التفكر في عظمة الله

No images found for التفكر في عظمة الله

التفكر في عظمة الله

مقدمة:

التفكر في عظمة الله هو أحد أعظم العبادات التي يتقرب بها العبد إلى ربه، وهو من أسباب زيادة الإيمان والتقوى في القلب، كما أنه من أفضل ما يشغل به المسلم وقته، وقد حثنا الله تعالى في القرآن الكريم على التفكر في خلقه فقال: “فاعتبروا يا أولي الأبصار” (الحشر: 2)، وقال: “إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآياتٍ لِأُولِي الْأَلْبَابِ (190) الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلاً سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ” (آل عمران: 190-191).

أولاً: عظمة الله في خلق الكون:

1- خلق الله الكون من العدم في لحظة واحدة، بقدرته وإرادته، كما قال تعالى: “إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ” (يس: 82).

2- خلق الله الكون متناسقًا ومنظمًا، بحيث تسير كل الكواكب والنجوم في مداراتها دون أن تتصادم، وتتغير الفصول الأربعة بانتظام، وتتعاقب الليل والنهار.

3- خلق الله الكون مليئًا بالكائنات الحية، من نباتات وحيوانات وإنسان، وكل كائن حي له دوره ووظيفته في هذا الكون.

ثانيًا: عظمة الله في خلق الإنسان:

1- خلق الله الإنسان في أحسن تقويم، وأعطاه العقل والقدرة على التفكير والتدبر، كما قال تعالى: “لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ” (التين: 4).

2- خلق الله الإنسان من نطفة ضعيفة، ثم جعله جنينًا في بطن أمه، ثم أخرجه إلى الدنيا، ثم رآه ينمو ويكبر، كما قال تعالى: “وَاللَّهُ أَنْبَتَكُمْ مِنْ الأَرْضِ نَبَاتًا ثُمَّ يُعِيدُكُمْ فِيهَا وَيُخْرِجُكُمْ إِخْرَاجًا” (نوح: 17-18).

3- خلق الله الإنسان ليكون خليفة له في الأرض، ويكون مسؤولاً عن عمارتها واستغلالها فيما ينفع البشرية، كما قال تعالى: “وَهُوَ الَّذِي جَعَلَكُمْ خَلاَئِفَ فِي الأَرْضِ وَرَفَعَ بَعْضَكُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِيَبْتَلِيَكُمْ فِي مَا آتَاكُمْ إِنَّ رَبَّكَ سَرِيعُ الْحِسَابِ” (الأنعام: 165).

ثالثًا: عظمة الله في رزقه لعباده:

1- يرزق الله جميع الكائنات الحية في الكون، من إنسان وحيوان ونبات، بغير حساب، كما قال تعالى: “وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الأَرْضِ إِلاَّ عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرَّهَا وَمُسْتَوْدَعَهَا كُلٌّ فِي كِتَابٍ مُبِينٍ” (هود: 6).

2- يرزق الله عباده من حيث لا يحتسبون، وييسر لهم أسباب الرزق، كما قال تعالى: “وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ قُلِ أَفَرَأَيْتُمْ مَا تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ أَرَادَنِي اللَّهُ بِضُرٍّ هَلْ هُنَّ كَاشِفَاتُ ضُرِّهِ أَوْ أَرَادَنِي بِرَحْمَةٍ هَلْ هُنَّ مُمْسِكَاتٌ رَحْمَتَهُ قُلْ حَسْبِيَ اللَّهُ عَلَيْهِ يَتَوَكَّلُ الْمُتَوَكِّلُونَ” (الزمر: 38).

3- يرزق الله عباده على قدر أعمالهم وصبرهم، كما قال تعالى: “وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا فَإِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الأُمُورِ” (آل عمران: 186).

رابعًا: عظمة الله في قدرته:

1- قدرة الله لا حدود لها، وهو قادر على كل شيء، كما قال تعالى: “إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ” (البقرة: 20).

2- قدرة الله ظاهرة في جميع مخلوقاته، من ذرة صغيرة إلى مجرة ​​كبيرة، كما قال تعالى: “اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ مَا لَكُمْ مِنْ دُونِهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا شَفِيعٍ أَفَلَا تَتَذَكَّرُونَ” (السجدة: 4).

3- قدرة الله هي التي تحفظ الكون من الفناء والدمار، كما قال تعالى: “اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ مَا لَكُمْ مِنْ دُونِهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا شَفِيعٍ أَفَلَا تَتَذَكَّرُونَ” (السجدة: 4).

خامسًا: عظمة الله في علمه:

1- علم الله يحيط بكل شيء، في الماضي والحاضر والمستقبل، كما قال تعالى: “وَاللَّهُ يَعْلَمُ غَيْبَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَيَعْلَمُ مَا تُسِرُّونَ وَمَا تُعْلِنُونَ” (التغابن: 18).

2- علم الله هو الذي يهدي عباده إلى طريق الصواب، ويساعدهم على التغلب على الصعوبات والتحديات، كما قال تعالى: “وَهُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رُسُلَهُ بِالْهُدَى وَأَنْزَلَ مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ وَأَنْزَلَ الْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُ

أضف تعليق