مقدمة
عمر بن الخطاب، ثاني الخلفاء الراشدين، وأحد العشرة المبشرين بالجنة، لقّب بالفاروق لقدرته على التمييز بين الحق والباطل، وكان من أقوى الأمراء في الإسلام، وأحد أعظم القادة في التاريخ الإسلامي. حكم لمدة عشر سنوات، شهدت فتوحات إسلامية كبيرة في بلاد الشام ومصر والعراق وإيران، وبلغت الدولة الإسلامية في عهده أقصى اتساع لها.
نسبه وحياته المبكرة
هو عمر بن الخطاب بن نفيل بن عبد العزى بن رياح بن عبد الله بن قرط بن رزاح بن عدي بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر، من قبيلة قريش، ولد عام 585م في مكة المكرمة، وكان من أشد الناس عداوة للإسلام في بداية ظهوره، ولكنه أسلم بعد انتصار المسلمين في غزوة بدر الكبرى، وأصبح من أقوى المدافعين عن الإسلام.
إسلامه
كان عمر بن الخطاب من أشد المعارضين للإسلام، وكان يضطهد المسلمين وينال منهم، ولكنه أسلم بعد أن سمع أخته فاطمة تقرأ القرآن، فدخل عليها فقرأ ما عندها من القرآن، فلما فرغت قال لها: “دلوني على محمد”. فدلته عليه فأتاه، فقال له: “يا محمد، إني قد أسلمت”. فكبر رسول الله صلى الله عليه وسلم تكبيرة عرف بها المسلمون إسلامه.
هجرته إلى المدينة المنورة
هاجر عمر بن الخطاب إلى المدينة المنورة مع المسلمين بعد هجرة الرسول صلى الله عليه وسلم، وكان من أبرز المشاركين في غزوات النبي محمد صلى الله عليه وسلم، وأظهر شجاعة فائقة في معركة بدر الكبرى، وغزوة أحد، وغزوة الخندق، وغيرها من الغزوات.
خلافته
بعد وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم، بويع أبو بكر الصديق خليفة للمسلمين، وبعد وفاة أبي بكر، بويع عمر بن الخطاب خليفة للمسلمين، وكان عمر حاكماً عادلاً وقوياً، وأسس الدولة الإسلامية على أسس متينة، وقاد المسلمين إلى العديد من الفتوحات الإسلامية الكبرى.
إنجازاته
حقق عمر بن الخطاب العديد من الإنجازات خلال خلافته، ومن أبرزها:
1. الفتوحات الإسلامية: قاد المسلمون في عهده فتوحات إسلامية كبيرة في بلاد الشام ومصر والعراق وإيران، وبلغت الدولة الإسلامية في عهده أقصى اتساع لها.
2. التنظيم الإداري: نظم عمر بن الخطاب الدولة الإسلامية ونشأ ديوان الخراج وديوان الجند وديوان العطاء، كما قسم البلاد الإسلامية إلى ولايات وحدد لكل ولاية والياً.
3. القضاء: أنشأ عمر بن الخطاب نظام القضاء في الدولة الإسلامية، وعين القضاة في جميع أنحاء البلاد الإسلامية، وأمرهم بالعدل والإنصاف.
4. بيت المال: أنشأ عمر بن الخطاب بيت المال لتجميع أموال الدولة الإسلامية وتوزيعها على المحتاجين.
5. التقويم الهجري: وضع عمر بن الخطاب التقويم الهجري، الذي يبدأ من هجرة الرسول صلى الله عليه وسلم من مكة إلى المدينة المنورة.
وفاته
توفي عمر بن الخطاب عام 644م، بعد أن ضربه أبو لؤلؤة المجوسي بسكين مسمومة، وهو يصلي في مسجد المدينة المنورة، وتوفي بعد ثلاثة أيام من إصابته.
الخاتمة
كان عمر بن الخطاب خليفة عادلاً وقوياً، وواحداً من أعظم القادة في التاريخ الإسلامي، حقق العديد من الإنجازات خلال خلافته، وساهم في نشر الإسلام في جميع أنحاء العالم.