تعبير عن حب الله

المقدمة:

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. أما بعد، فحب الله تعالى من أعظم العبادات وأجلها، وهو فرض عين على كل مسلم ومسلمة، قال تعالى: {وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ} [البينة: 5]. وقد وردت الكثير من الأدلة من الكتاب والسنة تحث على حب الله تعالى، ومنها قوله تعالى: {وَمَنْ أَحَبَّ اللَّهَ فَإِنَّ اللَّهَ يُحِبُّهُ} [آل عمران: 31].

1. أنواع حب الله تعالى:

أولاً: حب الله تعالى الذاتي: وهو حب الله تعالى لذاته وصفاته الكمال، وهذا النوع من الحب لا يدركه إلا الله وحده، وهو من أعلى مراتب الحب وأكمله.

ثانياً: حب الله تعالى الإرادي: وهو حب الله تعالى لأوليائه وأصفيائه، وهذا النوع من الحب هو الذي يحظى به المؤمنون الصادقون.

ثالثاً: حب الله تعالى التفضيلي: وهو حب الله تعالى لعباده على بعضهم البعض، وهذا النوع من الحب هو الذي يترتب عليه التفضيل بين العباد في الدنيا والآخرة.

2. مراتب حب الله تعالى:

أولاً: مرتبة الخوف: وهي أول مراتب حب الله تعالى، وهي التي يغلب فيها الخوف من الله تعالى على المحبة له.

ثانياً: مرتبة الرجاء: وهي مرتبة متقدمة عن مرتبة الخوف، وهي التي يغلب فيها الرجاء في رحمة الله تعالى على الخوف منه.

ثالثاً: مرتبة المحبة: وهي أعلى مراتب حب الله تعالى، وهي التي يغلب فيها المحبة لله تعالى على الخوف منه والرجاء في رحمته.

3. علامات حب الله تعالى:

أولاً: أداء العبادات والطاعات: فمن علامات حب الله تعالى أن يحافظ العبد على أداء العبادات والطاعات المفروضة عليه من صلاة وصيام وزكاة وحج وعمرة.

ثانياً: الالتزام بأوامر الله تعالى واجتناب نواهيه: فمن علامات حب الله تعالى أن يلتزم العبد بأوامر الله تعالى واجتناب نواهيه، وأن يكون حريصًا على مرضاته في أقواله وأفعاله.

ثالثاً: الدعاء إلى الله تعالى: فمن علامات حب الله تعالى أن يدعو العبد إلى الله تعالى، وأن يدعو الناس إلى عبادة الله وحده لا شريك له.

4. فوائد حب الله تعالى:

أولاً: حصول العبد على سعادة الدنيا والآخرة: فمن أحب الله تعالى نال سعادة الدنيا والآخرة، قال تعالى: {وَمَنْ أَحَبَّ اللَّهَ فَإِنَّ اللَّهَ يُحِبُّهُ وَيُدْخِلُهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ذَلِكَ لِمَنْ خَشِيَ رَبَّهُ} [البينة: 8].

ثانياً: رفع العبد درجات في الجنة: فمن أحب الله تعالى رفعه الله درجات في الجنة، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إن الله تعالى يقول: من عادى لي وليًا فقد بارزني بالمحاربة، وما تقرب إلي عبدي بشيء أحب إلي مما افترضته عليه، وما يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه، فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به ويده التي يبطش بها ورجله التي يمشي بها، ولئن سألني لأعطينه ولئن استعاذني لأعيذنه، وما ترددت عن شيء أنا فاعله ترددي عن قبض نفس عبدي المؤمن، يكره الموت وأكره مساءته، ولكن لا بد له منه” [رواه البخاري].

ثالثاً: شفاعة النبي صلى الله عليه وسلم له يوم القيامة: فمن أحب الله تعالى شفع له النبي صلى الله عليه وسلم يوم القيامة، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “ألا أدلكم على ما يمحو الله به الخطايا ويرفع به الدرجات؟ قالوا: بلى يا رسول الله، قال: إسباغ الوضوء على المكاره، وكثرة الخطى إلى المساجد، وانتظار الصلاة بعد الصلاة، فذلكم الرباط، فذلكم الرباط” [رواه مسلم].

5. أسباب حب الله تعالى:

أولاً: معرفة الله تعالى: فكلما زاد الإنسان معرفة بالله تعالى زاد حبه له، قال تعالى: {وَلَوْ أَنَّهُمْ أَقَامُوا التَّوْرَاةَ وَالْإِنْجِيلَ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِمْ مِنْ رَبِّهِمْ لَأَكَلُوا مِنْ فَوْقِهِمْ وَمِنْ تَحْتِ أَرْجُلِهِمْ فِيهِمْ أُمَّةٌ مُقْتَصِدَةٌ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ سَاءَ مَا يَعْمَلُونَ} [المائدة: 66].

ثانياً: التأمل في آيات الله تعالى: فالتأمل في آيات الله تعالى في الكون والنفس يزيد حب الله تعالى في قلب الإنسان، قال تعالى: {وَفِي الْأَرْضِ آيَاتٌ لِلْمُوقِنِينَ وَفِي أَنْفُسِكُمْ أَفَلَا تُبْصِرُونَ} [الذاريات: 20-21].

ثالثاً: مجالسة أهل الله تعالى: فمجالسة أهل الله تعالى تزيد حب الله تعالى في قلب الإنسان، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إن الله تعالى يقول: أنا عند ظن عبدي بي، وأنا معه إذا ذكرني، فإذا ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي، وإذا ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ خير منه” [رواه البخاري].

6. حب الله تعالى يتزايد:

أولاً: يزداد حب الإنسان لله تعالى كلما زاد إيمانه به، فالإيمان بالله تعالى من أقوى وأعظم أسباب حبه، قال تعالى: {وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِلَّهِ} [البقرة: 165].

ثانياً: يزداد حب الإنسان لله تعالى كلما زاد علمه به، فالعلم بالله تعالى من أهم وأعظم أسباب حبه، قال تعالى: {وَمَنْ أَحْسَنُ دِينًا مِمَّنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ وَاتَّبَعَ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَاتَّخَذَ اللَّهُ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلًا} [النساء: 125].

ثالثاً: يزداد حب الإنسان لله تعالى كلما زاد طاعته له، فطاعة الله تعالى من أكبر وأعظم أسباب حبه، قال تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَنُ وُدًّا} [مريم: 96].

7. حب الله تعالى داعية إلى التقوى والإحسان:

أولاً: حب الله تعالى يدعو الإنسان إلى التقوى والإحسان، فمن أحب الله تعالى خاف من عقابه ورجا ثوابه، وبالتالي تجنب المعاصي والآثام وتحرى الخيرات والطاعات.

ثانياً: حب الله تعالى يدعو الإنسان إلى الإحسان إلى خلقه، فمن أحب الله تعالى أحب عباده وأحسن إليهم، وبالتالي انتشرت المحبة والتعاون والت

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *