العنوان: ذكرى الإسراء والمعراج
مقدمة:
إن معجزة الإسراء والمعراج من أهم المعجزات التي حدثت للنبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، فقد حدث ذلك في ليلة 27 من شهر رجب من السنة العاشرة للبعثة النبوية، الموافق 13 لشهر يناير عام 621 ميلادية. وفي هذه الليلة، انتقل النبي الكريم من المسجد الحرام في مكة المكرمة إلى المسجد الأقصى في بيت المقدس، ثم عرج به إلى السماوات العلى، حيث رأى الكثير من العجائب والغرائب.
1- رحلة الإسراء:
بدأ الإسراء بانتقال النبي الكريم من المسجد الحرام في مكة المكرمة إلى المسجد الأقصى في بيت المقدس، وذلك على ظهر البراق، وهو دابة بيضاء اللون، ذات جناحين. وقد وردت في القرآن الكريم آية تصف هذا الانتقال، وهي قوله تعالى: “سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ”.
2- المعجزات التي حدثت أثناء الإسراء:
خلال رحلة الإسراء، رأى النبي الكريم الكثير من المعجزات والغرائب، منها:
– رأى النبي الكريم جبريل عليه السلام على هيئته الحقيقية، وهيئة الملائكة والأنبياء.
– رأى الجنة والنار، ووصفها بأنها منازل للمتقين والكافرين.
– رأى سيدنا إبراهيم وإسحاق ويعقوب وموسى وعيسى عليهم السلام، وتحدث إليهم.
– رأى البيت المعمور، وهو كعبة السماء التي يطوف بها كل يوم سبعون ألف ملك.
3- العروج إلى السماوات:
بعد الإسراء، عرج النبي الكريم إلى السماوات العلى، حيث رأى الكثير من العجائب والغرائب. وقد وردت في القرآن الكريم آية تصف هذا العروج، وهي قوله تعالى: “ثُمَّ دَنَا فَتَدَلَّى فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَى”. وقد رأى النبي الكريم في السماوات الكثير من الملائكة والنبيين، وتحدث إليهم.
4- لقاء النبي الكريم بالأنبياء:
خلال العروج إلى السماوات، التقى النبي الكريم بالكثير من الأنبياء، منهم:
– سيدنا آدم عليه السلام، أول البشر.
– سيدنا إدريس عليه السلام، الذي رفع إلى السماء.
– سيدنا نوح عليه السلام، الذي نجا من الطوفان.
– سيدنا إبراهيم عليه السلام، الذي بنى الكعبة المشرفة.
– سيدنا موسى عليه السلام، الذي أنزل عليه التوراة.
– سيدنا عيسى عليه السلام، الذي رفع إلى السماء.
5- رؤية النبي الكريم لله تعالى:
في النهاية، رأى النبي الكريم الله تعالى، وتحدث إليه. وقد ورد في القرآن الكريم آية تصف هذه الرؤية، وهي قوله تعالى: “وَلَقَدْ رَأَاهُ نَزْلَةً أُخْرَى عِندَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهَى عِندَهَا جَنَّةُ الْمَأْوَى”. وقد كان هذا اللقاء من أعظم الأحداث في حياة النبي الكريم، وقد ترك فيه أثراً بالغاً.
6- العودة إلى الأرض:
بعد أن رأى النبي الكريم الله تعالى، عاد إلى الأرض. وقد وردت في القرآن الكريم آية تصف هذه العودة، وهي قوله تعالى: “فَأَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ”. وقد عاد النبي الكريم إلى مكة المكرمة، وأخبر الناس بما رآه في رحلته، فصدقه المؤمنون وكذبه الكافرون.
7- الدروس المستفادة من ذكرى الإسراء والمعراج:
هناك الكثير من الدروس المستفادة من ذكرى الإسراء والمعراج، منها:
– قوة الإيمان بالله تعالى: فقد آمن النبي الكريم بكل ما رآه في رحلته، رغم أنه كان أمراً غريباً ومخالفاً للعقل.
– أهمية الصلاة: فقد فرضت الصلاة على النبي الكريم في رحلة الإسراء والمعراج، وهي الركن الثاني من أركان الإسلام.
– فضل بيت المقدس: فقد بارك الله تعالى حول المسجد الأقصى، وجعله قبلة المسلمين الأولى.
– عظمة النبي الكريم: فقد اختاره الله تعالى لنقل رسالته إلى العالمين، وأكرمه برحلة الإسراء والمعراج.
الخاتمة:
إن ذكرى الإسراء والمعراج من أهم الذكريات في تاريخ الإسلام، وهي من المعجزات العظيمة التي حدثت للنبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم. وقد تركت هذه الرحلة أثراً بالغاً في حياة النبي الكريم، وفي حياة المسلمين جميعاً.