تسامحوا قبل يوم عرفه

المقدمة

يوم عرفة هو يوم من أهم أيام السنة عند المسلمين، وهو اليوم الذي يقف فيه الحجاج على جبل عرفة، أحد شعائر الحج، ويدعون الله تعالى بالغفران والرحمة. ويسبق يوم عرفة يوم التروية، وهو اليوم الذي يسقي فيه الحجاج أنفسهم وحيواناتهم استعدادًا ليوم عرفة، ويلي يوم عرفة يوم النحر، وهو اليوم الذي يذبح فيه الحجاج الأضاحي.

التسامح قبل يوم عرفة

يوم عرفة هو يوم مغفرة ورحمة، ولهذا فإن التسامح قبل يوم عرفة له فضل كبير عند الله تعالى، ويدل على صدق التوبة والإنابة إلى الله تعالى، ومما ورد في فضل التسامح قبل يوم عرفة:

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من تصدق بصدقة قبل يوم عرفة بأربعين يومًا، كتب له مثل أجر مائة ألف صدقة”.

قال الإمام الصادق عليه السلام: “من تصدق قبل يوم عرفة بخمسة عشر يومًا كتبت له حسنة كل يوم بحسنة سنة”.

قال الإمام الباقر عليه السلام: “من تصدق قبل يوم عرفة بعشرة أيام كتبت له حسنة كل يوم بحسنة شهر”.

كيف نتسامح مع الآخرين؟

1. أن نغفر لمن ظلمنا: الغفران هو مفتاح التسامح، فعندما نغفر لمن ظلمنا فإننا نتحرر من مشاعر الغضب والكراهية، ونفتح قلوبنا للسلام والمحبة.

2. أن نعتذر لمن أخطأنا في حقه: الاعتذار هو خطوة مهمة في عملية التسامح، فعندما نعتذر لمن أخطأنا في حقه فإننا نعترف بخطئنا ونبدي رغبتنا في إصلاح ما أفسدناه.

3. أن نصلح ما أفسدناه: إذا أمكننا إصلاح ما أفسدناه، فعلينا أن نفعل ذلك حتى نكمل عملية التسامح، وإذا لم نتمكن من إصلاح ما أفسدناه، فعلينا أن نتعهد بعدم تكرار الخطأ مرة أخرى.

فوائد التسامح

1. التسامح يجعلنا أكثر سعادة: عندما نتسامح مع الآخرين، فإننا نتخلص من مشاعر الغضب والكراهية، ونشعر بالسلام والهدوء والسكينة.

2. التسامح يحسن صحتنا الجسدية: التسامح يساعد على خفض ضغط الدم وتحسين وظائف القلب والأوعية الدموية، كما يساعد على تقليل التوتر والقلق.

3. التسامح يحسن علاقاتنا الاجتماعية: عندما نتسامح مع الآخرين، فإننا نبني علاقات أقوى وأكثر متانة، ونتجنب الوقوع في النزاعات والصراعات.

التسامح في الإسلام

1. التسامح من أهم القيم في الإسلام: حث الإسلام على التسامح في كثير من الآيات القرآنية والأحاديث النبوية، ومن ذلك قوله تعالى: “وإن عاقبتم فعاقبوا بمثل ما عوقبتم به، ولئن صبرتم لهو خير للصابرين”.

2. التسامح واجب على كل مسلم: التسامح ليس مجرد فضيلة، ولكنه واجب على كل مسلم، لأن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: “المسلم أخو المسلم، لا يظلمه ولا يسلمه”.

3. التسامح من صفات الله تعالى: التسامح من صفات الله تعالى، فهو غفور رحيم، ويحب أن يتسامح الناس فيما بينهم، ومن ذلك قوله تعالى: “وإذا جاءك الذين يؤمنون بآياتنا فقل سلام عليكم، كتب ربكم على نفسه الرحمة، أنه من عمل منكم سوءًا بجهالة ثم تاب من بعده وأصلح، فإنه غفور رحيم”.

التسامح في المجتمع

1. التسامح أساس التعايش السلمي: التسامح هو أساس التعايش السلمي بين أفراد المجتمع الواحد، وبين المجتمعات المختلفة، وهو السبيل الوحيد لحل النزاعات والصراعات.

2. التسامح يحقق التنمية والازدهار: التسامح يهيئ مناخًا مناسبًا للتنمية والازدهار، لأنه يساعد على جذب الاستثمارات الأجنبية، ويحفز الإبداع والابتكار.

3. التسامح يعزز الأمن والاستقرار: التسامح يعزز الأمن والاستقرار في المجتمع، لأنه يقضي على أسباب العنف والصراع، ويساعد على بناء مجتمع متماسك وقوي.

الخاتمة

التسامح فضيلة عظيمة لها فوائد عديدة على الفرد والمجتمع، وهو واجب على كل مسلم، ومما ورد في الحث على التسامح:

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “الطاعم الشاكر، والقانع الساتر، والصبر على النائبة، في تضاعف أجورهم”.

قال الإمام علي عليه السلام: “التسامح مفتاح الرضا، والرضا مفتاح السعادة”.

قال الشاعر:

وإذا جهلت فلا تجهل عليها إن الجهالة شر النقائص