مقدمة:
الصدقة من أعظم العبادات وأجلها عند الله -سبحانه وتعالى-، وهي من أعظم أسباب زيادة الرزق، ودرء البلاء، وزيادة الحسنات، وحسن الخاتمة، كما أنها من أهم أسباب دخول الجنة، والنجاة من النار، وقد حثنا نبينا محمد -صلى الله عليه وسلم- على الصدقة وحثنا على البذل والكرم، وحذرنا من البخل والشح، ففي الحديث عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: “من تصدق بعدل تمرة من كسب طيب، ولا يقبل الله إلا الطيب، فإن الله يتقبلها بيمينه، ثم يربيها لصاحبها كما يربي أحدكم فلوه، حتى تكون مثل الجبل أو أكبر”.
1. الصدقة في القرآن الكريم:
– جاءت الصدقة في القرآن الكريم في أكثر من موضع، فقد قال الله -تعالى-: “وأنفقوا مما رزقناكم من قبل أن يأتي أحدكم الموت فيقول رب لولا أخرتني إلى أجل قريب فأصدق وأكن من الصالحين”.
– وقال -تعالى-: “الذين ينفقون أموالهم بالليل والنهار سرا وعلانية فلهم أجرهم عند ربهم ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون”.
– وقال -تعالى-: “خذ من أموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم بها”.
2. أنواع الصدقة:
– الصدقة بالمال: وهي إخراج جزء من المال لله -سبحانه وتعالى-، وخاصة للمحتاجين والفقراء.
– الصدقة بالطعام: وهي إعطاء الطعام للمحتاجين والفقراء.
– الصدقة بالثياب: وهي إعطاء الثياب للمحتاجين والفقراء.
– الصدقة بالعلم: وهي تعليم المحتاجين والفقراء، وخاصة تعليمهم أمور دينهم.
– الصدقة بالعمل: وهي مساعدة المحتاجين والفقراء في أعمالهم، وخاصة أعمال الخير.
3. فضائل الصدقة:
– الصدقة تكفر الذنوب، وتدرأ البلاء، وتزيد في الرزق، وتحسن الخاتمة، وتدخل الجنة.
– الصدقة من أفضل الأعمال التي يتقرب بها العبد إلى الله -سبحانه وتعالى-.
– الصدقة سبب لزيادة الإيمان، وتقوية الصلة بين العبد وربه، وتنمية روح التكافل الاجتماعي.
4. آداب الصدقة:
– أن تكون الصدقة من مال حلال طيب، وليست من مال محرم أو مشبوه.
– أن تكون الصدقة سرًا، ولا تُعلن أمام الناس، إلا إذا كان إعلانها فيه مصلحة.
– أن تكون الصدقة خالصة لوجه الله -سبحانه وتعالى-، ولا يبتغي منها العبد أي مقابل أو جزاء.
5. من يستحق الصدقة؟
– الفقراء الذين لا يملكون قوت يومهم، ولا يجدون ما يسد حاجاتهم الأساسية.
– المساكين الذين لا يملكون ما يكفيهم من المال لشراء حاجاتهم الضرورية.
– العاملون الذين يتقاضون أجورًا زهيدة، ولا تكفيهم لتغطية نفقاتهم المعيشية.
– الغارمون الذين عليهم ديون، ولا يملكون ما يكفي لسدادها.
– ابن السبيل الذي انقطعت به السبل، ولم يجد ما يكفيه من المال للعودة إلى أهله.
6. مسؤولية المجتمع تجاه الصدقة:
– المجتمع مسؤول عن رعاية الفقراء والمحتاجين، وتوفير سبل العيش الكريم لهم.
– المجتمع مسؤول عن إنشاء الجمعيات والمؤسسات الخيرية التي تعنى بمساعدة الفقراء والمحتاجين.
– المجتمع مسؤول عن التشجيع على الصدقة، وتوعية الناس بأهميتها وفضلها.
7. خاتمة:
الصدقة من أعظم العبادات وأجلها عند الله -تعالى-، وهي من أعظم أسباب زيادة الرزق، ودرء البلاء، وزيادة الحسنات، وحسن الخاتمة، كما أنها من أهم أسباب دخول الجنة، والنجاة من النار، فلنكن جميعًا من أهل الصدقة، ونبذل ما نستطيع من أموالنا وأوقاتنا وجهودنا لمساعدة المحتاجين والفقراء، فإن الله -تعالى- سيجزي المحسنين أحسن الجزاء.