التسامح والعفو عن المسيئين، فقال الله تعالى: {وَأَن تَعْفُواْ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى} [المائدة: 13]. وقال تعالى: {والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين} [آل عمران: 134].
– وردت أحاديث كثيرة للرسول صلى الله عليه وسلم تحث على التسامح، منها قوله: “أفضل الناس الذين يعفو عن الناس”. وقوله: “من كظم غيظه وهو قادر على أن ينفذه، جاء يوم القيامة وقد امتلأ بطنه إيمانًا”.
– لذلك كان الصحابة والتابعون من أكثر الناس تسامحًا، فقد كانوا يعفون عن أعدائهم ويحسنون إليهم، ولم ينتقص ذلك من شجاعتهم وقوتهم، بل زادهم عزة ومكانة.
ثانيا: التسامح في المسيحية
– حثت المسيحية على التسامح والعفو عن المسيئين، فقال السيد المسيح: “أحبوا أعداءكم وصلوا لأجل الذين يضطهدونكم”. وقال أيضًا: “إذا ضربك أحد على خدك الأيمن، فحوّل له خدك الآخر”.
– وردت نصوص كثيرة في العهد الجديد تحث على التسامح، منها: “لا تدينوا لكي لا تُدانوا، لأنكم بالدينونة التي بها تدينون يُدان عليكم، وبالكيل الذي به تكيلون يُكال لكم” (متى 7: 1-2).
– المسيحيون متسامحون بطبيعتهم، فهم لا يحملون ضغينة ولا يحقدون على أحد، ويحاولون دائمًا أن يعيشوا في سلام مع الآخرين.
ثالثا: التسامح في اليهودية
– حثت اليهودية على التسامح والعفو عن المسيئين، فقد ورد في التوراة: “لا تنتقم ولا تحقد على بني شعبك، بل أحب قريبك كنفسك”. وقال أيضًا: “إذا قابل عدوك جائعًا فأطعمه، وإذا كان عطشانًا فاسقه”.
– وردت نصوص كثيرة في العهد القديم تحث على التسامح، منها: “أحبوا أعداءكم وباركوا لاعنيكم. أحسنوا إلى مبغضيكم وصلوا لأجل الذين يسيئون إليكم ويضطهدونكم” (متى 5: 44-45).
– اليهود متسامحون بطبيعتهم، فهم يحترمون الآخرين ويقدرون معتقداتهم وثقافاتهم، ويحاولون دائمًا أن يعيشوا في سلام مع الجميع.
رابعا: التسامح في البوذية
– حثت البوذية على التسامح والعفو عن المسيئين، فقال بوذا: “لا تدينوا الآخرين، بل انظروا إلى أخطائكم أولاً”. وقال أيضًا: “التسامح هو أفضل انتقام”.
– وردت نصوص كثيرة في التعاليم البوذية تحث على التسامح، منها: “ليس هناك شيء لا يمكن السيطرة عليه سوى الغضب”. “أفضل طريقة للانتقام هي عدم الانتقام”.
– البوذيون متسامحون بطبيعتهم، فهم لا يحملون ضغينة ولا يحقدون على أحد، ويسعون دائمًا إلى العيش في سلام مع الآخرين.
خامسا: التسامح في الهندوسية
– حثت الهندوسية على التسامح والعفو عن المسيئين، فقد ورد في الفيدا: “التسامح هو أعظم الفضائل”. وقال أيضًا: “من سامح أعداءه نال السعادة في هذه الحياة وفي الحياة الآخرة”.
– وردت نصوص كثيرة في التعاليم الهندوسية تحث على التسامح، منها: “لا تدينوا الآخرين، بل انظروا إلى أخطائكم أولاً”. “أفضل طريقة للانتقام هي عدم الانتقام”.
– الهندوس متسامحون بطبيعتهم، فهم يحترمون الآخرين ويقدرون معتقداتهم وثقافاتهم، ويحاولون دائمًا أن يعيشوا في سلام مع الجميع.
سادسا: التسامح في الكونفوشيوسية
– حثت الكونفوشيوسية على التسامح والعفو عن المسيئين، فقد قال كونفوشيوس: “لا ترد الإساءة بالإساءة، بل ردها بالإحسان”. وقال أيضًا: “التسامح هو أعلى أشكال الأخلاق”.
– وردت نصوص كثيرة في التعاليم الكونفوشيوسية تحث على التسامح، منها: “لا تدينوا الآخرين، بل انظروا إلى أخطائكم أولاً”. “أفضل طريقة للانتقام هي عدم الانتقام”.
– الكونفوشيوسيون متسامحون بطبيعتهم، فهم يحترمون الآخرين ويقدرون معتقداتهم وثقافاتهم، ويحاولون دائمًا أن يعيشوا في سلام مع الجميع.
سابعا: التسامح في الطاوية
– حثت الطاوية على التسامح والعفو عن المسيئين، فقد قال لاوتسو: “التسامح هو أعلى أشكال القوة”. وقال أيضًا: “من يرد الإساءة بالإساءة يزيد من الكراهية، ومن يرد الإساءة بالإحسان يزيد من المحبة”.
– وردت نصوص كثيرة في التعاليم الطاوية تحث على التسامح، منها: “لا تدينوا الآخرين، بل انظروا إلى أخطائكم أولاً”. “أفضل طريقة للانتقام هي عدم الانتقام”.
– الطاويون متسامحون بطبيعتهم، فهم يحترمون الآخرين ويقدرون معتقداتهم وثقافاتهم، ويحاولون دائمًا أن يعيشوا في سلام مع الجميع.
الخلاصة
التسامح هو فضيلة نبيلة تدعو إلى العفو عن الآخرين والتغاضي عن أخطائهم، ونبذ العنف والغضب والحقد، ونشر المحبة والسلام والوئام بين أفراد المجتمع، وقد حثت جميع الأديان السماوية على التسامح، وعظمت من شأنه وجعلت له مكانة عالية في العقيدة والعمل، وللتسامح فوائد كثيرة تعود على الفرد والمجتمع، فهو يقوي الروابط الاجتماعية ويزيد من المحبة والمودة بين الناس، ويخفف من الضغوط النفسية والتوتر، ويجلب السعادة والراحة النفسية، ويقلل من الصراعات والنزاعات، ويساعد على حل المشاكل بطريقة سلمية.